تصاعدت أمس نذر تجدد الحرب الأهلية في السودان قبل نحو50 يوما من موعد الاستفتاء علي مصير جنوب السودان ومنطقة ابيي الغنية بالنفط المقرر في9 يناير المقبل حيث اتهم جنوب السودان الجيش السوداني بشن غارة جوية علي إحدي قواعد الجيش الشعبي في محاولة لتعطيل الاستفتاء, فيما قال مسئول بشمال السودان ان جنوب البلاد شبه المستقل أعلن الحرب بمساندته متمردين من دارفور, وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي فيليب أجوير:' هاجمت طائرات الهليكوبتر التابعة للقوات المسلحة السودانية موقعنا وأسفر ذلك عن إصابة أربعة جنود واثنين من المدنيين.' واضاف:' القوات المسلحة السودانية تحاول جر السودان الي الحرب من جديد وتعطيل الاستفتاء أو منعه.' في المقابل قال مسئول بشمال السودان أمس إن جنوب البلاد شبه المستقل أعلن الحرب بمساندته متمردين من دارفور قبل أسابيع من استفتاء علي استقلال الجنوب. وقال مندور المهدي القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان لرويترز انه اذا تم احتضان هذه القوات في الجنوب وتزويدها بالسلاح والامدادات والوقود والسيارات فان هذا يمثل اعلان حرب علي الشمال. وقال المتحدث باسم عبد الواحد محمد النور زعيم جيش تحرير السودان احدي الجماعات المتمردة الرئيسية في دارفور ان زعيم الجماعة سيزور جوبا عاصمة جنوب السودان في الأيام القليلة المقبلة. وقام عدد من قادة التمرد بزيارة جوبا أو يقيمون بها. وأضاف المهدي أن حركة العدل والمساواة وهي احدي جماعات التمرد في دارفور حركت قواتها الي الجنوب بهدف التدريب. وهذا الشهر قصف الشمال بطريق الخطأ مواقع في الجنوب أثناء قتال الحركة قرب الحدود بين الشمال والجنوب. ولم يتسن علي الفور الاتصال بجيش جنوب السودان للتعقيب لكنه ينفي تقديم العون لمتمردي دارفور. وقال المهدي ان مساندة الجنوب لمتمردي دارفور تؤثر علي المحادثات الخاصة بالترتيبات الأمنية بعد الاستفتاء. وأضاف أنه يتعين علي الجنوب طرد هذه القوات من اراضيه. وعبر عن أمله في التوصل الي تسوية لهذه القضية حتي لا تؤثر علي الاستفتاء. من ناحية أخري وقعت أمس مذكرة تفاهم بين الجامعة العربية ومفوضية استفتاء جنوب السودان لمراقبة الاستفتاء في الجنوب المقرر في9 يناير المقبل, وذلك بمقر المفوضية بالخرطوم. وتضمنت مذكرة التفاهم التأكيد علي دور الجامعة العربية باعتبارها كيانا إقليميا له مصلحة حقيقية بما يحدث في السودان. وقع المذكرة مدير إدارة التعاون العربي الافريقي بالجامعة العربية السفير سمير حسني, ورئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان محمد إبراهيم خليل, وذلك خلال لقائهما أمس في الخرطوم. ومن جهته, وصف مسئول دائرة الإعلام بمفوضية استفتاء جنوب السودان جورج ماكير بنيامين في الخرطوم- جامعة الدول العربية بأنها شريك أصيل في خلق مستقبل يضمن الاستقرار والعلاقات والمصالح بين وادي النيل, وسواء أصبح السودان دولتين أو لا ستظل هذه المصالح قائمة. وقال بنيامين: نتوقع من جامعة الدول العربية أن تلعب دورا مميزا وهو ما تنص عليه المذكرة التي تم توقيعها أمس, مضيفا نحن مطمئنون من دور الجامعة العربية في هذا الشأن. وأشار بنيامين أن أكثر من80 مراقبا من الجامعة العربية سيراقبون عملية الاستفتاء وسيتم انتشارهم في كل المواقع( في ولايات السودان الشمالية والجنوبية), وسيتم تقديم كل التسهيلات والمستندات المطلوبة ليقوموا بدورهم علي أكمل وجه. وفيما عقد بمقر الهيئة العربية للانماء الزراعي بالخرطوم أمس اجتماع للآلية المشتركة لمتابعة تنفيذ التعهدات العربية لدعم ومعالجة الأوضاع الإنسانية بدارفور. قال مسئول سوداني أمس إن كلفة المشاريع المزمعة اقامتها في منطقة شرق السودان تبلغ نحو أربعة مليارات دولار أمريكي. ونسبت وكالة الأنباء الكويتية( كونا) لمستشار الرئيس السوداني مصطفي اسماعيل قوله في تصريح صحفي بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لشرق السودان في الأول من ديسمبر المقبل والذي تستضيفه الكويت' إن هذه المشروعات مصنفة تصنيفا دقيقا بحيث تلبي احتياجات المنطقة وبينها مشروعات لبناء السلام والأمن البشري.'