لا شك أن العالم يواجه الان هجمة شرسة من قبل الارهاب الدولي والذي بدأ خلال السنوات الاخيرة يضرب بقوة في كل مكان وما حدث في العريش الجمعة الماضي ليس إلا حلقة من سلسلة حلقات يسعي الارهاب الدولي الي نشرها في ربوع العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط سواء ما يحدث في العراق وسوريا من قبل تنظيم الدولة الاسلامية المزعوم داعش والذي بات يهدد أمن واستقرار المنطقة في ظل الدعم غير المحدود الذي يتلقاه من دول مختلفة سواء أسلحة او مبالغ طائلة وهو ما يثير علامات استفهام كبيرة حول حقيقة هذا التنظيم الارهابي وعلاقته الوثيقة بتنظيم القاعدة وعدد من التنظيمات الإرهابية الاخري الموجودة في غزة او سيناء. والمؤكد ان تلك التنظيمات الإرهابية في سيناءوغزة سواء أنصار بيت المقدس او جيش الاسلام علي علاقة قوية بالعمليات الارهابية الاخيرة في سيناء وهي بالطبع مدعومة بشكل أو بآخر من بعض عناصر حماس التي كانت ومازالت تدعي مساندتها لجماعة الاخوان المسلمين الإرهابية وهو ما يثير تساؤلا مهما بشأن كميات الأسلحة الكبيرة التي تم تهريبها إلي سيناء عبر الأنفاق علي الرغم من عمليات التدمير الكبيرة التي قام بها الجيش خلال الفترة الماضية لأعداد ضخمة من الأنفاق إلا أن الازمة الحقيقية في الأنفاق تكمن في المنازل المصرية المقامة علي الشريط الحدودي في رفح وهو ما تسعي الدولة الآن إلي إزالة تلك المنازل ونقلها إلي وسط سيناء واقامة منطقة عازلة علي طول الشريط الحدودي بين غزة ورفح. ويقينا فان ما سوف تقوم به الحكومة خلال الفترة المقبلة من اجراءات استثنائية في العريش لاحكام السيطرة علي المناطق الملتهبة والتي يتخذ منها الارهابيون ملاذا لهم لابد ان تجد مساندة حقيقية من قبل المواطن البسيط سواء في سيناء او في كافة محافظات الجمهورية فمساندة الجيش والشرطة في معركة الارهاب واجب وطني علي الجميع خاصة وأن الارهاب لا يتوقف عند حد أو نقطة معينة بل أنه وإذا لم نتصد له بقوة سوف يأكل الاخضر واليابس في ظل التهديدات القوية التي تواجهها مصر علي حدودها من الجانب الليبي حيث هناك فوضي أمنية وانفلات كبير تشهده الحدود من الجانب الليبي بالاضافة الي الاوضاع المتردية في العراق وسوريا واليمن وكلها أوضاع تهدد دون شك الامن القومي المصري. وعلي الرغم من الجهود الدولية لمواجهة الارهاب الدولي إلا أن اعداد الجماعات الارهابية في العالم في تزايد مستمر, بما فيها الجماعات المنبثقة عن تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخري,والتي لا تزال تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين حيث أشار تقرير الخارجية الامريكية إلي أن العام الماضي شهد9707 هجمات إرهابية وقعت حول العالم, وتسببت في مقتل17800 شخص وإصابة32500 آخرين. وفضلا عن هذا, تم اختطاف أو احتجاز2990 شخصا كرهائن. حيث شهدت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا زيادة في الجماعات المستقلة عن تنظيم القاعدة أو المرتبطة به فكريا والتي استغلت فراغ السلطة أو الاضطراب في تلك المناطق لتكثيف عملياتها,. ورغم أهمية هذا التقرير الامريكي بشأن الارهاب الدولي إلا أن الغموض ما زال يحيط بالموقف الامريكي تجاه تلك الجماعات الارهابية ودعمها بصورة مباشرة أو غير مباشرة فنحن نعلم أن واشنطن هي من رعت القاعدة وتنظيم طالبان في بدايتها حتي تتصدي للغزو السوفيتي لأفغانستان وبعد الانسحاب الروسي لم تستطع واشنطن السيطرة علي تلك الجماعات والتي بدأت وبصورة كبيرة في انشاء ونشر فروع لها حول العالم بل وهددت المصالح الامريكية نفسها في أكثر من دولة خاصة في افريقيا. ولكن ما حدث من قبل تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا يؤكد ان واشنطن لم تستوعب الدرس جيدا حيث انها لم تتحرك بصورة سريعة لمساندة العراق ضد تنظيم داعش في بداية ظهوره علي الساحة وانما تأخرت كثيرا ولم تتحرك الا عتدما شعرت بالخطر يقترب من مصالحها الاستراتيجية في المنطقة حيث بدأت داعش تهدد كردستان وتركيا. و لذا فان واشنطن لابد ان تدعم القاهرة بصورة مباشرة وواضحة في حربها ضد الارهاب سواء سياسيا او اقتصاديا او عسكريا وفي مقدمة ذلك الاسراع في ارسال صفقة طائرات الاباتشي والتي سيكون لها الاثر الكبير في مواجهة ومطاردة العمليات الارهابية في سيناء والتي تسعي الدولة الان بكل اجهزتها في مواجهة ذلك الارهاب البغيض في سيناء و من يسانده من دول واجهزة في المنطقة. [email protected]