ربما تكون من المرات النادرة التى نشاهد فيها المربع الذهبى لمسابقة الدورى الممتاز لكرة القدم خاليا من الأهلى والزمالك والإسماعيلى كبار الكرة المصرية بعد نهاية ست جولات من البداية وتصدر فرق كانت تعانى فى الموسم الماضى من شبح البقاء وتحديدا حرس الحدود فارس المسابقة حتى الآن. فالزمالك مازال سابعا برصيد 9 نقاط والأهلى الرابع عشر لم يتجاوز النقطة الخامسة صحيح له مباراتان مؤجلتان لكن حتى لو فاز بهما فلن يتمكن من الوصول للقمة حتى لو خسر حرس الحدود مباراتيه المقبلتين. والإسماعيلى السادس عشر برصيد 4 نقاط مع خصم 6 نقاط له من قبل الفيفا تخيلوا المربع الذهبى يضم فرق الحدود والمقاصة والداخلية وإنبى وبعدهم الجيش والمصرى. إذن الدورى المصرى يشهد حالة جديدة بالفعل نتمنى ألا تكون ظاهرة وتنتهى بل تستمر حتى نرى قوى جديدة ففى الماضى كنا نشاهد فريقا واحدا يتقدم على الأهلى والزمالك ولعدة أسابيع لكن الآن أكثر من فريق يتقدمون مما سيصعب المهمة على القطبين هذا الموسم. لكن الأهم هو أن يستمر طموح الصغار الذين باتوا كبارا وجلسوا على العرش وأن تكون تجربة هذا الموسم نموذجا جديدا لتألق قوى كروية فى سماء الكرة المصرية وظهور مدربين قادرين على المواجهة مهما كانت قدرات وإمكانيات الأهلى والزمالك نتمنى أن نشاهد تجربة فى الدورى المصرى هذا الموسم مثل تجربة أتليتكو مدريد فى الموسم الماضى بالدورى الأسبانى عندما نجح الأرجنتينى دييجو سيميونى فى قيادته لانتصارات عظيمة توجت بالدورى على حساب برشلونة وريال مدريد والوصول لنهائى دورى الأبطال والخاسرة فى وقت قاتل أمام الريال بعد إنتهاء الوقت الأصلى رغم أنه لا يملك إمكانياتهما لا نصفها وليس لديه ميسى ولا الدون كريستيانو رونالدو ولا نيمار وغيرهم من العظماء لكنه خاض التجربة واعتمد على قدرات لاعبيه وتصدر مبكر ودافع عن الحلم وصدقه فتحقق له ما أراد فهل نرى سيميونى جديدا فى الكرة المصرية قد يكون عبدالحميد بسيونى أو إيهاب جلال أو علاء عبدالعال أو طارق العشرى عموما الطموح كبير لكن الطريق طويل والمهمة ثقيلة والمشوار غاية فى الصعوبة لكن الهدف يستحق القتال من أجل ظهور قوى جديدة فى الدورى المصري. هذه المرحلة التى تحمل الرقم 6 شهدت ارتفاعا طفيفا فى المعدل التهديفى فقد زادت الأهداف من 17 فى المرحلة الخامسة إلى عشرين هدفا فى السادسة بمعنى أن نسبة التهديف وصلت إلى هدفين فى كل لقاء نسبة جيدة إلى حد ما. لكن أعلى المباريات التى شهدت تهديفا هى مباراة طلائع الجيش مع المصرى بفوز الأول 4- 2 وهى نتيجة كبيرة ولم يكن أحد يتوقعها فى ظل المستوى الذى كان عليه كل فريق قبل المباراة ونتائجه. فهذا الفوز دفع بطلائع الجيش للمركز الخامس برصيد 10 نقاط مقابل الرصيد نفسه للمصرى السادس لكن المصرى بهذه الخسارة أصاب عشاقه بالصدمة وكذلك عشاق المدرب المحترم طارق يحى فالكل يعرف قدراته لكن يبدو أن هذا لم يكن يومه على الإطلاق. كما أنه لم يكن يوم الأهلى فى أسيوط بعدما واصل عروضه المهتزه ونتائجه الضعيفة فلم يحصد سوى 5 نقاط من أربع مواجهات وتعادل للمرة الثانية على التوالى مهدرا النقطة السابعة ليحصل على 5 نقاط من 12 أى أنه لم يصل لنقطة المقبول ما يدل على أنه ضعيف جدا حسب وضعه الحالى الأهلى أهدر فرصا سهلة خلال اللقاء سواء من عمرو جمال أو تريزيجيه أو عبدالظاهر أو عماد متعب الذى مازال تعبانا ويحتاج لجهد أكبر ليعود كما كان فعالا ومؤثرا فى أداء ونتائج الأهلى وليس مجرد تغيير لا أكثر وأعتقد أن الفرصة جاءته الآن بعد الإصابة اللعينة لعمرو جمال. الأهلى تعادل ليس بفعل فاعل فقط " الحكام " ولكن لأن الأهلى به عيوب فمهما كانت أخطاء الحكام فلا يمكن أن تقف أمام فريق لديه المقدرة على الفوز وإحراز أكثر من هدف مشكلة الأهلى فى وسطه وأطرافه فلم يعد إنتاج الناحية اليسرى مثلما كانت أيام سيد معوض حتى بعدما تم استبدال صبرى رحيل بحسين السيد لم يكن منتجا وكان دون المستوى أما الناحية اليمنى للأهلى التى يشغلها شريف حازم وهو ليس مركزه فقد انتهت تقريبا وباتت بلا إنتاج عكس أيام أحمد فتحى والكل ينتظر عودة باسم على بعد انتهاء إيقافه أول الشهر الحالى وسيعود مع لقاء دمنهور. الأهلى علق كل مشكلاته على التحكيم نعم هناك أخطاء نعم هناك قسوة لكن بالطبع ليست متعمدة فأخطاء الحكام جزء من اللعبة فإذا كانت راية المساعد حرمته من هدف فى لقاء الدراويش فإن شريف رشوان لم يمنحه ركلة جزاء سليمة تماما فى لقاء الأسيوطى نعم الأهلى تعرض للظلم لكنه هو لم يعد منصفا لنفسه فالأهلى كان يسجل ويحرز ويجتهد ويحقق الفوز مهما كانت عيوب أو أخطاء التحكيم. أما الزمالك فقد خرج من بئر التعادلات بفوز غال جدا بهدفين بلا رد على سموحة أحرزهما فى الوقت الضائع ليرفع رصيده إلى 9 نقاط لكن الفوز يجب ألا يحول الفريق الضائع لفريق بطل الزمالك لأن به مشكلات كبيرة خصوصا في الهجوم فليس لديه المهاجم المنقذ وليس لديه لاعب الوسط الذى يصنع اللعب بشكل مؤكد ومستمر وليس بالصدفة وليس لديه أطراف جيدة حيث يعانى كثيرا طوال الوقت فى ظل قلة إنتاج حازم إمام وندرة إنتاج أحمد سمير لابد من علاج العيوب ونسيان جملة الزمالك المرعب قادم فلو إنتهت الدقائق الأربع بلا هدف لكن الأن أسوأ فريق فلا تخدعنا أيها النصر. فكثيرا ما أخفت ثياب النصر بلاوينا. أما سموحه الذى كان فقد غاب وظهر بمستوى متواضع وفقد هيبته الهجومية وأهدر كل ما بناه حمادة صدقى. بصراحة الفريق مع لافانى بقى شكله غريب تانى كما كان قبل تولى صدقى المهمة واستحق الهزيمة فى وقت قاتل بفارق هدفين. و مازال الإسماعيلى يفقد النقاط ليس من الفيفا فقط ولكن بالتعادلات فما فقده من نقاط خلال ست جولات فاق بكثير ما فقده بسبب عقوبة الفيفا فأربعة تعادلات تعنى خسارة 8 نقاط بجانب ست من الفيفا فلم يبق له سوى أربع نقاط رغم أن الفريق يلعب بشكل جيد وهكذا كان حال إنبى مع طارق العشرى فقدم الفريق مستوى طيبا لكنه أيضا خسر نقطتين ليظل الفريق رابعا ضمن فئة النقاط العشر. و سبحان الله قد يأتى تغيير العتبة بالجديد بغض النظر عن اى شيء فما أن تولى رمضان السيد بعد رحيل مختار مختار من بتروجت تغير كل شيء وانهالت الانتصارات على الفريق فحقق فى مباراتين فوزين على التوالى ليجمع فيهما ما لم يجمعه فى أربع مباريات ليرتفع رصيده ل7 نقاط بعد الفوز على دمنهور رغم أن الأخير كان جيدا لكن أعطنى حظاً وألقى بى فى البحر ودفع أحمد عاشور المدير الفنى الثمن ورحل عن الفريق ليتولى بدلا منه محمد عمر. أما وادى دجلة فقل عن حمادة صدقى ما تشاء من ثناء فمدرب يتولى المهمة فى وقت قصير ويبدأ مبكرا فى تحقيق نتائج جيدة فله كل التقدير صدقى قاد دجلة للفوز على الإتحاد السكندرى زعيم الثغر فى عقر داره وسط ذهول الجميع ومع الفوز ارتقى للمركز التاسع برصيد 8 نقاط فيما ظل سيد البلد متعثرا وغير قادر على تجاوز النقطة الخامسة ليرحل المدير الفنى طلعت يوسف ويتولى المهمة التوءم حسن. و إلى مباراة أهل القمة نذهب حرس الحدود والداخيلة جاء اليوم الذى يلعب فيه الفريقان على قمة الدورى سبحان مغير الأحوال وخلالها كان النجاح للحدود ولمدربه عبدالحميد " سيميونى " قصدى بسيونى صحيح أن الأمر قد يكون فيه مبالغة لكن ما الذى يمنع من وصول بسيونى بمستوى فريقه إلى مستوى سيميونى وفريقه الأسبانى لا يوجد مستحيل المهم أن الحدود الذى لم يكن متفوقا بالكامل فى اللقاء نجح فى الفوز فيما أهدر الداخلية الكثير لكن فى النهاية العبرة بالنتيجة الأخيرة التى تحققت وفاز الحدود ليرفع رصيده إلى 14 نقطه مقابل 11 للداخلية فى مقعد الوصيف. و منذ الفوز على الأهلى لم يعرف الرجاء معنى الفوز ولقى الخسارة الثانية على التوالى لتتواصل معه لعنة الأهلى عسى ألا تطول فقد خسر أما فريق الشرطة بهدفين لهدف ليتهاوى من القمة إلى المركز الثامن برصيد 9 نقاط ويصعد الشرطة للمركز التاسع برصيد 8 نقاط. و يبقى الفريقان اللذان يعانيان المقاولون العرب والجونة خسر كل منهما نقطتين فى لقائهما ليصبح المقاولون ست والجونة أربع نقاط وفى مراكز متأخرة جدا لا تليق بالمقاولون على الأقل أو الجونة الذى تحسن مع تسوبيل لكنه كثيرا ما يعانى فى الدور الأول لكنه يفيق فى الثانى.