نشأ فاضل في أسرة مكافحة متوسطة الحال تعتمد علي عمل الأب والأم والأشقاء, حيث يأكل الجميع من عمل يده, وكان فاضل بارعا في مهنته ولكنه أصيب بظروف نفسية في بداية سن المراهقة فكان يعمل يوما ويتوقف عن العمل أيام وبعد فترة انتقل من المدينة التي كان يسكن بها مع أسرته للعمل في مدينة أخري بأحد المصانع ولكنه لم يلتزم فقام صاحب العمل بطرده فانتقل إلي العمل في إحدي المدن الكبري الا ان حالته النفسية ازدادت سوءا فلم يستقر في عمله وتدهورت حالته المادية حتي سقط في بئر الادمان بعد أن اختلط بأصدقاء السوء الذين أوهموه بأن المخدرات ستخرجه من أزمته ولكن حالته النفسية ازدادت سوءا بسبب ضيق ذات اليد وحاجته إلي الأموال التي يشتري بها السموم التي يتناولها ورغم أنه كان في بداية سلم الإدمان, فإنه لم يحتج إلي وقت طويل ليصعد إلي عالم المدمنين ذلك العالم الذي لا توجد فيه رحمة ولا شفقة فالكل يلهث وراء شيطانه الذي يحركه كيفما يشاء. وفي تلك الأيام العصيبة استطاع احد العمال المكافحين السيطرة علي فاضل الذي كان يجلس علي أحد المقاهي بالقرية وحاول توجيه النصح له فتظاهر بقبول النصيحة فوعده الرجل انه في حالة التزامه وبعده عن الادمان سيقوم بتزويجه من إحدي بناته ففرح فاضل وبدا يبتعد رويدا رويدا عن أصدقاء السوء لكنه لم يتركهم بشكل كامل وعندما أخذه عم محمد والد الفتاة إلي منزله وشاهد الفتاة علي الطبيعة انشرح صدره وتعلق بها وكذا الفتاة وشعر والدها بذلك فتعهد بتبني هذا الشاب وإنهاء زواجه من ابنته في أسرع وقت, خلال تلك الفترة كان فاضل يتعاطي المخدرات سرا مع بعض اصدقائه المقربين بعيدا عن أعين عم محمد الذي كان يعرف ذلك ولكنه كان يتظاهر بعدم معرفته معتقدا ان تحسن الحالة النفسية لفاضل بعد الزواج ستمنعه من تناول المخدرات نهائيا وبالفعل تكفل والد الفتاة بكل مصروفات الزواج, وزفت وفاء لفاضل ومرت الأيام واستمرت الحياة الزوجية سعيدة بين الطرفين لعدة أشهر رغم تأثير الادمان علي فاضل الذي يخرج بين الحين والآخر لتعاطي المخدرات وسط أقران السوء من بعض النقود التي يعطيها له صهره حتي يعثر علي عمل. واستمر الحال هكذا والزوجة تنفق هي ووالدها علي البيت وفاضل لا يعمل حتي تضررت زوجته من الأمر وطلبت منه البحث عن عمل في أسرع وقت إلا أن فاضل لم يتحرك ولم يكتف بذلك وطالبها ببيع جزء من مصوغاتها للانفاق منه علي تناول المخدرات رفضت الزوجة في البداية وبعدها وافقت حتي لم يتبق لها من مصوغاتها الا( غويشة) واحدة ظلت تقاتل عليها مع زوجها الذي أصبح يتناول المخدرات أكثر من بداياته وأصبح ينام كثيرا وتوترت علاقته بزوجته بل وصهره الذي أنفق الكثير علي زواجه حتي إنه ترك الجمل بما حمل ولم يعد يزور ابنته وتركها تواجه زوجها المدمن وحدها بعد أن وصلت علاقته به لدرجة الكره المتبادل. سعي فاضل بكل ما يملك لبيع قطعة الذهب الأخيرة( الغويشة) التي تملكها زوجته لكنها ظلت تقاومه إلي أن جاء اليوم المشئوم الذي استيقظ فيه فاضل وهو أكثر تصميما علي بيع( الغويشة) للانفاق منها علي ملذاته مهما يكلفه ذلك وعبثا حاول فاضل الذي كان منفعلا لأقصي درجة وزوجته ترفض وتتشبث بالغويشة في يدها بكل ما تملك من قوة بعد أن وصل الأمر لقيامه بمحاولة خلعها من يدها بالقوة ظل الأمر هكذا إلي ان سيطر الشيطان علي عقل فاضل الذي فاجأ وفاء وقام باحضار سكين المطبخ وقام بطعنها اكثر من12 طعنة متتالية وهي تصرخ وتستغيث حتي لفظت أنفاسها الأخيرة فقام بنزع الغويشة من يدها وترك الجثة وفر هاربا إلي الاسكندرية واختبأ في منطقة العطارين اعتقادا منه انه يستطيع الهروب من العدالة وبعد عدة أيام من الحادث عاد لفاضل جزء من وعيه فتذكر زوجته التي ضحت بكل ما تملك من أجله وما كان تمسكها بآخر قطعة ذهب الا من أجل حياتهما بعد أن انفق والدها كل ماله عليها, امتنع فاضل عن الطعام عدة أيام وسط حالة من الاكتئاب الشديد الذي أصابه إلي أن فكر في التخلص من حياته. كان اللواء عبد الرحمن شرف مدير أمن كفر الشيخ, قد تلقي اخطارا من مأمور في مركز فوة يفيد بتلقيه بلاغا من قسم العطارين بالعثور علي جثة فاضل. أ37 سنة عامل من قرية السالمية مركز فوة بعد انتحاره في شقة بمنطقة العطارين بالاسكندرية بعد قيامه بقتل زوجته منذ أسبوعين تقريبا بطعنها12 طعنة نافذة في اجزاء متفرقة من الجسم, تحرر عن ذلك المحضر رقم3764 اداري مركز فوة لسنة2014 وتولت النيابة التحقيق.