في أول تجربة عملية لإثبات فشل فكرة منع الاعمال الإبداعية من العرض تحت مسمي أن الجمهور لن يصل لمشاهدة العمل الممنوع نجح فيلم حلاوة روح بطولة هيفاء وهبي في الوصول للمشاهدون بعيدا عن مسمي الرقابة والمنع, حيث فوجئ المشاهدون في أيام العيد بعرض فيلم حلاوة روح للفنانة هيفاء وهبي الذي منع من العرض في السينمات المصرية بقرار من رئيس الحكومة المهندس ابراهيم محلب,ورغم ان الفيلم لم يعرض علي قنوات تابعة للقمر الصناعي النايل سات فإنها تعرض عليه بسبب قرب القمر الذي تبث منه للنايل سات. وهذا ما اكده لنا احد المسئولين بالقمر الصناعي النايل سات مؤكدا أن هذه القنوات التي تصنف ققنوات قرصنة لا تبث اطلاقا من خلال النايل سات لكنها تبث من أقمار مجاورة لها فمن الطبيعي أن يلتقطها. مضيفا أنه إذا تقدم أحد بشكوي من قنوات تابعة للنايل سات فإننا نأخذها بمحمل الجد ويحقق فيها المنطقة الاعلامية الحرة بهيئة الاستثمار لانها هي من تعطي التراخيص وتملك حق محاسبتها, لكن تلك القنوات المقرصنة لا تبث من القمر اطلاقا. وهنا مع عرض العمل الفني بعد منع عرضه, ووصوله للمشاهد في بيته هل تتحمل الأسرة مسئولية الرقابة علي المشاهدة وهل يتحول رب الاسرة إلي رقيب جديد؟, هذا ما أشار إليه الناقد أحمد رأفت بهجت موضحا انه متاح للمشاهد ان يختار ما يريد أن يشاهده, فالاختيار قائم دائما لأن العمل الفني أصبح في حدود الشيوع بسبب التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال المختلفة. وأضاف بهجت أنه مع عرض تلك الأعمال الممنوعة من خلال شاشة التليفزيون وعبر قنوات عادية او مقرصنة يتحول الرقيب من الدولة إلي الأسرة أو رب الاسرة لأننا أصبحنا في الفضاء الخارجي, فالرقيب أصبح داخل مكان المشاهدة. وهذا هو المنطق التي فرضته علينا التكنولوجيا وافقنا أم لم نوافق عليه, فالدولة عليها القيام بمهمتها ومن يشاهد العمل بالمنزل هو الآخر يتحمل المسئولية لكن المشكلة كيف يكون رب الأسرة رقيبا وهل لديه ثقافة الاختيار أو القبول والمنع, فهذه مشكلة اخري, لذلك فهو ضد من يريد منع الرقابة لأن كل البلاد بها رقابة لكنها تأخذ أشكالا مختلفة, لكن لا يستطيع أحد الغائها في بلد به نسبة امية ومشكلات أخلاقية واجتماعية. وأشارت الناقدة ماجدة موريس إلي أن منع الافلام لم يكن له فائدة لأن المنع اعطي للفيلم اهمية لم يكن ليحققها إذا تم عرضه فالمنع حقق للفيلم نجاحا اكثر مما يستحق, وكنا نعرف جيدا أنه رغم المنع فإنه سيعرض علي الانترنت وغيرها. وأوضحت أنه لابد من تكون هناك آليات للرقابة منها الالتزام بالتصنيف العمري للعمل مما يساعد رب الاسرة عندما يعرض العمل علي شاشة التليفزيون, أن يستطيع ان يقيم ما يشاهده باقي أفراد الاسرة وأن يلتزم بهذا التصنيف إذا كان متعلما أو مثقفا أو غير ذلك, فهناك قواعد بسيطة يمكن تنفيذها ستجنبنا الكثير من الخلافات ومشاكل المنع وغيرها.