يطيب لي بين الحين والآخر أن أذكر قرائي الأعزاء بأهم الكلمات الدعوية التي أذكرها دوما في محاضراتي واعتبرها خلاصة عمر طويل حافل بالمشقة والتعب والتجارب الكثيرة بعضها سلبي وبعضها إيجابي.. ولكنني آليت علي نفسي أن أتعلم من كل تجارب حياتي ومن أي إنسان مهما كان يسدي إلي تجربته وخبرته في الدين أو الدنيا.. واليوم أسوق لكم أهم خلاصات حياتي الدعوية في هذه النقاط:- 1- القرآن يهدي للتي هي أقوم ولكن واقعنا كمسلمين هو أسوأ واقع.. فكيف يستقيم هذا الأمر إلا إذا كنا لم نفهم القرآن جيدا أو لم نعمل به كما ينبغي أن يكون. 2- التدين الشكلي الذي لا يمس القلب ولا الأخلاق والقيم لا يقيم حضارة وقد ينفر الآخرين عن الإسلام الحقيقي. 3- خطاب التشديد وتحريم ما لم تحرمه الشريعة لا يصلح أن يقيم دولة تتعامل مع الملايين من شعبها ومع مئات الدول الأخري ومع أطياف دينية ومذهبية مختلفة. 4- تونس واقعة الآن بين مطرقة العلمانية المتطرفة وسندان التكفير. 5- حينما تحدث القرآن عن دعوة الرسل لأقوامهم عبر بكلمة أخاهمحتي قبل أن يسلموا.. وإلي عاد أخاهم هودا.. وإلي ثمود أخاهم صالحا فهو منهم وهم منه وهو بهم ولهم ويريد خيرهم وبرهم.. ولا يريد عنتهم ومشقتهم. 6- الداعية الحكيم هو الذي يحدو للناس كي تتحمل الطريق إلي الله لأنه صعب وطويل.. وذلك مثل الراعي الذكي الذي يحدو لإبله كي تجد في المسير 7- من أعظم الأمور التي يجب ألا ينساها العاملون للإسلام ثلاثة 1- من ضيع الأصول لم يحقق الوصول 2- ومن انشغل بالنفل عن الفرض فهو مغرور 3- ومن انشغل بالفرض عن النفل فهو معذور 8- الداعية العظيم هو الذي يعمل بالحكمة العظيمة اجن العسل ولا تكسر الخلية فمهمته هداية الخلق وليس تحطيمهم أو تدميرهم أو تكفيرهم.. أما الداعية الفاشل فهو كالنحال الفاشل الذي يكسر الخلية ويقتل النحل أو يطرده ويسكب العسل علي الأرض. 9- الإسلام وشريعته وسط بين الذين يأخذون الحضارة الغربية وخيرها وشرها ويستوردون أفكارها وأخلاقها وسلوكياتها مهما كانت منافية للإسلام.. وبين الذين يرفضون الحضارة الغربية بالكلية حتي ما كان منها مفيدا ونافعا للمسلمين.. وأن نترك أفكار ومبادئ وأخلاق الغرب التي تتنافي مع الإسلام وقيمه. 10- الرسول صلي الله عليه وسلم أخذ بفكرة الخندق في غزوة الأحزاب وهي فكرة فارسية من عطاء الحضارة الفارسية القديمة وكانت هذه الفكرة سببا في الذود عن الإسلام ونبيه ودولته الوليدة وانتصار المسلمين في هذه المعركة. 11- الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتميز بخاصيتين ظاهرهما التناقض وحقيقتهما التكامل وهما: المرونة والثبات.. فالثبات يكون في مبادئ الإسلام الأساسية وغاياته العظمي.. أما المرونة فتكون في الوسائل والآليات مثل الكمبيوتر والانترنت والقنوات الفضائية وما شابه ذلك.. وكلا الخاصيتين تكمل إحداهما الأخري وتجعل الإسلام دينا عالميا صالحا ومصلحا لكل زمان ومكان.. ودينا حيويا متجددا غضا طريا.. وتجعل للإسلام عطاء متجددا لا ينضب معينه أبدا. 12- إن مهمتنا ليست إخراج الناس من الدين بتكفيرهم ولكن مهمتنا هي إدخال الناس في دين الله وهدايتهم إلي طريق الحق علي الدعاة إلي الله خاصة والمسلمين عامة أن يعيشوا بقلوبهم وجوارحهم مع قول النبي صلي الله عليه وسلم الرفيق الحليم إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه فزينوا دعوتكم بالرفق لأنه الإطار الجميل الذي تحمل من خلاله دعوتك للناس. 13- قال رسول الله عليه وسلم من يحرم الرفق يحرم الخير فهل يريد بعض الدعاة أن يحرموا دعوتهم أو حياتهم من الخير.. فمن حرم الرفق حرم من خير الدنيا حيث يرفض الناس دعوته وينفضوا من حوله ويحرم خير الآخرة فيعاقب ويعذب علي غلظته وجفوته. 14- الحق مر فلا تزده مرارة.. لا تزده مرارة بجفوتك وغلظتك وعلو صوتك وسوء خلقك والنصيحة مرة فلا تزدها مرارة بالسب والشتم أو الإهانة أو التوبيخ.. ولكن علينا أن نضع علي الحق بعض السكر الذي يحليه ويجعله مستساغا للناس.