* مللت الحديث في السياسة مجدداً وأردت أن أكتب اليوم عن عشقي وحبي الأثير وهو الدعوة إلي الله لأخط لقرائي هذه الخواطر الدعوية :- * 1 التحدي الأكبر اليوم أمام الإسلاميين هو كيفية الجمع بين الواجب الشرعي والواقع العملي جمعاً لا يخل بأحدهما.. فيقيم الشرع ولا يضيع الوطن.. وقد ندر من يحسن الجمع بينهما. * 2 نحن دعاة لا قضاة.. ونحن هداة لا بغاة.. ومهمتنا ليست إخراج الناس من الدين بتكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم .. ولكن مهمتنا هي إدخال الناس في دين الله وهدايتهم إلي طريق الحق. * 3 الإسلام هو كلمتين فقط هما: تعظيم الحق "سبحانه" « الرحمة بالخلق . * 4 الداعية بحق هو الذي يجمع بين الصدع بالحق وعفة اللسان.. وبين التمسك بالدين والإحسان إلي الناس .. وبين مراعاة الحق وملاطفة الخلق . * 5 الخلق الكريم لا يتجزأ فلا يكون المسلم حسن الخلق مع قوم وسييء الخلق مع آخرين لأنه يختلف معهم في الفكر أو الرأي أو الدين أو الموقف السياسي .. وقد قال "صلي الله عليه وسلم": "وخالق الناس بخلق حسن".. وقال تعالي "وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً".. الناس كل الناس.. مسلمهم وغير مسلمهم.. من معك ومن يعارضك. * 6 الداعية الحكيم هو الذي يحدو للناس كي تتحمل الطريق إلي الله لأنه صعب وطويل.. وذلك مثل الراعي الذكي الذي يحدو لإبله كي تسرع في المسير.. حتي تصل إلي الغاية "وهي الجنة". * 7 الداعية العظيم هو الذي يعمل بالحكمة العظيمة "اجن العسل ولا تكسر الخلية".. فمهمته هداية الخلق وليس تحطيمهم أو تدميرهم.. أما الداعية الفاشل فهو كالنحال الفاشل الذي يكسر الخلية ويقتل النحل أو يطرده ويسكب العسل علي الأرض. * 8 قال رسول الله "صلي الله عليه وسلم" "من يحرم الرفق يحرم الخير".. فهل تريدون أن تحرموا دعوتكم وحياتكم من الخير.. فمن حرم الرفق حرم خير الدنيا.. حيث يرفض الناس دعوته وينفضون من حوله.. ويحرم خير الآخرة فيعاقب ويعذب علي غلطته وجفوته. * 9 الحق مر فلا تزده مرارة.. لا تزده بجفوتك وغلطتك وعلو صوتك وسوء خلقك والنصيحة مرة فلا تزدها مرارة بالسب والشتم أو الإهانة أو التوبيخ .. ولكن علينا أن نضع علي الحق بعض السكر الذي يحليه ويجعله مستساغاً محبوباً.. كما يصنع الطبيب مع مريضه يضع له السكر في شراب الدواء كي يكون مستساغاً محبوباً.. وليعلم كل الدعاة إن هذا السكر لا يغير من طبيعة الحق ولا يجعله باطلاً .. وهذا السكر هو الرفق والحلم .. فتسوق دعوتك إلي الناس في ثوب من الأدب الراقي والخلق النبيل. * 10 من أبرز مشاكل الحركة الإسلامية المعاصرة التي ينبغي حلها الفشل في كسب الأصدقاء.. أما مشكلتها الأكبر هي تفنن البعض في تحويل الأصدقاء إلي أعداء.. والقرآن هو أول من وضع الآلية العملية لكسب الأصدقاء في قوله تعالي "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةى كَأَنَّهُ وَلِيّى حَمِيمى".. وذلك قبل إن يعرف العالم كتاب "ديل كارينجي" كيف تكسب الأصدقاء؟ . * يا أحبتي: جربوا هذه الوصفة القرآنية التي تحول العدو إلي صديق وولي ليس فحسب.. ولكن ولي حميم.