يبدو أن تركيا تحاول الهروب من مواجهة داعش باقتراحها إقامة منطقة عازلة علي الحدود بينها وبين سوريا, لأنها تعلم أن إقامة مثل هذه المنطقة العازلة تتطلب قرار دوليا من مجلس الأمن الذي من المتوقع أن تعارضه روسيا والصين بحكم موقفهما السابق في الأزمة السورية كما أن إقامة مثل هذه المنطقة العازلة تتطلب قوات برية وقوات جوية لحمايتهما وهو ما تعلم أنقرة أن ذلك ضد رؤية الولاياتالمتحدة وحلف الناتو الذين أعلنا منذ وقت طويل أن التصدي لداعش قد يستغرق وقتا يصل إلي أعوام. وفي الحقيقة فإن أنقرة أصبحت بين شقي الرحي, بين مطرقة داعش وسندان الأكراد, لذا يحاول أردوغان وحكومته الهروب إلي الأمام من خلال الدعوة إلي إقامة منطقة عازلة تضمن لها حيادا شكليا, يؤمنها ضد غضب الأكراد وداعش في نفس الوقت خصوصا بعد ظهور الكثير من القرائن علي وجود تعاون خفي بين الأتراك وداعش ظهر في الصفقة التي عقدها النظام التركي مع التنظيم والتي أطلق بموجبها سراح موظفي القنصلية التركية بالموصل. وتدعيما لهذا الهروب يزور وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو باريس التي أعلنت تأييدها للمقترح التركي في الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن علي لسان وزير خارجيتها كيري أن الفكرة تحتاج لدراسة متأنية وأن ذلك لا يدخل ضمن الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة داعش حتي لو احتل التنظيم كامل مدينة عين العرب وأنها تفضل الانتظار حتي تتشكل حكومة عراقية ويقوي الجيش العراقي تمهيدا لهجوم شامل وأنها تتنظر حتي يكتمل تشكيل التحالف الدولي ويعرف كل عضو فيه حدود دوره ومهمته. وقد أكد هذا المعني الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج عقب لقائه مع وزير الخارجية التركي أن طلب أنقرة إقامة منطقة عازلة ليست مدرجة بعد علي جدول أعمال الحلف وشركائه. ودخلت روسيا علي الخط حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش, أمس, إن إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا يجب أن تحظي بموافقة مجلس الأمن الدولي. ياسين غلاب