كثير من المسافرين للحج قد يسأل عما يجب عليهم من الهدي؟ يجب علي الحاج إذا كان متمتعا أو قارنا, ولم يكن من حاضري المسجد الحرام, دم وهو شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة, فإن عجز المتمتع والقارن عن الهدي وجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلي أهله, وهو مخير في صيام الثلاثة إن شاء صامها قبل يوم النحر وإن شاء صامها في أيام التشريق الثلاثة. قال تعالي: فمن تمتع بالعمرة إلي الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحراموفي صحيح البخاري عن عائشة وابن عمر قالا لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي ما هي أركان الحج التي لا يصح الحج بدونها؟ للحج أركان أربعة عند جمهور أهل العلم وهي: الإحرام: وهو نية الدخول في النسك, وهو الركن الأول من أركان الحج, وهو لا بد منه لقوله تعالي: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء, ولقول الرسول- صلي الله عليه وسلم-: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي. الوقوف بعرفة لقول النبي- صلي الله عليه وسلم-:( الحج عرفة), ووقته: من زوال الشمس من اليوم التاسع من ذي الحجة إلي طلوع الفجر من اليوم العاشر, لأن النبي صلي الله عليه وسلم وقف بعد زوال الشمس وقال: من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك والمقصود بجمع: المزدلفة, وقيل: يبتدئ وقته من طلوع الفجر من اليوم التاسع, فمن حصل له في هذا الوقت وقوف بعرفة ولو لحظة واحدة فقد أدرك الوقوف; لحديثعروة ابن مضرسرضي الله عنه قال: أتيت رسول الله- صلي الله عليه وسلم- المزدلفة حين خرج إلي الصلاة, فقلت: يا رسول الله إني جئت من جبل طيئ, أكللت راحلتي, وأتعبت نفسي, والله ما تركت من حبل إلا وقفت عليه, فهل لي من حج ؟ فقال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-: من شهد صلاتنا هذه, ووقف معنا حتي ندفع, وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلا أو نهارا فقد تم حجه, وقضي تفثه. طواف الإفاضة لقوله سبحانه:ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيتالعتيق, ولأن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال- حين أخبر بأنصفية رضي الله عنها حاضت( أحابستنا هي؟ فقالوا: يا رسول الله إنها قد أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة, قال: فلتنفر إذن), مما يدل علي أن هذا الطواف لا بد منه, وأنه حابس لمن لم يأت به. السعي بين الصفا والمروة لقوله- صلي الله عليه وسلم-:( اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي). ما هي واجبات الحج ؟ واجبات الحج: هي تلك الأعمال التي يصح الحج دونها ولكن من تركها يكون عليه دم وهي: الإحرام من الميقات المعتبر شرعا, لقول النبي صلي الله عليه وسلم: يهل أهل المدينة من ذي الحليفة... إلي آخر الحديث. وهو خبر بمعني الأمر. استمرار الوقوف بعرفة إلي غروب الشمس يوم التاسع من ذي الحجة, لأن النبي صلي الله عليه وسلم وقف إلي الغروب وقال: لتأخذوا عني مناسككم, ولأن في الدفع قبل الغروب مشابهة لأهل الجاهلية. المبيت بمزدلفة ليلة عيد النحر بعد الإفاضة والنزول من عرفات وهو سنة عند أبي حنيفة ومالك, وواجب عند أحمد حتي نصف الليل, وعند الشافعي واجب حتي تمر ساعة بعد نصف الليل, لقوله تعالي: إذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام رمي جمرة العقبة يوم العيد, ورمي الجمرتين الأخريين معها في أيام التشريق في أوقاتها, لقوله تعالي: واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقي والأيام المعدودات: أيام التشريق. الحلق أو التقصير للرجال, والتقصير فقط للنساء, فهو ركن عند الشافعية وواجب عند الحنفية والمالكية والحنابلة; لقول النبي صلي الله عليه وسلم: ليس علي النساء الحلق, إنما علي النساء التقصير. المبيت بمني ليلتين, ليلة إحدي عشرة وليلة اثنتي عشرة لمن تعجل, فإن تأخر فليلة ثلاث عشرة أيضا. طواف الوداع: هكذا عده كثيرون والصواب أنه ليس من واجبات الحج مطلقا بل هو علي من أراد السفر بعد الحج ولو أطال المكث بمكة, ويرخص للمرأة تركه إذا كانت حائضا ولا تلزم بدم.