الشموع تتراقص تشير بأصابعها الضوئية الي ساعات اليد الخمس المعلقة علي الحائط العقارب متوقفة دائما علي الساعة العاشرة وخمسين دقيقة.. هل مازالت العقارب متوقفة من الدهشة الممزوجة بالرعب والفرح لنفس تاريخ اليوم المتوقف في الساعات الخمس علي ذلك اليوم العجيب..أشبع التاريخ في الساعات من ماء النهر العميق العريض. فخرجت ألسنة الحروف لاهثة مختنقة مكفنة بزجاج تلك الساعات؟! النقيضان يجتمعان في لحظة واحدة في أرقام واحدة في حروف واحدة..الموت والميلاد..أرقام وحروف رغم أنها في حالة الموت إلا أنها تشير إلي عطر وضوء الميلاد حكمة الجماد هل أحيانا تفوق حكمة البشر؟! هل يمكن أن يكون الإجهاض توأم المخاض؟! لم لا؟! أليست هذه حكمة عليا من حكم القدر؟ ..خمسة رجال..أعمارهم مختلفة.. أعمارهم أيضا أصبحت متفقة. أصبحوا توائم يجتمعون في مثل هذا اليوم, ليوقدوا شموع ميلادهم الرائع الرهيب الأكفات ضياء..الضياء أكفان..الشموع نور تتوضأ به الأرواح في عمق لحظة الحكمة.. ينتظرون أن تشير ساعات أيديهم إلي الزمن المتوقف في الساعات الخمس علي الحائط..هم يحتفلون وحدهم بالميلاد العجيب لميلاد خمسة رجال من بطن الحوت الرهيب الذي تتخبط في جنباته الأمواج وتتلاطم الميلاد الذي لن يقلق هيئة تنظيم الأسرة..التورتة علي شكل سيارة صغيرة..توضع فوق مجري مائي صغير..فوق قنطرة بين الحلوي..القنطرة مفتوحة..الأضواء تتلألا تحل اللحظة المرتقبة..تتحرك التورتة علي عجلات الحلوي..تهوي من فوق القنطرة إلي أعماق النهر..لم ير قائد السيارة انفتاح القنطرة, فالوقت كان ليلا.. أتراه كان حلما أم حقيقة؟!.. صوت موسيقي تشبه هدير الموج.. تتعالي صرخات موسيقية..ينظر كل منهم إلي الساعات المتوقفة علي الحائط يرون لحظة الميلاد المثبتة في أعماق الساعات الخمس..تشير الشموع إليها ضاحكة..يحتضن الرجال الخمسة بعضهم بعضا..تنعكس أضواء الشموع الراقصة علي عبراتهم..تتوضأ قلوبهم بالعبرات الزلالية..يؤدون صلاة شكر. يحيي عبد الستار حسين فاقوس شرقية