طهران تواجه مشكلة, وتحاول جاهدة ألاترد بصورة يدرك منها الآخرون في الإقليم حجم ماتواجهه, لسبب بسيط وهو أن مايجري ضدها يقدم انطباعات تدفع في الإتجاه المعاكس لكل مابنت عليه توجهاتها ودعايتها في الفترة الماضية. فقد تم اختراق الدولة في قطاعات حساسة تتعلق بأمنها القومي, ولم تكن قادرة بسرعة علي احتواء الاختراق, بما أدي إلي وقوع الخسائر بالفعل, وبداية مرحلة جديدة من بناء الدفاعات بصورة, قد تربك كثيرا من خططها في المرحلة القادمة, خاصة في المجال النووي. الواقعة الأولي, تتمثل في فيروس الكمبيوتر الذي تمت زراعته في نظام معلومات برنامجها النووي, ولم يتم التمكن من تنظيفه, بما أدي إلي ارتباك حقيقي في عملية إطلاق تشغيل مفاعل بوشهر, التي كان من المقرر لها أن تتم عبر احتفالات أكبر مما جري, وبصورة أكثر أمنا مما يحدث, فبينما كانت إيران تتوقع هجوما جويا, جاء الهجوم إليكترونيا, وبينما كانت إيران توجه رسائل عسكرية من خلال مناورة كل أسبوع, لم تكن دفاعاتها الإليكترونية مستعدة. الواقعة الثانية, جاءت عبر تعرض العلماء الرئيسيين العاملين في برامجها النووية لمشكلات حقيقية, تتعلق بالاغتيال أو محاولات الاغتيال, أو الاختطاف والظهور أمام الشاشات, وكان من المفترض أن هؤلاء يخضعون لبرامج حماية أمنية خاصة, وضح بتلك الصورة أنها ليست كافية أو فعالة, وهو وضع يشبه حالة مصر في الستينات, عندما استهداف علماء الصواريخ الألمان, في دولة مكتظة بأجهزة أمنية عاتية, والمعضلة أن طهران تعرف بالطبع, أن ذلك لايمكن أن يتم إلا بوجود دعم من الداخل. لقد حاولت طهران في الفترة الماضية أن تقدم صورة لدولة مثل الصين, تتجاوز كونها قوة إقليمية, إلي التأكيد أنها قوة إقليمية عظمي, والآن يظهر, أنها غير قادرة علي حماية برامج اعتمدت عليها في إدارة علاقاتها الدولية خلال5 سنوات ماضية, وأنها, مثل دول اخري, تعاني من مشكلات, حتي بالنسبة لقطاع تأمين المعلومات وأمن الشخصيات, وهو ليس مؤشرا جيدا, بالنسبة لدولة كإيران, فمن الواضح أن قطاع التدخل في الخارج قد تضخم علي حساب مكافحة التدخلات الخارجية في قلب إيران.