قوبل إعلان الكويت عن استضافتها وتنظيمها للمؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين في شرق السودان برعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يومي الأربعاء والخميس المقبلين بترحيب كبير داخل السودان, وأعربت قيادات سودانية بارزة عن سعادتها لاستضافة الكويت لهذا المؤتمر, وقال السيد عبد الله مسار مستشار الرئيس السوداني: إنه يحظي بأهمية خاصة لكونه المؤتمر الأول الذي يعقد من أجل إعمار وتنمية شرق السودان, الذي يكاد يكون أكثر الأقاليم السودانية معاناة من الفقر والمرض وتدني الخدمات ومستوي التعليم, رغم مايتمتع به الإقليم من موارد هائلة. وأضاف: إن انعقاد المؤتمر سيثبت الأمن والاستقرار في الإقليم الذي تحقق بفضل اتفاقية أسمرة للسلام بشرق السودان بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق المعارضة عام2006, وأعرب المسئول السوداني عن أمله في أن ينجح المؤتمر في جذب الاستثمارات العربية إلي المنطقة, وأشاد بمبادرة الكويت لاستضافة المؤتمر التي قال إنها ليست غريبة علي الكويت ومبادراتها الخيرة وأياديها البيضاء في السودان, والتي ينظر إليها السودانيون بكثير من الإعزاز والتقدير, مشيرا إلي مشاركاتها المقدرة في المشروعات الكبري في السودان سكر كنانة وسد مروي وغيرها. ومن جانبه قال الدكتور فرمينا مكويت منار مندوب حكومة جنوب السودان في الجامعة العربية ومصر: إن السودانيين جميعا لايمكن أن ينسوا أفضال الكويت عليهم, ولاسيما أهل الجنوب, الذين يشعرون بمشاعر خاصة جدا تجاه الكويت وأهلها الذين توجهوا إلي الجنوب منذ وقت مبكر للغاية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي, وتعاملوا معه تعاملا أخويا فريدا فأقاموا مستشفي الصباح وغيرها من المشروعات التي تم تجديدها مؤخرا في الجنوب لتقف منارات شامخة خير شاهد علي عظمة عطاء أهل الكويت الذي تخطي حواجز كثيرة, واستطاع أن يفهم لب المشكلة في جنوب السودان, ولو وجد أبناء جنوب السودان مثل هذا الفهم عند الآخرين في السودان والمنطقة لما تفاقمت مشاكله حتي وصلت إلي ماوصلت إليه الآن, حيث يقف السودان كله في مفترق طرق حقيقي, وأكد المسئول السوداني: إن أهل الجنوب يشعرون بالجميل والامتنان تجاه الكويت وشعبها, وهو مادفعهم إلي الخروج في مظاهرات عفوية حاشدة في جوبا لدعم الكويت أثناء الغزو العراقي, ويكشف النقاب عن أن الراحل الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية ومؤسسها أبدي استعداده وقتها للقيادة الكويتية لإرسال خمسمائة جندي من جنود الحركة للمشاركة في صد العدوان عن الكويت. ويضيف منار: إن الرجل الأسطورة الذي قدمته الكويت لجنوب السودانعبد الله سريع السفير الكويتي الراحل في السودان مازال رغم رحيله حيا في قلوب جميع السودانيين وخاصة أبناء الجنوب الذين لقبوه بعبد الله جوبا أي قرنوه باسم عاصمة إقليمهم من شدة حبه لأبناء الجنوب وتردده عليهم, يقيم لبلده المشروعات ويبسط يدها الخيرة المعطاءة في كل مكان بالجنوب. ومن جانبه يري السيد صديق الهندي القيادي البارز بالحزب الاتحادي إن شرق السودان ظل من اكثر مناطق السودان تخلفا. وقد عاني مواطن الشرق معاناة كبيرة تقتضي دعما كبيرا نأمل ان يتحقق عبر مؤتمر الكويت, وأنتتزامن معها مشاريع انتاجية وخطط لمحاربة الفقر ورفع مستوي المعيشة, ومن المهم أن يجد التعليم نصيبه الكبير في المشاريع المقبلة. ويقول: عاني انسان الشرق من الفقر والجهل والمرض, والمدخل الحقيقي لانتشاله من وهدته هو توفير مشروعات انتاجية تدر للمواطن العادي دخلا ليسهم في رفع مستواه, إضافة لمكافحة سوء التغذية وعلاج الأمراض المنتشرة هناك وفي مقدمتها السل الرئوي. ولابد من دعم وتشجيع النشاط الزراعي واستكشاف المزيد من الأراضي الصالحة للزراعة ودعم مشاريع انتاجية هناك حتي تتوافر للمواطنين فرص العمل وحتي يحققوا لأنفسهم دخلا يدرأ عنهم الفقر وسوء التغذية. ويقول: لقد اضطر اهل الشرق لحمل السلاح بعد ان ضاقوا ذرعا بتخلفهم رغم أنهم كانوا أول تنظيم جهوي يطرح ازمة المنطقة عند فجر الاستقلال عندما برز مؤتمر البجة وسلط الضوء علي معاناة انسان الشرق. وقد آن الآوان ان تجد قضية الشرق الاهتمام الذي تستحقه وان يصل أهل الشرق إلي توافق حول برنامج عمل يصبح هاديا للتنمية في المنطقة, ويوضحالهندي أن الولاياتالشرقية للسودان تعد من اغني مناطق السودان وتشمل ولاية القضارف والبحر الأحمر وكسلا وتبلغ مساحتها حوالي336 الف كيلومتر مربع وعدد سكانها نحو5 ملايين نسمة. وأكد أن المنطقة تعتبر غنية بمواردها الطبيعية المتمثلة في الذهب والبترول والغاز والسياحة والزراعة مشيرا الي ان وجود ميناء بورسودان يمكن المستثمرين من التصدير بكل يسر وسهولة.