أي قيح نفسي يشق الصدر كالخنجر حين تعلم أن ديفيد هينز هذا الرهينة البريطاني الذبيح الذي نحرته داعش علي مرأي ومسمع من العالم فجر الأحد31 سبتمبر الجاري أمضي معظم عمره منذ العام9991 كبالغ في العمل الإغاثي والإنساني , في مساعدة الناس وخدمتهم وإنقاذ المدنيين, من خلال عمله لحساب منظمة أكتد الفرنسية, وقد خطفته هذه الجماعة المنحطة أثناء عمله في خدمة اللاجئين السوريين الفارين من نير كيماوي الأسد اللا إنساني وجحيم داعش, في مخيم أطمة للاجئين السوريين بمحافظة إدلب عند الحدود مع تركيا, هناك غافلته عناصر داعش المتوحشة واختطفته مع سيدة إيطالية تعمل في نفس المجال النبيل أطلقوها قبل شهر من ذبحه, وسوريان واحتجزته سبعة عشر شهرا لتنتهي به ذبيحا قتيلا بتوحش ينسبونه زورا للإسلام والمسلمين, وهم يتباهون ببثه وتأكيده علي مرأي ومسمع من العالم!!. أي حزن وأسي حين تشاهد صورة هذا الشباب الذبيح الإنساني مع طفلته الوحيدة ابنة الأربعة أعوام, التي أنجبها بعد زواجه في0102, وأدوا الأب ووأدوا الأبوة التي تحتاجها هذه الفتاة, أبوة مدنية مسالمة لم تكن مقاتلة, ولم تكن تستهدف غير السلام والمسالمين, ويظل السؤال أي شهوة للقتل والدماء لدي هؤلاء؟ أي إرث من الكراهية يسكنهم وينشرونها لنا وضدنا كل يوم وكل ساعة.. فتضيق الأنفس وتشمئز النفوس, هكذا قتل الزرقاوي المهندس الأمريكي بيديه وهكذا قتلوا الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي الشهر الماضي والصحفي ديفيد سوتلوف أوائل هذا الشهر. حين تغيب الإنسانية وتغيب الشرائع ومقاصدها.. ويوأد الإنسان قتيلا بلا ذنب جناه, يا تري كم موتور غربي تصيبه الإسلاموفوبيا التي تصدرها داعش يمكن أن يقتل بريئا مدنيا مسالما, يا تري أي كراهية للإسلام والمسلمين, وهم جاليات كبيرة في الغرب, سيواجهون نيرها وممارستها العدائية بررت لها داعش! أي صورة للإسلام يصدرها تنظيم من يدعي خلافة المسلمين, وأي إسلام هذا الذي يقتل فير المقاتلين بلا رحمة علي مرأي ومسمع من العالمين...! وقد وصف قرآننا رب العزة بأنه رب العالمين, ووصف نبيه بأنه رحمة للعالمين! أي رحمة أيها الداعشون تعرفونها.. بل أي إسلام تعرفونه..؟! أنتم أبناء طبيعيون لانحرافات فكرية صورت لكم الإسلام انقلابا!! كما فعل سيد قطب والمودودي, ولستم أبناء القرآن الذي وصف رسالة نبيكم بأنه رحمة للعالمين..! لما سبق تأتي أهمية مؤتمر جدة الذي انتهت أعماله الخميس11 سبتمبر الجاري وتوافقت خلاله عشر دول علي الحرب علي داعش ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة الولاياتالمتحدة, وقد أجاد الأمير عبد الله الفيصل وزير الخارجية السعودية بدقة معهودة, علي ضرورة حرب هذه الآفة الخبيثة والفكر الضال, مشيرا لرسالة خادم الحرمين الشريفين لقادة العالم عند استقباله لعدد من سفرائهم. في92 من أغسطس الماضي بأهمية محاربة هذه الآفة الخبيثة بالقوة والعقل والسرعة محذرا من أن إهمالها سوف يفضي إلي انتشارها في أوروبا وأمريكا في غضون أشهر قليلة. وطالب الفيصل بتحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال المؤدي إلي الإرهاب قائلا: غني عن القول بأن أي تحرك أمني ضد الإرهاب لكي يؤتي نتائجه المطلوبة لابد أن يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال المؤدي إليه وقطع التمويل عن الإرهاب سواء بالمال أو السلاح بما في ذلك مراقبة السلاح المتدفق من بعض الدول التي لا هم لها سوي زعزعة أمن واستقرار المنطقة والتدخل السافر في شئونها وبعثرة أوراقها. وهو دقيق دائما حين وصف مشاركة بلاده في هذه الحرب بأنها حرب من أجل الإسلام, ومن جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الإسلام بريء مما تفعله داعش.. إن الهدف المعلن سياسيا هو مطاردة داعش حتي القضاء, ولكن الهدف الأهم برأينا والذي ينبغي أن ينشط له كل المتدينين من المسلمين هو استنقاذ الإسلام من صورة القاتل الداعشي! صورة قاتل الطفولة والأبوة بوحشية لا تخفيها غفوة حياء! وحشية تبرأ من الإنساني كما تجهل وتغفل الأصل الديني وتحتكر صحته! بمنطق سلطة أو إمامة تكفر مخالفيها, كل مخالفيها, وقد أعدمت داعش عددا من الدعاة والشيوخ السنة في مناطق هيمنتها في العراق وسوريا لمجرد مخالفتها الرأي وعدم انتمائها له.. يعني ستقتلكم يا من تساوركم وتراودكم دعوي خلافتها المزعومة... انظروا كيف تكفر الجميع.. كل الجميع مسلمين أو مجاهدين أو ثوار.. أو مسيحيين أو أيزيديين.. إنهم لا يرون إلا أنفسهم... وقديما قتل عبد الرحمن بن ملجم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه وهو يراه شر البرية دينا!! وقتل المحكمة عبد الله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن زوجته وجنينها وهم يقدسون صغائر الطقوس! كلنا ضد داعش.. ولا مجال للتردد أو الانعزال.. كلنا ضد داعش نعم من أجل ديننا ودنيانا واخوتنا معا.. كلنا مع الله ومع الإنسان.... وكرامته.. وحقه في الحياة والاختلاف.