نفذ فرج عامر رئيس نادي سموحة سيناريو غاية في الروعة والدقة بمشاركة نجم خط وسطه طارق حامد لبيعه بأعلى سعر بعدما اقترب اللاعب من عامه الثلاثين وأصبح وجوده في سموحة بلا جدوى خاصة بعد الصعود الرائع والتألق الكبير من زميله إبراهيم عبدالخالق الذي يجيد اللعب في مركزه لاعب الوسط المدافع الذي أثبت في الموسم الماضي أنه الأفضل والأكثر فائدة وتأثيرا في أداء الفريق مع زميله الراحل لبازل السويسري أحمد حمودي. والسيناريو الذي وضعه فرج عامر ونفذه طوال الأسابيع القليلة الماضية بدأ بتسريبات أعلن فيها اللاعب رفضه الاستمرار في سموحة ثم التمرد ومقاطعة التدريبات نهاية بشائعة تفاوض الأهلي معه وتقدمه بعرض لرئيس ناديه لضمه مقابل ثمانية ملايين جنيه بالتقسيط وهو ما رفضه الأخير وتمسك بثمانية ملايين جنيه مما حفز الزمالك ودفعه للتقدم بعرضه الذي هو أقل من الأهلي بمليون جنيه. وما يزيد من اليقين أن تسريبات عرض الثمانية ملايين جنيه من الأهلي الذي تناولته وسائل الإعلام في الساعات الأولي من يوم إتمام صفقة انتقال طارق حامد للزمالك أن الزمالك لم يمنح سموحة مبلغ السبعة ملايين جنيه التي اتفق علي شراء اللاعب بها وأكثر ما تقدم به شيكات بقيمة الصفقة لم يكن من بينها إلا شيك واحد فقط بمليون جنيه مستحق الدفع مما اضطر إسماعيل فايد نائب رئيس النادي للاتصال بمرتضي منصور رئيس نادي الزمالك وطلب منه إرسال المبلغ نقدا أو شيكات مستحقة الدفع فلم يجد الأخير أمامه إلا أن يطالبه بأن يصرف شيك ال2 مليون جنيه مستحق الدفع مع وعد بإرسال القيمة المتبقية بالكامل للصفقة ورد الأول بأنه في هذه الحالة سيؤجل إرسال الاستغناء الخاص عن اللاعب. ليس ذلك فقط بل أن التوقيع النهائي لطارق حامد علي العقد تأخر حتى منتصف الليل رغم وجوده في الزمالك من الرابعة عصرا لخلافه علي قيمة راتبه السنوي ففي الوقت الذي وافق فيه اللاعب علي أن يتحمل ثلاثة ملايين جنيه من قيمة الصفقة فإنه فوجئ بأن الحد الأقصى لرواتب اللاعبين في الزمالك لا يزيد علي 2 مليون جنيه في الموسم الواحد ليرفض التوقيع في البداية حتى حضر رئيس نادي الزمالك وحسم الملف معه بعد تدخل الشركة الراعية التي وعدته بتعويضه عن المبلغ الذي سيتنازل عنه من عقده لناديه الذي يصل إلي 600 ألف جنيه في الموسم الواحد وحتى نهاية عقده بعد خمسة مواسم ولكن يبقي السؤال ماذا لو رحل اللاعب قبل أن يكمل مدة عقده مع الزمالك خاصة وأن عمره يقترب من الثلاثين عاما فهو مواليد عام 1985 ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يبقي في النادي الكبير حتى 35 عاما أو أن يحتفظ بمستواه وبلياقته البدنية في مركز معروف عنه أن يستهلك اللاعبين ويستنفذهم في سن مبكرة. ولكن في النهاية وقع اللاعب مقابل 2 مليون جنيه تزيد بواقع 200 ألف في كل موسم. والفصل الأهم في سيناريو فرج عامر وطارق حامد تمثل في المكالمة التليفونية التي أجراها اللاعب بمباركة بل بتعليمات من فرج عامر بوائل جمعة مدير الكرة بالأهلي ليعرض عليه اللعب في الأهلي وأقسم له - كعادة لاعبي الكرة - بأنه يعشق الأهلي منذ نعومة أظافره ويذوب حبا فيه وأنه خياره الأول ويتمني ألا يحرمه من أمنيته الأكبر بارتداء الفانلة الحمراء وتحقيق حلم حياته بأن يختتم مشواره الكروي بين جدرانه. ولم يكن أمام وائل جمعة مدير الكرة بالأهلي إلا تنفيذ وعده لطارق حامد وإبلاغ رئيس قطاع الكرة علاء عبدالصادق ورئيس النادي الأهلي المهندس محمود طاهر برغبة اللاعب وما دار بينهما خلال المكالمة التليفونية وتمسك اللاعب بالانضمام لصفوف الفريق الأول لكرة القدم بدلا من الزمالك الذي يفاوضه ولكنه حتى المكالمة لم يكن قد تقدم بعرض رسمي مما دفع لاعب سموحة مع رئيس ناديه لتنفيذ السيناريو لتحريك الموقف قبل مباراة السوبر وبدء الموسم الجديد في ظل رغبة فرج عامر في الوفاء بوعده لأعضاء النادي بأن ينجح في تحقيق إيرادات من الكرة تكون قادرة علي الأقل بالوفاء بنصف ميزانيتها قبل بداية الموسم وهو ما تحقق له بعد صفقة بيع البث التي ستضمن له سبعة ملايين جنيه وتسويق الفانلة والإعلانات التي لن تقل عن ثلاثة ملايين وبيع أحمد حمودي لبازل السويسري مقابل 750 ألف يورو وطارق حامد للأهلي ليصل لما يقرب من 25 مليون جنيه إيرادات ليصبح ثالث أعلي ناد بعد الأهلي والزمالك. ورغم إلحاح طارق حامد علي وائل جمعة الذي نقله لمسئولي النادي فإن المهندس محمود طاهر أبلغ مدير الكرة بترحيبه باللاعب ولكنه ليس علي استعداد لدفع أكثر من أربعة ملايين جنيه وبالتقسيط - بواقع 2 مليون كمقدم ثم تقسيط باقي المبلغ - في لاعب محلي يقترب عمره من الثلاثين عاما ويلعب في خط الوسط المدافع خاصة وأن الفريق لا يحتاجه بشكل كبير وملح وعاجل. وبرر المهندس محمود طاهر رفضه المزايدة علي اللاعب بأسباب منطقية منها أن الأسباني جاريدو المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم لم يشك من خط وسطه ولم يطلب لاعب وسط مدافع وإنما يطلب لاعب وسط مهاجم يجيد صناعة اللعب وتجميعه واللعب خلف رأس الحربة ولا يوجد إلا مكان واحد في القائمة يجب أن يبقي لهذه النوعية من اللاعبين. والثاني أنه رجح من البداية أن يكون ما حدث من اللاعب ليس أكثر من محاولة لجر الأهلي للدخول في دائرة الصراع حوله لرفع سعره وقيمته المالية خاصة وأن نفس ما قاله لمدير الكرة وائل جمعه أعلنه مرارا وتكرارا لمسئولي الزمالك. والثالث والأهم أن الأهلي اتخذ قرارا بالنزول بمتوسط أعمار الفريق في إطار عملية الإحلال والتجديد بعد اعتزال النجوم الكبار مثل محمد بركات ومحمد أبوتريكة ووائل جمعة ورحيل أحمد فتحي وليس من المنطقي ضم لاعب يقترب من الثلاثين من عمره بعد التعاقد مع حسام غالي. ليصرف النظر مبكرا عن الصفقة ورغم ذلك انتشرت الشائعات حول عرض الأهلي الوهمي ليفوز الزمالك بالصفقة لأعلي سعر ويحتفظ الأهلي بأمواله. ويقترب فرج عامر من تحقيق حلمه بأن تغطي الكرة كل نفقاتها ولا تتحول لعبء يستنزف موارد وميزانية ناديه سموحة.