غداة إعلان اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة عبر أغلب الإعلاميين والسياسيين الإسرائيليين عن سخطهم وإحباطهم تجاه قرار رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو قبول هذا الاتفاق. فقد سخر الكاتب يوسي فرتر في مقاله بصحيفة هآرتس من نيتانياهو وعبر بعبارات انه ليست غزة وحدها في حاجة الي اعادة اعمار بل و نيتانياهو أيضا بحاجة إلي اعادة إعمار شخصيته التي بناها خلال سنين بأنه هو من يحارب الإرهاب ويهزمه واليوم سيعمل بجد من أجل إعادة ثقة الجمهور به وهذا لن يكون سهلا. وانتقدت هآرتس تصرف نيتانياهو حين وافق علي الهدنة دون عرضها علي التصويت من قبل المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والأمنية وقالت إن نصف الوزراء عارضوا الاتفاق لكن نيتانياهو وافق دون بحثه في الكابنيت. من جانبها اعربت صحيفة يديعوت أحرونوت ايضا عن عدم رضاها عن الهدنة حيث قال الكاتب ناحوم برنعانه بدلا من أن نفتح الطريق إلي إنهاء التهديد من غزة فتحنا الطريق إلي جولة ثانية في لبنانوغزة, لكن هذا ما صدر عن الحكومة. واكتشفنا بعض الحقائق الجديدة عنها رغم حرية التصرف التي أعطيت للجيش إلا أنه لم يتمكن من إخضاع منظمة إرهابية صغيرة وضعيفة, والحقيقة الثانية أن حربا محدودة لها ثمن والجمهور الإسرائيلي ليس علي استعداد لدفعه والحقيقة الثالثة أن الإسرائيليين اكتشفوا أنه ليست لديهم حكومة وإنما من أدار المعركة كان الجيش وفي إسرائيل انتظروا رئيس حكومة يتخذ القرارات ويجري حوارا صادقا مع الجمهور, لكنهم حصلوا علي ناطق رسمي جيد جدا ليس أكثر. ومن جانبه, طالب رئيس جهاز الشاباك السابق يوفال ديسكن من نيتانياهو والمستوي السياسي توضيح تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار, قائلا: إن من حق الجمهور الاطلاع علي الاتفاق أو التفاهمات التي أبرمت مع حركة حماس في العاصمة المصرية القاهرة من أجل إنهاء العملية العسكرية علي قطاع غزة الجرف الصامد. وكتب ديسكن في تغريدة له علي حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي تويتر امس, أنه بعد70 قتيلا إسرائيليا و50 يوما من القتال ودون مناقشة ومصادقة المجلس الوزاري المصغر علي اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس, أقول أن من حق الجمهور الإسرائيلي الحصول علي توضيح حول تفاصيل الاتفاق أو التفاهمات مع حماس إن كانت هناك تفاهمات كهذه ومن واجب المستوي السياسي اطلاع الجمهور عليها. وانتقد الوزير عوزي لانداو من حزب اسرائيل بيتنا بشدة الاداء الاسرائيلي خلال عملية الجرف الصامد في قطاع غزة, وقال في سياق مقابلة اذاعية امس ان اسرائيل دخلت المعركة بتردد وانجرت وراء التحركات القتالية وخلقت انطباعا وكأنها تريد الهدوء بكل ثمن وكأنها غير مستعدة لخوض القتال. وقال رئيس مركز حزب الليكود عضو الكنيست داني دانون امس ان عملية الجرف الصامد انتهت والجمهور الاسرائيلي يشعر بالارتباك والبلبلة, واوضح ان المركز سيعقد اجتماعا له بعد حوالي اسبوعين لإجراء نقاش سياسي وأمني. و قال المحلل السياسي الإسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرونوت ناحوم برنياع, أن انجاز القيادة السياسية الإسرائيلية في المواجهة العسكرية الاخيرة كان هزيلا جدا, مضيفا الخوف هو أن نكون قد مهدنا الطريق للجولة التالية في لبنان أو في غزة بدل أن نمهد الطريق لازالة التهديد من غزة. لكن هذا ما وهبته لنا حكومتنا وما سنضطر للعيش معه.