تنطلق اليوم بالعاصمة السوادنية الخرطوم, بعد توقف دام8 أشهر, جولة رابعة من المفاوضات المباشرة بين مصر وأثيوبيا علي المستوي الفني برئاسة وزراء الري في دول حوض النيل الشرقي بمشاركة السودان لحسم نقاط الخلاف حول سد النهضة الاثيوبي بعد اتفاق قيادة البلدين في مصر واثيوبيا علي هامش القمة الافريقية فيمالابو عاصمة غينيا الاستوائية علي فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الدولتين تمثل أساسا لإزالة الخلافات العالقة حول السد وإقامة مشاركة جديدة لتعزيز أوجه التعاون في مختلف المجالات. وتعقد جلسات التفاوض لمدة يومين علي قاعدة لا ضرر ولا ضرار وسط تعهد إثيوبي بعدم إلحاق أي ضرر بحصة مصر المائية وإقرار مصر بحق اثيوبيا في التنمية وهو ما اكده البيان المشترك لقيادة البلدين في العاصمة غنينا الاستوائية أخيرا. وترتكز المفاوضات علي بعض التفاصيل الفنية الدقيقة المتعلقة بسعة خزان سد النهضة ونظام الملء والتفريغ ومعامل أمان السد, حيث يسعي الأطراف الثلاثة بتعليمات من القيادات السياسية إلي تقريب وجهات النظر وتقليل نقاط الخلاف إلي أدني حد ممكن يضمن التنمية لإثيوبيا والمياه لمصر حيث سيطالب المفاوض المصري بتقليل ارتفاع السد من145 مترا إلي95 مترا فقط وبحيرة التخزين من74 مليار متر مكعب إلي5,14 مليار, وعدم بناء السدود الثلاثة الفرعية الأخري التي اعلنت عنها إديس ابابا وهي كارادوبي, بسعة تخزينية49 مليار متر مكعب, ومنداي, بسعة تخزينية40 مليار متر مكعب, وبيكو بسعة تخزينية42 مليار متر مكعب واشتراك دولتي المصب مصر والسودان وإثيوبيا في تمويل بناء السد بالمواصفات الأخيرة والاستفادة من الكهرباء المولدة من السد. وقال الدكتور حسام مغازي, وزير الموارد المائية والري, في تصريحات صحفية إنه سيطرح خلال الجلسة الافتتاحية النقاط الخلافية المثيرة للقلق بشأن مشروع السد من حيث سعة الخزان ونظام الملء والتفريغ ومعدلات الأمان بشكل علمي ومدعوم بالدراسات الهندسية يعقبها مناقشات مستفيضة للتوصل إلي آلية لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين. وأوضح مغازي أن هناك عدة مقترحات مصرية لحل الأزمة سنطرحها علي جلسات التفاوض المغلقة جميعها يضمن لإثيوبيا التنمية وتوليد الكهرباء وعدم الإضرار بمصر مائيا وكذلك الاتفاق علي عمل الخبراء الفنيين والفترة الزمنية اللازمة للانتهاء من جميع الدراسات علي أن يتم في ختام المفاوضات إعلان ما تم التوصل إليه من نتائج وتحديد موعد ومكان اجتماع الجولة القادمة للمفاوضات. كان معتز موسي وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني أكد عقب استقباله د.حسام مغازي وزير الري أمس أن بلاده ليست وسيطا في مفاوضات سد النهضة الأثيوبي بل هي شريك أساسي في تلك المفاوضات باعتبارها دولة مصب, وإن ملف مياه النيل بين مصر والسودان فوق كل الحسابات وليس عملا سياسيا, مشددا انه يتم بالتعاون والتنسيق المشترك بغض النظر عن تغير الحكومات والأنظمة الحاكمة.