كان حضور المخرج الفرنسي الكبير كلود لولوش أبرز وقائع حفل افتتاح الدورة38 من مهرجان أفلام العالم بمدينة مونتريال الكندية, التي تستمر حتي الثاني من سبتمبر المقبل. حيث جاء الحفل بسيطا, واقتصر علي كلمة ترحيب من ليزون ليسكاربو, مسئولة الصحافة بالمهرجان, بالإضافة لتقديم لجنة التحكيم الرئيسية برئاسة الممثل والمخرج الإيطالي سيرجيو كاستيليتو, الذي أعلن افتتاح الدورة, وعضوية كل من: المخرج الفرنسي ذي الأصل الجزائري رشيد بوشارب, والكندية أندريان بورنيفال, المديرة السابقة لتليفزيون إقليم كيبك وعضو المركز السينمائي الكندي, والمنتج الآيسلندي الشهير فريدريك تور فريدريكسون, والممثلة الإسبانية آنا تورنت, والممثلة والمطربة الصينية جين زانج. ولم يلق رئيس المهرجان, سيرج لوزيك, كلمة, ولم يصعد إلي المسرح إلا لتقديم لولوش وتكريمه بمنحه الجائزة الكبري الخاصة للمهرجان, والمسماة جائزة الأمريكيتين.. أما مديرة المهرجان, دانيال كوشار, فلم تظهر علي الإطلاق, وأعقب التكريم مباشرة عرض فيلم الافتتاح. هكذا, من دون عروض فنية سخيفة من إخراج المخرجين المسرحيين, ومن دون سجادة حمراء, ومن دون اشتراط ارتداء الملابس الرسمية للرجال والملابس العارية للنساء.. قارن بين هذه البساطة وتلك الشياكة وبين ما يحدث عندنا, حيث ما زلنا نصر علي أن المهرجان سجادة حمراء وبدلة سوداء وفستان عار, وأن حفلات الافتتاح والختام لا تصح إلا إذا سبقها عرض فني لا معني ولا قيمة له من إخراج مخرج مسرحي ربما لم يشاهد فيلما في حياته, وأن ممثلي التلفزيون ومطربي وراقصات الدرجة الثالثة أولي بالدعوات من النقاد والصحفيين والباحثين! حضر لولوش إلي مونتريال لتقديم فيلمه الجديد أيها الوغد نحبك, الذي اختير للعرض في الافتتاح, وقال- في كلمة قصيرة جدا- إنه يصنع الأفلام منذ أكثر من50 عاما( عمره الآن76 عاما), وإن هذا الفيلم الجديد نفذه بناء علي معرفة وثيقة بمحتواه, حيث أنجب سبعة أطفال من سبع زوجات مختلفات! يدور الفيلم حول رجل في الثانية والسبعين( يؤدي الدور المطرب والممثل الشهير جوني هاليداي) ينجب أربع بنات- أكبرهن في الأربعين- من أربع نساء مختلفات, ويدعوهن إلي بيت جديد اشتراه في منطقة جبلية للتقريب بينهن, بعد أن سعت الضرائر طويلا للتفريق بينهن. أما في الختام, فيعرض المهرجان فيلم أن تحب وتشرب وتغني, وهو آخر أعمال مخرج فرنسي كبير آخر هو آلان رينيه, الذي رحل قبل شهور, ومن المقرر تكريم اسمه خلال الحفل, حيث يحضر العرض الممثل الفرنسي إيبوليت جيراردو, أحد أبطال الفيلم, ويتسلم درع التكريم بالنيابة عن أسرته.