ماذا تريد دويلة قطر من مصر؟ والي متي ستظل الإمارة الصغيرة تعمل كعدو للوطن؟ وإلي متي تبذل قصاري جهدها لقطرنة حقوق الإنسان, وجعلها حقوقا للإخوان ؟ هل يستطيع الأمير تميم تحدي الإرادة الخليجية مجتمعة؟ وهل ستتمادي قطر في عناد غالبية الشعب المصري؟, والسعي لتغيير إرادته الحرة نحو الاستقرار عنوة ؟ وهل يصدق الشعب القطري أكاذيب الجزيرة المفبركة التي تبث ليل نهار ضد مصر لإحداث القلاقل وعدم الاستقرار في المجتمع ؟ أطرح هذه الأسئلة بعد أن اجتمع مجلس التعاون الخليجي في مدينة جدة, وقدم إنذارا أخيرا ومحددا لا يقبل التأجيل لإخراج قطر من سيطرة الإرهاب الدولي, وإعادتها للبيت الخليجي بعد أن طلبت قطر المهلة تلو الأخري لتوفيق أوضاعها للخلاص من الإخوان, وهي في الحقيقة تراهن علي انهيار الدولة المصرية من الداخل بأدواتها الإعلامية والمالية, الانذار الأخير لقطر حدد بأسبوع واحد, ويتضمن ثلاثة مطالب وهي إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر وطرد القرضاوي وقيادات الإخوان, وعدم إيواء أو مساعدة أعضاء الإرهابية, وإلا سيتم سحب السفراء رسميا وإغلاق الحدود البرية والجوية وتعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليج, وفي اليوم التالي للانذار الخليجي مباشرة فتحت الأبواق القطرية للشيخ القطري يوسف القرضاوي ليبث مزيد من التحرض في ذكري فض رابعة محرضا علي العنف والدم في مصر حيث دعا المصريين إلي الخروج في الشوارع رجالا ونساء وشبابا وشيوخا, في تظاهرات مناهضة للنظام وزعم ان النظام العسكري الذي عزل الرئيس المصري, وفرض نفسه علي المصريين وأقام المذابح, وإن الرئيس السيسي فرض نفسه بالقوة علي المصريين ليحكم مصر, وكسر اعتصامات الملايين من أنصار الرئيس المعزول بالقوة والإجبار بعد أن جمع الجيش والشرطة ليقتل الناس في ميدان رابعة العدوية والنهضة, وان السيسي يقتل المصريين ويترك الإسرائيليين يدخلون مصر دون حساب, لم تتوقف الإساءة القطرية عند هذا الحد بل استخدمت ادوات دولية لاحراج الدولة المصرية ممثلة في منظمة امريكية مشبوهة تمول بأموال قطرية اسمها( هيومان رايتس ووتش), فأطلقت تقريرا يحتوي علي الأكاذيب الفاضحة بشأن فض اعتصامي رابعة والنهضة وما تلا ذلك من احداث, وهي محاولة قطرية امريكية فاشلة بكل تأكيد, فخلال السنوات الاخيرة وتحديدا عقب ثورات الربيع العربي نجحت قطر في اختراق المنظمة بالتمويل المباشر عبر أفراد مثل القطري عبد الرحمن النعيمي مؤسس منظمة الكرامة لحقوق الانسان, والذي وضعته وزارة الخزانة الأمريكية علي لائحة دعم الإرهاب ورفضت هيومان رايتس ووتش التعقيب ولزمت الصمت تجاه هذه الاتهامات لأنه الراعي الرسمي لكل أموالها, وبدأت تظهر انحيازها السياسي ضد مصر بشكل سافر علي غرار قناة الجزيرة عقب عزل مرسي ففي اليوم التالي مباشرة تحدثت المنظمة عما اسمته الانقلاب وحذرت من الدماء القادمة وعن مخاوفها من فض اعتصامات مؤيدي مرسي بالقوة, وهو ما يؤكد ان النية كانت مبيتة للقيام بهذا الدور الخبيث, والمؤكد أن عبد الرحمن النعيمي هو همزة الوصل بين المخابرات القطرية وكل التنظيمات القطرية الداعمة للارهاب المموله له عالميا وهو السبب الذي جعل تقارير المنظمة معبرة عن الاهداف القطرية- الامريكية والتي تدفعها نحو إقامة علاقات مشبوهة مع تنظيمات حقوق الاخوان بعد قطرنتها وجعلتها بوقا للمنظمات الارهابية قاطبة وإصدار تقارير لصالح جماعة الإخوان, وكل المتعاونين معها والخارجين من تحت عباءتها مهما ارتكبوا من جرائم, هذه المنظمة المشبوهة تحولت إلي أداة ابتزاز جديدة لقطر فقدت مصداقيتها وسمعتها الدولية, وبدلا من الحديث عن جرائم الإخوان ضد الشعب المصري ورجال الجيش والشرطة الذين سقط منهم114 شهيدا في هذه الذكري تتحدث المنظمة عن أشياء لم تحدث وتتجاهل جرائم إسرائيل ضد أطفال غزة, فهي تصمت دائما عندما يكون العدوان إسرائيليا أو أمريكيا فلا كلمة أو اشارة أو صورة للمجازر في العراق أو غزة او اليمن او ليبيا وغيرها, التقرير المغلوط الصادر عن المنظمة يقدم غطاء سياسيا جديدا لعشاق الدم, ولأصحاب دعوات العنف والإرهاب الصادرة عن جماعة الإخوان لدفعهم نحو مزيد من التظاهر والعنف, رغم أن الجميع يعلم بمن فيهم القطريون, والأمريكيون أن الجماعة انتهت علي أرض الواقع, وتم حل حزبها بحكم قضائي نهائي إلي غير رجعة, ولم يعد لها وجود, وتحولت حاليا لعصابات إجرامية إرهابية غير قادرة علي الحشد علي الأرض بعد أن فقدت التعاطف الشعبي فلجأت الي عقاب الشعب نفسه بإحراق محولات الكهرباء وأبراجها, وفتح صنابير مياه الشرب النقية في بالوعات الصرف طوال الليل, وقطع الطرق, وارسال الملثمين لالقاء قنابل المولوتوف والإطارات المشتعلة علي الممتلكات الحكومية والخاصة هنا وهناك, منظمة هيومان رايتس ووتش لا تري الا بعين( الكونجرس الأمريكي و قطر)..و اذا راقبت بيانات المنظمة علي مدار شهر فقط تستطيع أن تكتشف ماذا يريد هذا الكيان من العالم, وأين تقع مصالحه واهدافه, وما هي الدولة التي تستهدفها قطر بالنقد والاكاذيب, ويجب الضغط عليها وإحراجها بل ومحاكمة قيادتها السياسية زورا وبهتانا, ففي حرب غزة لم تصدر المؤسسة بيانا واحدا ينتقد عدم شرعية الغارات الإسرائيلية.. ولم تلتقط الصور أو تطالب قادة العالم بالتحقيق في جرائم الحرب, كما فعلت في واقعة فض الاعتصامات المسلحة في رابعة والنهضة.لذلك تستطيع بسهولة أن تستشف أن الضغط مطلوب علي مصر فقط في الوقت الحالي. وختاما أعود إلي التعاون القطري- الإخواني بعد كل هذه التجاوزات ضد مصر, وبعد تلقيها الإنذار الأخير من دول مجلس التعاون الخليجي.., المؤكد انها لن تتراجع ولن توفي بأي تعهدات قدمت لها من دول المجلس لأنها تورطت حتي النخاع مع جماعات العنف والإرهاب من القاعدة إلي الإخوان وحتي داخل دول الخليج نفسها, وان تراجع قطرعن دعم الإرهاب يعني ان تقوم هذه الجماعات بكشف سجل التعاون الحافل بين الطرفين برعاية امريكية مما يعني نهاية النظام في قطر, ولكن مازال لي أمل ان يعود قادة قطر الي رشدهم قبل فوات الأوان.