منذ أيام تعهد اللواء محمد مصطفي مدير أمن أسوان الجديد بعودة الانضباط والنظام للشارع الأسواني, من خلال تكثيف الوجود الشرطي خاصة المرور, ويبدو أن البعض يعتقد خطأ بأن مهمة رجل المرور تتوقف عند ضبط التراخيص والسيارات المخالفة فقط, بينما في حقيقة الأمر ماهي إلا جزء من تلك المهمة, الذي يأتي في مقامها الأول ضبط الشارع وتحقيق السيولة المرورية ابحث عن الثلاثي الخطر التوك توك والميكروباص والموتوسيكل.. هكذا لخص مواطنو أسوان هذه الفوضي, التي ظهرت فجأة في ظل التغييرات الأمنية الجديدة وإحلال وتجديد أفراد إدارة المرور في أسوان أصبحت الشوارع تجسيدا حيا للمثل الشعبي سمك لبن تمر هندي, كدلالة قوية عن معاناة المواطن الأسواني في الشارع, ويكفي أن تكون منطقة السيل التي تحتضن إدارة المرور بهذا الشكل الفوضوي السييء, ناهيك عن كورنيش النيل ومنطقة أطلس وطريق السماد لتأكيد ذلك... وباختصار شديد فإن أسوان في حاجة إلي يد قوية تطبق القانون بصرامة علي المخالفين. الغريب في الأمر أن أفراد مرور أسوان يتمركزون في مناطق معينة ومعروفة للجميع, وإن قاموا بتنظيم حملات فلا تعدو أن تكون للاطلاع علي التراخيص فقط, في الوقت الذي أصبحت الشوارع مسرحا لألاعيب التوك توك والموتوسيكلات ومواكب الأفراح وممارسات سائقي الميكروباصات الذين يقفون وقتما وأينما يشاءون.. في نهر الطريق.. وعلي النواصي.. ولما لا وقد غابت العقوبة فأصبح من الطبيعي أن يساء الأدب. أما الأغرب والمضحك فهو إعلان مديرية أمن أسوان أخيرا عن ضبط3 سيارات بدون تراخيص و10 موتوسيكلات بلا لوحات معدنية!! يقول عبد الرحيم مدني بالمعاش من سكان منطقة الشيخ هارون علي مقربة من إدارة المرور إنه يحلم ويتمني بأن يري رجل مرور واحدا يقف لينظم الحركة المرورية في هذه المنطقة التي تعد من أكثر مناطق أسوان ازدحاما, فالمشهد هناك لا يحتمل وعبور الشارع في ظل تعدد الاتجاهات وصولات وجولات التوك توك والميكروباصات أصبح مغامرة غير محسوبة, والغريب وكما يقول عبد الرحيم أن إدارة المرور تقع في قلب المنطقة والضباط والأفراد يشاهدون ما يحدث يوميا دون تدخل, ويواصل بأن منطقة شرق السيل وطريق السماد أشبه مايكون بسيرك عشوائي في مزيج بين المواطنين وكل أنواع المركبات. ويستغيث محمد صلاح من سكان منطقة أطلس بمدير أمن أسوان الجديد قائلا إن هذه المنطقة من أرقي مناطق أسوان السكنية, ولكن للأسف الشديد أصبحت ساحة لسباق الموتوسيكلات التي تستخدم في السرقات والجرائم, نظرا لتعاونهما مع أخطر بؤر الجريمة في شرق المدينة, ويوضح بأن سكان الحي لم يعد أحد منهم يأمن علي حياته وحياة أسرته. وينتقل صلاح إلي الحديث عما يحدث داخل شوارع المدينة الرئيسية فيقول إن الميكروباصات السرفيس لا ضابط لها ولا رابط, فهناك سائقون يلتزمون بالتعريفة الجديدة والمحددة ب75 قرشا للراكب من السيل وحتي موقف الأقاليم, فيما يقطع عدد كبير من السائقين خط السير عند ميدان المحطة ويتوقفون دون تدخل من أي مسئول, ناهيك عن التوقف أيضا في أي مكان مما يعطل الحركة المرورية. ويضرب محمد رسمي أعمال حرة مثلا بشارع أبطال التحرير الموازي لكورنيش النيل, وهو الشارع الرئيسي الثاني للمدينة قائلا إنه شهد منذ أيام حملة مكبرة يبدو أنها كانت بغرض الشو فقط, حيث اختفت بعد أن حررت عدة مخالفات للسيارات التي لاتقف بمحاذاة الرصيف, لإفساح الفرصة للسيارات الأخري للتوقف في ظل عدم وجود مواقف للسيارات وضيق الشوارع. ويطالب رسمي الأجهزة المحلية وإدارة المرور برفع العوائق والسلاسل التي تقوم المحلات التجارية بوضعها أمامها لمنع وقوف السيارات, وهو مايعد مخالفة صريحة, ويقول إن الظاهرة الجديدة هي وضع مبردات للمياه وأقماع وأحجار ضخمة وأوان للزهور والأشجار في قلب الطريق, لتبدو وكأنها- أي المحلات تشارك في التجميل, بينما في حقيقة الأمر لاتعدو سوي تحايل واضح والتفاف حول القانون. ويضيف قائلا إن الفترة التي تمر بها البلاد تحتاج للضرب بيد من حديد علي جميع المخالفين, ويقول إن أسوان في حاجة للحزم الشديد, ومن هنا لابد من التصدي لممارسات الشباب وقائدي الموتوسيكلات من أفعال تثير الفزع بين الأهالي خاصة من كبار السن... فما تشهده الشوارع يتطلب الوجود الشرطي المروري الذي عليه ضبط الشارع وتحقيق السيولة المرورية, لا الوقوف في الميادين أحيانا للتحدث في المحمول والاستمتاع وللأسف بما يحدث أمامهم. أما مديرية أمن أسوان وحسب آخر بيان لحملة وصفتها المديرية بأنها مكبرة, وبناء علي توجيهات اللواء محمد مصطفي عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان , فقد تمكنت من ضبط ثلاث سيارات بدون تراخيص وتم تحرير المحاضر أرقام(952,946,945) جنح قسم أول بالإضافة إلي10 دراجات نارية بلا لوحات معدنية... ولاتعليق