فيما أجمع خبراء الكبد المشاركون في ندوة الملكية الفكرية وادوية الفقراء التي عقدها المركز المصري للحق في الدواء أمس علي أن الفترة المقبلة ستشهد انتاج عدد من الأدوية لفيروس سي ولن يكون دواء سوفالدي المثير للجدل لارتفاع سعره الذي لا يستطيع تحمل تكلفته غالبية المرضي المصريين. فإن وزارة الصحة واللجنة المسئولة عن الاتفاق مع الشركة المنتجة لهذا الدواء طالتهما الكثير من الانتقادات حيث اوضح الدكتور محمود فؤاد رئيس المركز ان ال السوفالدي حتي الآن هو السبيل الوحيد امام المريض وتبلغ تكلفة العلاج به15 ألف جنيه في الشهر مما يعني ان الكورس الذي يستغرق3 أشهر سيتكلف45 ألف جنيه متسائلا لماذا لا تكرر مصر تجارب موجودة في دول مثل الهند او البرازيلفالهند اعطت حق التصنيع لعقار كان يباع ب350 دولارا ب800 دولار لأن قوانينها تسمح بذلك. وحذر فؤاد من تحول فيروس سي الي وباء حيث وصل عدد المرضي في مصر الي22% من عدد السكان مشيرا الي ان المركز بالاضافة لعدد من منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الصحة وحق المريض سترفع دعوي قضائية ضد الحكومة المصرية امام القضاءالاداري لانها تقدم هذا الدواء للمرضي بسعرين مختلفين. ومن جانبه, اكد الدكتور محمد عز العرب استشاري الكبد والمستشار الطبي للمركز ان منظمات المجتمع المدني لها دور رئيسي بجانب المراقبة هو المشاركة في وضع صورة صحيحة امام صانع القرار في الوقت المناسب والدفع باتجاه ما يفيد المواطن المصري ونظرا لأننا في هذا التوقيت الحالي ليس لدينا برلمان فكان لابد من الدفع باتجاه ان يأخذ المواطن المصري حقه في العلاج لان نسبة المرضي التي تصل إلي22% تعتبر وصمة عار في جبين مصر ويضاف اليهم170 ألف مريض سنويا قائلا: نحتاج عبورا صحيا يليق بمصر في المرحلة الحالة بما يتطلب مشروعا قوميا لصحة مصر كلها بجميع محافظاتها وكل سكانها ينظمه مجلس اعلي للصحة ومجلس اعلي للكبد ومنظور قومي لمعالجة هذه المشكلة ويتم توضيح من سيدير وكيف سيتم تدبير الموارد المطلوبة ودور الشركات المصرية في انتاج ادوية فيروس سي. وأوضح عز العرب أن الشركات العالمية تريد الربح وهذا حقها لكن من حق مصر الا تضع يديها تحت ضرسها متسائلا: لماذا لم يتم الاتفاق علي انتاج المثيل من هذا الدواء في مصر والمتوقع ان ثمن العلبة منه لن يزيد سعرها عن500 جنيه والسوفالدي ليس الدواء السحري كما ان الشركة المنتجة حاليا في مرحلة متقدمة من انتاج دواء ثان ارخص فلماذا يتم الدفع بهذا الدواء ونحن في غضون شهور قليلة سيكون هناك نحو6 أدوية لفيروس سي. وأشار الدكتور عبد الرحمن النجار مدير معهد السموم سابقا الي ان اللجنة الصحية المسئولة عن المفاوضات مع الشركة المنتجة اشترطت الموافقة علي انتاج الدواء في مصر ان يكون هناك تقرير كل6 أشهر يتم من خلاله عرض النتائج باخطار المركز الصيدلي التابع لوزارة الصحة لنتائج استخدام الدواء واذا ثبت ان له اعراض جانبية خطيرة سيتم الغاء الاتفاق مطالبا اطباء الكبد والباحثين بالاجابة علي سؤال لماذا توجد حالات جديدة سنويا في مصر تصل الي170 ألف حالة فيروس سي جديدة كل عام ؟.