بينما يصطف حلفاء الولاياتالمتحدة في جميع أنحاء العالم للحصول علي أنظمة الدفاع الصاروخية من واشنطن ضد أعدائهم, كشفت صحيفة( الجارديان) البريطانية عن عدم جدوي نظام القبة الحديدية الاسرائيلي في صد هجمات حماس خلال حرب غزة الاخيرة والذي قدمت له واشنطن دعما اضافيا قدره225 مليون دولار من خلال تمويل وتطوير ونشر دروع مضادة للصواريخ. وذكرت( الجارديان) أن الولاياتالمتحدة تدعي أن هذه الانظمة الدفاعية ليست مجرد حماية لحلفائها ولكن أيضا لتعزيز الاستقرار العالمي. واستطردت الصحيفة قائلة: ولكن إذا كان هذا هو الحال, لماذا لم تمنع القبة الحديدية الحكومة الاسرائيلية من ارسال قوات برية الي قطاع غزة واشتعال الحرب هناك ؟ وأكدت الصحيفة أن العملية الإسرائيلية ضد حماس أثبتت أن المنطق وراء هذه السياسة خاطئ. وأشارت الصحيفة الي ان الهجوم البري علي غزة كشف عن أن الهجمات التي تم شنها من جانب حماس عبر أنفاقها في غزة كانت تشكل تهديدا أكثر خطورة علي جنوب إسرائيل من الصواريخ التي تم الاهتمام بها من خلال نظام القبة الحديدية. وأشارت الصحيفة الي ان سياسة الدفاع الصاروخي الامريكي أكدت ان الصواريخ الباليستية هي سلاح جذاب وغير مكلف بالنسبة لمنظمات المقاومة. ومن خلال توفير أنظمة الدفاع الصاروخي لحلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا وشرق آسيا تدعي الولاياتالمتحدة أنها تمنحهم بدائل الوقاية من الهجمات المحتملة. وتساءلت الصحيفة: هل من الممكن ان يتم ردع منظمة مثل حماس والتي ليس لديها شيء لتخسره من خلال تلك الانظمة الدفاعية ؟. وذكرت الصحيفة أن بيبي ديبياسو مدير مكتب الولاياتالمتحدة لسياسة الدفاع الصاروخي جادل بأن المعروض من أنظمة دفاع باتريوت الامريكية لاسرائيل خلال حرب الخليج الاولي عام1991 كان له أثر في تحقيق الاستقرار, وذلك علي الرغم من حقيقة ان صواريخ باتريوت لم تكن ناجحة في اعتراض صواريخ سكود العراقية, ولكنها ساعدت في اقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق شامير في ذلك الوقت بأنها تحافظ علي اسرائيل من الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وذكرت الصحيفة ان الواقع هو أن حلفاء الولاياتالمتحدة في جميع أنحاء العالم يصطفون للحصول علي أنظمة الدفاع الصاروخي الامريكي ومن بينهم المملكة العربية السعودية, والإمارات العربية المتحدة وعمان والكويت وقطر والتي اشترت بالفعل الدروع المضادة للصواريخ من الولاياتالمتحدة, وسط مخاوف متزايدة من تطوير البرنامج النووي الايراني.