في لحظة فقد فيها عقله وربما تحول خلالها الي دمية في يد الشيطان, لم يحتمل عبدالله كهربائي تهديد زوجته له بتركها منزل الزوجية بسبب عصبيته الشديدة وتناوله المواد المخدرة وتعديه المستمر عليها بالضرب المبرح, وفي كل مرة يتدخل الأهل والأقارب لاعادتها له حتي تركت المنزل في أحد الأيام بعد تعديه عليها بالضرب الذي تسبب في كسر فكها, وأجرت عملية جراحية ورفضت العودة اليه بكل السبل وبعد عدة محاولات عادت اليه بعد أن وعدها بإصلاح نفسه. وبينما هو جالس علي المقهي يلوم نفسه علي أن أوصل الأمر بزوجته الي هذا الحد فقال له أحد أصدقائه لماذا تندب حظك وأخبره أن سبب رفض زوجته العودة الي منزله ارتباطها بعلاقة عاطفية مع أحد الشباب, وما أن سمع عبدالله كلام صديقه حتي أصابته حالة من الهياج وانهال علي صديقه بالسباب والشتائم وتركه وانصرف هائما علي وجهه لا يدرك ماذا يفعل غير أنه أقدم علي شيء اندفع اليه في تهور لم يستطع خلاله السيطرة علي نفسه, وظل يراقب تحركات زوجته أثناء خروجها من المنزل لشراء المستلزمات اليومية دون جدوي, ومن غير أن يتوصل لشيء, وبسبب الهواجس التي جالت بخاطره بات يشك في زوجته التي تزوجها وهي ابنة الثلاثة عشر عام بعد انفصال والديها. وسيطر كلام صديقه علي عقله الباطن حتي أوهم نفسه أن زوجته تخونه وسبب انها تريد الانفصال عنه ليست بسبب ضربه المبرح لها ولكن حتي تتمكن من استكمال حياتها مع رجل غيره بعد أن أصبح مدمنا للمخدرات وهو في بداية العقد الثالث من العمر. وفي احدي الليالي الظلماء ترك عبدالله نفسه للشيطان حتي سيطر عليه بعد افراطه في تعاطي المواد المخدرة مع أصدقاء السوء, وعند عودته في الساعات الأولي من الصباح يترنح من كثرة ما تعاطاه من المخدرات وجد زوجته نائمة بملابسها الداخلية علي الفراش فأحضر عصا شومة وضربها علي رأسها وتركها تتوجع من شدة الضرب, وأحضر حبل غسيل وقيدها من يديها وقدميها واحتجزها في احدي حجرات المنزل واستل اسياخ الشواية ووضعها علي النيران حتي زمهرت من شدة النيران ووضعها علي جسد زوجته التي صرخت صرخة هزت اركان المنزل دون جدوي أو اذان صاغية بسبب وجود منزلهما في منطقة نائية, وتمادي عبدالله في تعذيب زوجته لمدة4 أيام, ومنع عنها الطعام ولم يرحم بكاءها وتوسلاتها ولم يتركها حتي شعر أن أنفاسها توقفت فحملها الي المطبخ ووضع رأسها تحت المياه حتي عاد اليه النفس وحملها ووضعها في توك توك واصطحبها في حالة اعياء شديدة الي مستشفي الحوامدية العام, وبعد دقائق من وصولها لفظت أنفاسها الأخيرة بسبب كسر بالجمجمة ونزيف, وعندما علم بوفاتها لاذ بالفرار. تفاصيل المأساة سطرها محضر بقسم شرطة الحوامدية عندما تلقي اللواء كمال الدالي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة اخطارا من اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث بورود اشارة من مستشفي الحوامدية بحضور سيدة في العقد الثاني من العمر مجهولة الهوية في حالة إعياء شديدة وعلي جسدها اثار تعذيب وكي بالنار ولفظت أنفاسها. تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء مجدي عبدالعال نائب مدير الإدارة العامة للمباحث لتحديد هوية المجني عليها وضبط المتهم, وتبين من فحص العميد عبدالحميد أبوموسي مفتش المباحث أن المجني عليها تدعي فاطمة صلاح18 سنة ربة منزل ومقيمة بالبدرشين, وتوصلت تحريات العميد أحمد الازهري رئيس مباحث قطاع الجنوب, والعقيد سعيد عابد مفتش المباحث الي أن وراء ارتكاب الجريمة عبدالله28 سنة كهربائي زوج المجني عليها, وأنه اعتاد ضربها بطريقة وحشية. تم عمل عدة أكمنة بقيادة العميد عبدالحميد أبوموسي نجح خلالها المقدم هاني عكاشة رئيس مباحث الحوامدية في القبض علي المتهم, وبمواجهته أمام اللواء جرير مصطفي مدير المباحث اعترف بارتكابه الجريمة, بعد مواجهته بوالدة المجني عليها الذي قررت انه دائم التعدي عليها بالضرب والتعذيب, وأن ابنتها المجني عليها كانت تعود مضطرة الي منزل زوجها المتهم بسبب انفصال والدها ووالدتها.