* تتباري الدول في انتهاز الفرص للاحتفاء بالحياة.. فتقدم المهرجانات والاحتفالات والأعياد وتكاد لا تترك مناسبة إلا وانتهزتها وعيد الحب المسمي عيد فالنتين عيد عالمي يشترك فيه العالم كله تقريبا إذ أنه يحمل مفهوم الحب.. والحب كلمة لها رنينها الخاص الذي يهز القلوب. ولا أدري ما الذي يحدث عندنا في هذا الجزء من العالم. فما تكاد الزهور الحمراء تنتشر في الشوارع احتفالا بعيد الحب هذا حتي هبت كل المحطات التي تبث باسم الإسلام وهو منها بريء هبت تهاجم هذا العيد وتهاجم حتي رموزه الممثلة في الزهور الحمراء.. لماذا؟ لأنه مستورد, آت إلينا من الغرب.. من بلاد لا تدين بديننا.. إذن فهو كفر!. والحقيقة أننا تركنا الحبل علي الغارب لهؤلاء الذين يفتون في القنوات المفتوحة, حيث كل واحد يجأر بما يري, وبما يريد دون تبحر في علم أو فقه أو دين. والمصيبة أن الناس في معظمهم مغيبون.. يصدقون مع الإلحاح ما يسمعون فالتكرار كما يقولون أمر من السحر.. طيب إذا كان هذا العيد الذي يحمل اسم الحب وينشر عطر زهوره بين الناس.. إذا كان مكروها لأنه آت من الغرب المكروه فلماذا وافقنا وتحمسنا والكلام لأصحاب الفتاوي علي بقية الواردات إلينا؟! بل يكاد لا يوجد شيء مما نستخدمه اليوم ليس من اختراع الغرب. بداية من السلاح والسيارة والحاسب الآلي والطائرة وحتي التليفون المحمول.. لماذا لا يفتي أحدهم بالتخلص من كل هذه الموبقات كما يطالبون بالتخلص من زهور الحب الحمراء الفالنتينية؟!. لكن لأن الحياة قوة.. ولأن قوة الحياة مبثوثة من الله عز وجل داخل قلوب ونفوس الشباب فقد انتصر الحب علي الكراهية.. والدعوة إلي الحياة علي الدعوة إلي الموت.. وثقافة البقاء علي ثقافة الغناء.. فخرج الشباب إلي الحدائق وتبادلوا الزهور والمكالمات الهاتفية حتي لم يبق تليفون محمول واحد غير مشغول. ** * الحقيقة أن القنوات الفضائية التي تقوم بمهمة بث ما في الكتب الصفراء وما في العقول الصفراء إلي الناس ليست قنوات عصرية بالمعني المفهوم وإنما هي خيام مغلقة علي نفسها تحاول أن توقف ركب الحياة وركب التقدم وهي في جميع الأحوال ضد التقدم وضد التحضر وضد البلاد وضد الإنسان عموما. ** * لنحتفل جميعا بالحب.. وبأعياد الحب.. فنحن في أمس الحاجة إلي من يحيي قلوبنا الموجوعة في وقت نري فيه حروب الكراهية منتشرة حولنا في معظم البلاد التي تحيط بنا.. وهي نتاج طبيعي لغياب الحب.. لا لأي شيء آخر.