هم في اسرائيل يعرفون عنا الكثير.. لكننا نحن في مصر لا نعرف عنهم إلا القليل.. واحد من كبار قادة الكتيبة العبرية هو الدكتور المرموق ابراهيم البحراوي يكشف لنا عن الثقافة والأدب في اسرائيل خاصة بعد حرب أكتوبر وعن مكونات الفكر هناك الآن في كتابه الجديد بطولات المصريين وأثرها في الأدب الاسرائيلي الذي صدر اخيرا والذي قدم دراسة شاملة مع ترجمة لبعض النصوص من العبرية إلي العربية.. والكتاب صدر عن مكتبة الاسرة وتنفيذ الهيئة المصرية العامة للكتاب. هو يري أن أوراقه هذه هي تاريخ يسجل البطولات المصرية في المشاعر والافكار الاسرائيلية منذ حرب الاستنزاف والتي بدأت كبري عملياتها المؤثرة في الأدب الاسرائيلي بإغراق المدمرة ايلات في21 أكتوبر عام1967. هو يسجل أيضا آثار البطولات المصرية علي القصائد والقصص التي كتبها الأدباء هناك تحت ضغوط حرب الاستنزاف وتحت صدمة حرب أكتوبر. يقول انها وثائق هزات الزلزال الذي أحدثته هذه الحرب في أبنية الوعي الاسرائيلي وعلي المؤسسة الايديولوجية الصهيونية التوسعية وعلي تضخيم الذات الاسرائيلية وتحضر الشخصية العربية واسطورة الجيش الذي لا يقهر.. والمصحوبة بحالة جنون العظمة التي هيأت لعسكر المجتمع الاسرائيلي انهم قادرون علي احتلال الأرض.. وقتل العرب.. وهم في مأمن دائم. ولهذا كانت هذه الأوراق التي منها يعرف الشباب المصري الصورة الواضحة من قاع المجتمع الاسرائيلي والتي عبر عنها أدباؤهم لنطل منها علي الواقع النفسي ومشاعرهم الحقيقية وعن الصدمة والفزع والدوار والاستنجاد بالسماء هي سمة القصائد التي ترجمها الدكتور ابراهيم عن العبرية وهو يعتبرها وثائق تاريخية في صورة أدبية علي عمق الصدمة والترويع والفزع الذي انزلته حرب السادس من أكتوبر بالمجتمع الاسرائيلي وما صاحبها من حالة دوار وفقدان التوازن وأبسط مشاعر الأمان والتي شملت الجميع في اسرائيل في خط واحد يبدأ من القيادات العليا وحتي رجل الشارع البسيط مرورا بالنخب العسكرية والسياسية والثقافية. الكتاب يقدم النماذج الأدبية مثل قصيدة نهاية ليلة ويقصد ليلة الغفران وفيها يصور الشاعر في مطلعها حالة الرعب التي داهمت المجتمع الاسرائيلي وهو في احتفالات العيد في المعابد يتلو الصلوات ويستمع إلي الابواق المقدسة ويطلب الغفران ويتباهي بقتل العرب!! اسماء كثيرة ذكرها الدكتور إبراهيم البحراوي أمثال: الشاعر حدفاه هركافي. والشاعرة شوشانه بيلوس. والشاعر يصحق بولاق. والشاعر يعقوف ريمون. والشاعر يصحق شاليف صاحب كتاب صلاة علي جرس الحرب. والشاعر يهودا عميجاي. ثم يكشف عن قصص العزلة واليأس مثل قصص افراهام بن يهوشع في مواجهة الغابة. وقصص الكاتبة بنيناه عاميت بعنوان الحالة.. واغنية البجع للكتب ران اولسيط ثم قصص المعارك مثل نكسة علي الساري للكاتب يوساي حمزو وهي رثاء للمدمرة ايلات. ومن أشعار حرب اكتوبر نري عناوين لكتب تعبر عن الصدمة والفزع والدوار والاستنجاد بالسماء. ونري عناوين للاعمال الأدبيةتحمل هذه النغمة نهاية ليلة.. كلمة الرجل البسيط, البوابة لم تنفتح. أقنعة الجد البيضاء كيف تقطعت الدروب. كم كنت صبية. مجانين, الأمير الصغير يصيبه الهرم. راكض. عندما تقول حياتي واغاني, أرض صهيون. أريد رجلا حكيما. أريد رجلا بلا قوة. أما ماصدر من كتب وقصص تعبر عن الشحن الإيجابي والتخويف من معاداة السياسة فكانت بعنوان العشب الأحمر يشتعل في بطء.. والنهر الاخضر يتدفق للابد للكاتب بنحاس سادية. ثم أنا مهاجر للكاتب أبي شبي ما يدور, ثم كتاب مأخذ للشيطان علي فاوست الكاتب س.د يونين إن مثل هذه الانتاج الادبي المفروز لكتابات أدباء ومثقفي اسرئيل.. يدعونا إلي أن نطلب من الدكتور ابراهيم البحراوي سلسلة من الكتب التي تكشف كل أفكارهم لنا.. لنفهم فيما يفكرون باعتباراتهم الانسانية.. واكثر من ذلك نريد ان نعرف من أين نبغوا في التعبير عن احاسيسهم الحقيقية.. وكذلك ضرورة معرفة جذور هؤلاء المثقفين واين تعلموا وكيف نبغوا.. نريد مزيدا من الكتب من هذا النوع يا دكتور ابراهيم. لقد تخيلت ان يكون عنوان كتابك هو: أشعار وترانيم حزينة علي حائط المبكي في يوم الغفران.