تقترب من عامها التسعين, لكنها تستشرف مستقبلا زاهرا لوطنها, ولم تفقد بعد الأمل في أن مصر تستحق الأفضل, وكمواطنة أولا وأخيرا, لم تبخل علي الوطن بقرطها الذهبي, هو كل ما تملك من حطام الدنيا, لتودعه في صندوق تحيا مصر. وليقودها ذلك التصرف النبيل إلي لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي في قصر الرئاسة بمصر الجديدة أمس. الأهرام المسائي ذهبت إلي منزل الحاجة زينب, بقرية منية سندوب بمحافظة الدقهلية, وهو بيت متواضع تسكن فيه السيدة الضريرة التي قالت إن إدارة البنك رفضت قبول قرطها الذهبي لما أرادت التبرع به لصندوق تحيا مصر وطلب منها الموظف أن تبيع القرط وتورد ثمنه إلي البنك, وبالفعل باعته ودفعت ثمنه إلي البنك. وأضافت: عندما علم الرئيس طلب مقابلتي, وتلقي ابني اتصالا هاتفيا من قصر الرئاسة, وتم إرسال سيارة من هناك لنقلي إلي مصر الجديدة للقاء الرئيس في الصباح. وتقول الحاجة زينب إنها ذهبت بصحبة ابنها الدسوقي السعيد وسط دموع الفرحة, وكنت حزينة لأني بعت الحلق بخسارة كنت أتمني أن أحصل علي ثمنه كاملا حتي يكون المبلغ أكبر من الذي تبرعت به فقد بعته بمبلغ650 جنيها تبرعت بها لمصر فأنا باحب مصر وكانت كلمات الرئيس السيسي بمثابة اكسير الحياة للسيدة المسنة التي واصلت حديثها للأهرام المسائي قائلة: السيسي قال لي: انت قدوة يا حاجة للمصريين وأمر بسرعة استعادة الحلق ووضعه في المتحف مع صورتي وأيضا أمر بعلاجي فأنا ضريرة أصبت في حادث بعيني مما جعلني أفقد البصر منذ عام1983 كما أن سمعي ثقيل وقد رفضت ان أطلب أي شيء من الرئيس.. لكنه أصر علي علاجي كما أصر علي أن اذهب للحج علي نفقته الشخصية وطلبت منه أن يذهب هو بدلا مني للحج ويدعو لمصر ولنا جميعا ولكنه أصر علي أن أذهب صحيح انا مش بأشوف ولكنني رأيته بقلب الأم المحبة لابنهاكنت أتمني أن أملك أكثر من الحلق لأتبرع به لمصر فالسيسي أنقذنا من ناس ماتعرفش ربنا وأنا عارفه ان اللي جاي هيكون أحسن بإذن الله. وقال الدسوقي خليل نجل الحاجة زينب: كنت نائما عندما اتصلوا بنا من رئاسة الجمهورية وقاموا بإيقاظي فنحن جميعا نقيم في نفس البيت واستيقظت لأري والدتي سعيدة جدا بلقاء الرئيس, فقدتمنت كثيرا أن تلتقي السيسي عندما سمعت خطاباته. وأضاف: فوجئنا بسيارة الرئاسة تأتي إلي منزلنا فجر أمس لتقلنا إلي القاهرة لمقابلة الرئيس وهو متواضع جدا حيث أصر علي النزول من مكتبه واستقبالها من السيارة مقبلا يدها ورأسها, وعلي الفور قامت بالدعاء له قائلة ربنا ينصرك علي من يعاديك ويحميك من كل المجرمين.. ربنا معاك ويحفظك من كل شر, فرد عليها الرئيس ويحمي مصر وشعبها العظيم يا حاجة زينب. وأضاف ابنها أن الرئيس سألها هل حجت من قبل أم لا ولما أجابت له بالنفي وعدها بأنها ستحج هذا العام علي نفقته الخاصة. وتابع: لم نطلب شيئا لأنفسنا علي الرغم من إلحاح الرئيس علينا ورغم إحالتي للمعاش مبكرا لافلاس الشركة التي كنتأعمل بها لكن والدتي الحاجة زينب علمتنا الصبر وتحمل الصعاب وحب الوطن.