لن أكون مجافيا للواقع إذا تساءلت عن دور وزير التعليم بالنسبة للصف الثالث الثانوي, إذ لا مبرر لقيامه باعتماد النتيجة ولا إعلانها أو قيامه بمفاجأة الأوائل باتصال في نصف الليل. فلا توجد أية علاقة تربط وزارة التعليم ووزيرها بطلاب الثانوية العامة اللهم إلا ملء استمارات التقدم للامتحانات واعتماد استمارات تأجيل التجنيد بالنسبة للطلاب وطبع الأسئلة وتسريبها وصرف مكافآت التصحيح, وما دون ذلك تركت الوزارة ووزيرها الطلاب لمراكز الدورس الخصوصية تدير العملية التعليمية لهؤلاء الطلاب علي أن يتباهي ويتفاخر بإعلان النتيجة وهو مالم يتمكن منه بعد أن تم تسريبها ليجري الوزير اتصالاته بالطلاب نصف الليل بدلا من فترة المؤتمر الصحفي وتحولت فرحة الوزير ب الشو الإعلامي للنتيجة إلي مايشبه زواج السترة وحفلات الطهور علي كبر. كان علي الوزير أن يعرف وأن يناقش وأن يتحرك للتعامل مع أزمة الصف الثالث الثانوي, خصوصا أن نسبة حضور الطلاب في أفضل حالاته لم تزد علي3% بل إن هناك مدارس لم يذهب طلابها إليها طوال العام ولم يتسلموا الكتب المدرسية واكتفوا بكتب التقويم التي حولتها الوزارة إلي تجارة والكتب الخارجية التي لا تخضع لأية رقابة وملازم المدرسين الخصوصيين الذين يتمتعون بحصانة ضد الوزير بفعل قوة النقابة وشراكات مع المدارس الحكومية والخاصة, وماتيسر من إصدارات خاصة لبعض مراكز الدروس الخصوصية وما أكثرها في مصر بل إن أولياء الأمور يهتمون بها ويستعدون لحجز أماكن لأبنائهم بها قبل الدراسة بمدد تتراوح بين8 و12 شهرا. كما أن وزارة التعليم نفسها وبفلسفة غريبة يقودها الدكتور محمود أبو النصر ترسل بقراراتها واقتراحاتها إلي الطلاب وأولياء الأمور مايؤكد عدم اهتمامها بالحضور أو تعليم الطلاب وكأنها تدعم مراكز الدروس الخصوصية كوسيلة لتحسين دخول المعلمين وتدريب الطلاب علي حل الامتحانات وسبل تسريب الأسئلة وإجاباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتقديم الحلول ونماذج الإجابات لبعض الطلاب من المحظوظين. هذه الرسائل السرية نجدها في دراسة الوزير تخصيص4 درجات للحضور والسلوك لطلاب للصف الثالث بما يعادل1%, وهو مايجعل الطالب يقول في نفسه: ياسيدي نعوضها من حتة تانية وهية جات علي1% وجوم يا وزير التعليم دور علي فلوسك إذ لم يقدم معالي الوزير ما يلزم المدرس بالحضور أو بالاهتمام بالطلاب أثناء الوجود بالمدرسة أو شرح الدروس بنفس طريقة مراكز الدروس الخصوصية ولا وضع قواعد لمعاقبة مديري المدارس المخالفة أو المدرسيين الذين لايلتزمون بتعليمات سواء أصدرها الوزير أم لم يصدرها. ولو كنت مكان الوزير لكلفت الوزارة بأن تنسق مع مراكز الدروس الخصوصية لإنشاء مجلس أمناء لها يتم منحه الصف الثالث الثانوي بنظام حق الانتفاع علي أن يتولي تنظيمه وإدارته وامتلاك حقوقه الحصرية وأن يترك سلطانية نتيجة الثانوية لمعالي الوزير!.