كنت أتصور خطأ أن بطولة الدوري بصفة خاصة والمسابقات المحلية بصفة عامة غير متاحة إلا للأهلي علي أن يشاركه الزمالك من بعيد بعدد قليل من البطولات علي أن يذهب الفتات إلي بقية أندية مصر مجتمعة في حالات استثنائية يكون فيها الفريقان الكبيران في حالة ضياع تام لا يمكن معها أن يحصلا علي بطولتي الموسم.. وكنت أري أن ذلك بسبب فارق الإمكانيات المادية بين قطبي الكرة المصرية وكل الأندية المشاركة في المسابقات, وأيضا التفاوت الجماهيري الرهيب الذي ينطق الحجر ويدخل الرعب في قلوب المنافسين, ومع كل ذلك الانحياز الإعلامي المصاب بعمي ألوان ولا يري إلا الأحمر والأبيض. وجاءت الظروف التي سبقت ثورة25 يناير2011 لتؤكد أن المال أكثر في أندية الشركات والهيئات, وبعدها قدم الحرمان الجماهيري بسبب الظروف الأمنية البرهان علي أنه ليس بالجماهير وحدها تأتي البطولات, بل كشفت الأحداث أن للبطولة ناديا, وما عداه ليس إلا من شاغلي دور الكومبارس يمكن أن يصيبه الدور في يوم ما لأداء مشهد أطول! وما حصول الأهلي علي درع الدوري الممتاز هذا الموسم إلا تأكيدا علي أن الأعور وسط العميان.. بطل.. وهذا ليس تقليلا من قيمة الأهلي ولا بطولته بدليل أن رمزه الراحل صالح سليم اعترف بذلك بنفسه, ولو قالها غيره لأتهم بمعاداة الأهلوية, فالبطولة الوحيدة التي اكتملت بدون جمهور بعد مذبحة بورسعيد في عام2012 كتبت للأهلي أنه البطل في كل الأحوال.. بمدرب أجنبي أو وطني, بنجوم كبار أو شباب في بداية الطريق.. علي أرضه أو خارجها.. بجمهوره أو بدونه.. بمجموعة واحدة أو مجموعتين, بدور واحد أو دورين.. بحكام جانب أو مصريين.. واستطاع باختصار أن يكشف من قالوا إنهم في الظل لأن تكافؤ الفرص غير موجود, والعدالة في خبر كان!