ينتمي إسليمان لقبيلة بدوية لها عاداتها وتقاليدها الحميدة ومن يخرج عن طوع شيوخها يقومون بتشميسه في عرف متبع لديهم وهذا ما حدث معه بعد أن اختار بنفسه السير في طريق الحرام رغم النصائح المسداه إليه بالبعد عن أصدقاء السوء الذين سوف يقودونه للهاوية لكنه أبي أن يفعل ذلك وبدأ نشاطه مع الاتجار بالمواد المخدرة خلال الثلاث سنوات الأخيرة مستغلا حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد بالتزامن مع الواقع السياسي المتقلب الذي عاشته آنذاك وافتتح لنفسه سوقا لترويج البانجو السيناوي الفاخر لعملائه الذين يترددون عليه من مناطق متعددة لشرائه بأسعار مخفضة ساهمت لحد كبير في انتعاش تجارته التي حقق من ورائها مكاسب مالية لا بأس بها وهو في عمر صغير صرفها علي ملذاته الشخصية وادخر جزءا منها لغسيله في إقامة مشروعات محدودة تدر عليه ربحا ماديا. وكان اللواء محمد العناني مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة إليهم المتعلقة بكيفية القضاء علي البؤر الإجرامية التي تستغل لترويج المخدرات بمختلف أصنافها للشباب من الجنسين وتدفعه للانحراف الخلقي وارتكاب وقائع قتل وسرقات بالإكراه وخطف واغتصاب. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيدين محمد طلعت رئيس فرع غرب وهشام طايل مفتش المباحث الجنائية وصلاح النادي رئيس مباحث مركز أبو صوير ومعاونيه النقباء أحمد عبد الفتاح وعبد العزيز تمام وعبد الله العادلي ومحمد فؤاد ودلت تحرياتهم أن إسليمان22 سنة عاطل- سبق اتهامه في4 قضايا سلاح أبيض وتبديد أصبح من مروجي البانجو المشهورين في محل إقامته ويتوافد عليه العشرات من المدمنين للحصول علي احتياجاتهم من هذا الصنف الذي يوفره لهم بأسعار تقل عن المطروح من مثيلتها في الأسواق. وأضافت التحريات أن المتهم يتمتع بالذكاء ويجيد التمويه للبعد عن أي ملاحقات أمنية قد يتعرض لها ويجيد التحرك السريع بالدراجة البخارية التي يمتلكها ويعتبرها مصدرا أساسيا في تنقله بين زبائنه بتسليمهم النبات المخدر بنظام الدليفري. وأشارت التحريات إلي أن إسليمان لا يهمه سوي نفسه وجمع المال بأي وسيلة حتي لو كان علي حساب أسرته وقبيلته حيث يجلب بضاعته من مصادره الخاصة بالكميات التي يريدها حسب طلب عملائه الذين يشترط عليهم الدفع كاش دون مساومته علي تأخير أي مبالغ مالية حتي لا يقع ضحية النصب بالنسبة لهم. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن للقبض علي تاجر الكيف وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يتردد عليها وعندما حانت ساعة الصفر نجحوا في الإمساك به متلبسا وبحوزته لفافات كبيرة من البانجو وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه واقعة الضبط والمضبوطات اعترف تفصيليا بالاتجار في النبات المخدر الذي يعد مصدرا أساسيا يعيش من خلاله وبعرضه علي محمد سامي وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت إشراف هيثم فاروق مدير نيابة مركز أبو صوير الذي أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.