لاأعرف لماذا يبدو مصابا بالغضب أو الإحباط إلي هذا الحد, فقد قرأ بنفسه أكثر من مائة تعليق علي مقاله, من موالين, يقدمون له نصائح بأن يبتعد عن تلك الطريقة, وأن يفكر في تقديم ماهو أفضل فقد بدا المقال' ميكانيكي' أكثر مما يجب يعتمد فيه علي فكرة شديدة السطحية, يحاول أن يغلفها بمعلومة لاأعرف لماذا أقحمها في الموضوع, وماهي قيمتها فيما كتبه, وماهو أصلا هدف وضعها في بداية المقال, إلا إذا كان الرجل أصبح يحتاج إلي استشارة حقيقية, والأفضل له أن يعجل بها, فربما يعود إلي مايعرفه, بدلا من قصة' البطل القومي' التي جرب بنفسه أنه لم يعد لها مكان, وأن المقرات النهائية للأبطال القوميين هي' العالم الافتراضي' علي صفحات الإنترنت, أو شاشات الفضائيات. إنني لن أقول إنني لاأعرف مالذي يمكن أن يوصل مجموعة من البشر الأذكياء إلي حالة تؤدي بهم إلي تشكيل فريق من العدميين, فالسبب قد قيل عدة مرات, إذ إن لدينا تيارا من الأشخاص لايقبل كل منهم إلا أن يكون زعيما كامل العضوية في نادي الزعماء, مع القيام بكل الموبقات الإنسانية التي يقوم بها البشر أمثالنا, كما يستند هؤلاء علي فكرة واحدة, وهي أن كل ماجري في مصر, وربما المنطقة, وأحيانا العالم, في مرحلة مابعد عام1970, لايعدوا كونه سوادا علي سواد, وظلمات فوق ظلمات, وحتي تلك النقاط التي لايتم التمكن من عدم التفكير في أنها جيدة, يتم البحث عن أصل لها قبل عام1970, والنتيجة كما جاء في المقال المدرسي العجيب, ليست أكثر من رسم كاريكاتوري, مسيء للجميع. إنه, ولاغيره, يمكنهم أن يزعموا الآن أن بعض الرجال العقلاء الذين تحدثوا معهم, يقفون علي الناحية الأخري, فهم معهم, ولاتوجد مشكلة, لكنه ببساطة عقلاء, ليس في التعامل مع الدولة أو النظام أو الحكومة أو القيادات, لكن في فهمهم لمايدور حولهم, ولما يجب أن تسير وفقه الأمور, بمنطق, فالفارق هو المنطق, لذا قرأ الناس مقالاتهم, وأحبوهم, دون أن يحولوا أنفسهم أو يحولهم الناس إلي أبطال, ولم يكن أي منهم راغبا أبدا في المساس بمقامات الناس, أو الكتابة بطريقة إنشائية, عالية الصوت, عن موضوعات تجذب الناموس, لإحداث وميض, قبل أن يقول أحدهم' ربنا يكرمك ياشيخ' ثم ينصرف, والنصيحة الآن هي' انظر حولك'.