أكدت الرئاسة الفلسطينية أمس رفضها أي ربط بين العرض الأمريكي لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة ثلاثة أشهر وبين تسليح إسرائيل.. كما حذرت من تداعيات تصعيد الأوضاع في القدسالمحتلة اذا أصرت الحكومة الإسرائيلية علي هدم اكثر من20 ألف منزل يملكها الفلسطينيون. يأتي ذلك في وقت قال فيه مسئول أمريكي ان اسرائيل ملزمة بوقف البناء في القدسالشرقية اذا وافقت علي عرض الحوافز الأمريكي فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن أمله في استئناف المفاوضات المباشرة. وأعلنت الرئاسة الفلسطينية امس أنها ترفض أي ربط بين تجميد الاستيطان وبين تسلح اسرائيل وذلك تعليقا علي الانباء التي تحدثت عن صفقة أمريكية لتزويد إسرائيل بالسلاح مقابل تجميد الاستيطان. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية امس إن الموقف الفلسطيني واضح في هذا المجال وقد تم إبلاغ الإدارة الأمريكية رسميا بأننا لا نريد أن يكون المسار الفلسطيني ذريعة لقيام أمريكا بتزويد إسرائيل بالسلاح, كما أكدنا لهم أنه لا علاقة لنا بذلك ولا دخل لنا هذا الموضوع, مشددا علي أن موقف الرئيس محمود عباس يتمثل في أننا ضد أي ربط بين تجميد الاستيطان وبين تسليح إسرائيل. يأتي ذلك غداة اصدار مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بيانا جاء فيه أن التفاهمات التي تعكس الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لا تشمل تجميد الاستيطان في القدس. وأضاف البيان أنه في حالة التوصل إلي صياغة مثل هذه الوثيقة وفقا لهذا المبدأ فان ذلك سيكون اتفاقا ممتازا لدولة إسرائيل, مؤكدا أن مدينة القدس ليست مشمولة في هذا الإطار وأن الموقف الإسرائيلي واضح من هذه القضية ولم يتغير لأن البناء في هذه المدينة سوف يستمر دون هوادة. من ناحية أخري حذر المحامي أحمد الرويضي رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية من أن الأوضاع في القدس مرشحه للتصعيد بعد الرسالة التي صدرت عن الحكومة الإسرائيلية والتي تطالب فيها بهدم مئات من منازل المقدسيين. وأوضح الرويضي في تصريح امس أن أكثر من20 ألف منزل في القدس تشملها قرارات صادرة عن المحاكم الإسرائيلية بالمخالفة أو الهدم بحجة البناء دون ترخيص, مشيرا الي أن قرارات المخالفة الصادرة بشأن هذه المنازل لا يعني إعفاءها من الهدم. وأضاف أن تنفيذ قرارات هدم هذه المنازل يعني تشريد100 ألف مواطن مقدسي تمهيدا لطردهم من المدينة وتغيير التركيبة الديموغرافية تمهيدا لاستقطاب عد أكبر من المستوطنين للإقامة في المستوطنات الجديدة التي تعتزم إسرائيل إنشاءها في القدسالشرقية بالاضافة الي توسيع المستوطنات القائمة. وقال الرويضي إن الخطر الاكبر يتهدد بلدة سلوان وخاصة حي البستان حيث تهدد إسرائيل بهدم88 منزلا في الحي وتشريد1500 مواطن مقدسي لإقامة حديقة توراتية جديدة تحت مسمي حديقة الملك في إشارة الي الملك داود. من جانبه قال مسئول أمريكي أمس لصحيفة هأارتس الإسرائيلية إن الولاياتالمتحدة ستطالب إسرائيل بوقف بناء المستوطنات في القدسالشرقية والضفة الغربية في إطار تجميد للنشاط الاستيطاني مدته90 يوما اقترحته وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون علي إسرائيل مقابل مجموعة من الحوافز. ونقلت الصحيفة في موقعها الالكتروني عن المسئول قوله إنه إذا مضت اتفاقية التجميد قدما فستواصل الولاياتالمتحدة الضغط لوقف النشاط الاستيطاني في القدسالشرقية بغض النظر عما يقوله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لحزب شاس الآن. وقال المسؤول إن الرئيس الامريكي باراك أوباما تعهد في رساله شفهية للرئيس الفلسطيني محمود عباس في أبريل الماضي بأن الولاياتالمتحدة تتوقع أن يحجم الطرفان عن الاجراءات التي تدمر الثقة بما في ذلك في القدسالشرقية وانه سترد بخطوات, وإجراءات وتعديلات في السياسات علي أي اجراء استفزازي. ومضي المسؤول يقول هذه السياسة ستستمر إذ استؤنفت المفاوضات بموجب الاتفاق المقترح بالتجميد لمدة90 يوما والاسرائيليون يعلمون ذلك. وفي بروكسل أعرب مصدر مطلع في المجلس الوزاري الأوروبي عن رغبة دول التكتل الموحد لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. وأشار المصدر إلي أن الاتحاد يبحث حاليا كيفية المساهمة في الجهود الدولية الرامية إلي تشجيع الطرفين علي البدء بالتفاوض, حيث لازلنا بانتظار حدوث تطور في الموقف الإسرائيلي لجهة قرار تجميد الاستيطان. وقال المصدر إن موضوع الجهود الدولية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط سيكون مدار بحث مكثف خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي الاثنين القادم في بروكسل. ولفت المصدر إلي أن الشرق الأوسط سيحتل حيزا مهما من محادثات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون, والممثلة السامية للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون, اللتان ستشاركان في أعمال القمة الأوروبية الأمريكية, المقررة بعد غد السبت في لشبونة. وأوضح المصدر أن وزراء خارجية دول التكتل الموحد سيركزون أيضا خلال محادثات الاثنين القادم علي ضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها تخفيف الحصار المفروض علي قطاع غزة. وأعاد المصدر إلي الأذهان الموقف الأوروبي الثابت لجهة عدم شرعية الاستيطان, وضرورة وقفه من أجل التوصل إلي خلق مناخ ثقة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني, وكذلك التأكيد علي استمرار الدعم الأوروبي للجهود الأمريكية ولأي جهد دولي يسير في اتجاه حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وذكرت صحيفة( جيروزاليم بوست) الإسرائيلية أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أعرب عن أمله في أن يتم في الأيام القليلة القادمة وضع اللمسات النهائية علي تفاصيل الاتفاق علي استئناف تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية واستئناف المحادثات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينين حسبما قال راديو إسرائيل امس. وذكرت الصحيفة- في تقرير أوردته في موقعها علي شبكة الانترنت امس- أن تصريحات بيريز جاءت بعد أن قال مسئول أمريكي إن إدارة الرئيس باراك أوباما تقوم حاليا بصياغة ضمانات دبلوماسية وأمنية مكتوبة لإسرائيل لإقناع حكومة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لتجديد تجميد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية. ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية إسرائيلية قولها إن الوثيقة سوف تنص علي الأرجح علي أن التجميد لمدة90 يوما سيكون الأخير من نوعه. في الوقت نفسه ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية امس أن وزير الدفاع ايهود باراك الزم نفسه علي ما يبدو بالتوقيع علي تصاريح بناء جديدة في الضفة الغربية بعد انتهاء فترة التجميد الجديدة من اجل الحصول علي تأييد حزب شاس في التصويت المقبل علي عرض التجميد الامريكي الجديد. وقالت الصحيفة إنه يعتقد أن وزير الدفاع وافق علي الامر في اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الداخلية ياشاي. ويسعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الآن إلي حشد تأييد حكومته الائتلافية لاتفاق التجميد, مع مخاوف أن يرفض حزب شاس الاتفاق في التصويت. وعلي الرغم من أن نتنياهو من غير المرجح أن ينال تأييد حزب شاس غير أن وزراء الحزب قالوا إنهم سيمنعونه إذا لم يستثن الاتفاق النهائي القدسالشرقية من التجميد.