«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ديسم

قولون ا شيء عند الشاعر ليقوله‏,‏لاشيءما من أفكار عندهوما من كلمات حتييرمي فقط حصاة في داخله‏,‏يسمع صوت سقوطها في بركة معدته‏,‏ثم صوت عبورها في ممر القولون المعتم الطويل‏
لوزة
اللوز شجر عجالة
نوره قبل ورقته
اللوز لسان فالت
يهذي
كل قضيب نبوءة معكوسة
حديد سياج
فوق رأسي قرنا غزال مها طويلان
النسيان يأخذني من قرني
ويلعب بي
أتذكر فقط حين يقتلع النسيان قرني
أمسك بالقرن النازف وأتذكر‏.‏
الذكري قرن مجروح ينزف من جذره
أتذكر
لكن الذكري غائمة
حتي أنني لم أعد أدري من أنا حقا‏!‏
أأنا ظبية مها
أم شجرة خروب
أم حديد سياج برؤوس مدببة؟‏!‏
حرباء
الحلم بومة تقضم أظافر صمتها
والجهالة عصفور صارخ منذ الفجر
تمنيت لو كنت بومة‏:‏
قلبي يرجف تحت أضلاعي
عيني تستدير ببطء لتحدس‏,‏ ثم يري
ولساني معود أخرس
لكنني لم أكن بومة صمت
ولا عصفور جهالة
كنت بينهما‏:‏
حرباء ظهيرة يصلب نفسه علي كل غصن‏:‏
جسده يمتص الألوان‏,‏ ويغربلها
يده الحذرة لا تفلت عودا حتي تمسك غيره
شاقا طريقه نحو مغيب الشمس
‏(‏ إني أتيح لكم حرباء تنضبة
لايرسل الساق إلا ممسكا ساقا‏)‏
‏**‏ البيت ينسب لأبي دؤاد الإيادي‏,‏ البيت‏,‏ والتنضبة‏,‏ شجرة حجازية شاكة‏,‏ تتخذ منها السهام‏,‏ يقول الجاحظ في الحيوان عن الحرباء‏:(‏ هو يقلب بوجهة أبدا مع الشمس حيث دارت حتي تغرب‏..‏ ثم تراه شابحا بيديه‏,‏ كما رأيت من المصلوب‏).‏
الأمل
جذع منصوب في مراح إبل
وأنا بعير أجرب
كلما آلمني جربي
حككت بالجذع كتفي وظهري
الأمل خشبة منصوبة نحك بها جربنا‏..‏
لحظة غضب
الخيل تعيش بالنسيان
لا بالذاكرة
خل عنها ساعة في المروج
وسوف تنسي الشكل واللجام وفأس اللجام
الخيل إبل نساءة لا تعرف الحقد
عندما تركض حرة في البراري
ترمي بالذاكرة كما ترمي بسروجها عن ظهورها
لكن من سيراهن علي ذلك؟
ففي كل دهر تأتي لحظة
تستعيد الخيل فيها ذاكرتها فجأة
فيأخذها غضب عارم علي اللجام والسرج والقيد والكون‏:‏
‏(‏ تغضب أحيانا علي اللجام كغضب النار علي الضرام‏).‏
في لحظة الغضب هذه يهتز ميزان الكون وتتساقط الكواكب والنجوم‏!‏
البيت منسوب لأبي النجم‏,‏ وهو شاعر أموي
يراعات
كان ذلك في الصيف‏:‏
النافذة مغلقة
واليراعات مضيئة تعبر زجاجها
تلمع مثل مذنبات في الفضاء
ربما كان ذلك الصيف حلما‏!‏
كل شيء قد يكون حلما‏!‏
الفارق بين الحلم واليقظة هو وضع زجاج النافذة فقط‏.‏
في الحلم تعبر اليراعات الزجاج ولا تكسره
أما في الحقيقة فيتحطم ويتساقط شظايا
هذا هو كل شيء‏!‏
عربة
هل يمكن للسهم أن يستدير
عائدا للذراع التي أطلقته
أندفع‏,‏ أندفع كي لا أموت
للسهم ذراع تطلقه من جديد
الذراع التي أطلقتني
ستطلق فتيانا آخرين
لذا أندفع‏,‏ أندفع
أريد أن أصل إلي نهايتي مهشما
أيد وأرجل وأفكار كثار سأخترقها
في قدمي زلاجتا غضب وشهوة
أنحدر بهما نحو السماء
ليس من أجل المجد
ليس من أجل السعادة
إنما من أجل أن أعصر عنب حياتي كله
ليس ثمة وقت لكي أكتب كلمة
ليس ثمة وقت لكي أشرب القهوة
آخرون سيكتبون ما يجب ان يكتب
ويشربون ما يجب أن يشرب
أما أنا فأندفع‏,‏ أندفع
لا أريد ان أكون حكيما بشعر أشيب
الحكماء سهام توقفت لتنظر خلفها
أما أنا فسيتوقف نبضي قبل أن أتوقف
سأقطع ألف ميل بعد أن يتوقف نبضي
والذين سيصلون إلي أبعد مما وصلت
سيجدونني مبعثرا علي الطريق‏:‏
جمجمة مهشمة
وبراغ
ومسننات مازالت ترتعش وتدور
كلمات
الكلمات
تصعد من مناجم العدم في رئاتنا
نحن لا نتكلمها
بل نسعلها
نود لو يسكن السعال قليلا كي ننام
نود‏,‏ أحيانا‏,‏ أن نموت كي يتوقف السعال الطويل
الذي يصعد من قيعان رئاتنا ليجرح شفاهنا
لايد لنا فيه هذا السعال
نحن مصدورون
‏(‏ ولابد للمصدر أن يسعلا‏)‏
البيت لعبيد بن عبدالله بن عتبة‏.‏ قيل له‏:‏ حتي متي تقول هذا الشعر؟‏!‏ فقاله‏:‏ لابد للمصدور أن يسعلا‏.‏
طرثوث
‏(‏ أقول لصاحبي والعيس تهوي
بنا بين المنيفة فالضمار
تمتع من شميم عرار نجد
فما بعد العشية من عرار‏).‏
لكن صاحبي لثم خشمه بطرف عمامته
كي لا يشم نجدا ولا عرارها‏.‏
دفن نجدا وراءه كما يدفن قط خرأه
ومضي‏,‏
ومضيت معه علي راحلتي
جبلا وراء جبل حذفنا نجدا وراءنا
محونا أجأ وسلمي من كتابنا
ضاربين أكباد إبلنا نحو الأرض الغريبة‏:‏
أرض مذحج
بلاد اليأس والجور نجد
بلاد الجوع والفقر نجد
‏(‏ والأطيبان بها الطرثوث والصرب‏)‏
لن نحن إليها حتي يحن الضب في أثر الإبل الصادرة
لن ننشد من أجلها أشعار البلهاء‏:‏
‏(‏ أحن إذا ذكرت بلاد نجد
ولا أري إلي نجد سبيلا‏).‏
السبيل إلي نجد محوناه عمدا بأقدامنا
محوناه بمكنسة من سعف أحلامنا
‏**‏ البيت للصمة القشيري
‏**‏ الصرب‏:‏ اللبن الحامض جدا‏,‏ يقال‏:‏ جاءنا بصربة تزوي الوجه‏,‏ والصرب أيضا‏:‏ الصمغ الأحمر‏,‏ وهو صمغ الطلح‏,‏ وربما كان الصربة مثل رأس السنور‏,‏ وفي جوفها شيء كالغراء والدبس يمص ويؤكل
‏**‏ البيت للمراري الفقعسي
في أرض مذحج
لكل منا عينان واسعتان كالبحر
يقظتان كعيني بومة في الليل
لكننا غضضنا طرفينا عن أشياء كثيرة
غضن الطرف علامة الغريب في الأرض الغريبة
في المساء أمشي وصاحبي نحو الحانوت
ونخلي لمن قابلنا الطريق
هكذا علي الغريب ان يتصرف في أرض مذحج
علي باب الحانوت نتوقف قبل أن نعبر
ثم نأخذ طراحة في العتمة
ونشرب محدقين في أعين بعضنا
الحانوت يضج
ونحن نشرب صامتين
الصمت نقل الغريب وبقلته
الصمت ثوبه وحبوته‏:‏
‏(‏ صمت ولم أكن قدما عييا ألا إن الغريب هو الصموت‏).‏
وعائدين من الحانوت للخان في الليل المعتم
نمشي غاضين أبصارنا عن النوافذ وضوئها
العتمة نور الغريب وسراجه
نمشي
نصعد انفاسنا
ونصعد بناظرينا إلي الجنوب
إلي سهيل اليماني‏,‏ نجم الغرباء
وينشد صاحبي‏:‏
‏(‏ وإني والعبسي في أرض مذحج
غريبان شتي الدار مختلفان
وما كان غض الطرف منا سجية
ولكننا في مذحج غربان‏)!‏
‏**‏ البيت لعمرو بن غنم الطائي‏,‏ وبه سمي الصموت
‏**‏ البيت لطهمان بن عمرو الكلابي
خذروف
وصلت متأخرا
بعد أن صلب المسيح
وأطلقت القنبلة النووية الأولي
وترك أحد ماخبطة نعله فوق سطح القمر
في الثانية عشرة والربع جئت‏:‏
الثلج علي كتفي
يدي بلا كأس
ونفسي يجمد علي شفتي‏!‏
لا أحد هنا كي أضرب كأسي بكأسه
لامسيح كي أومن به أو أسلمه للقتلة
لا أحد كي أدبر وإياه إطلاق قذيفة نووية‏.‏
انتهي الحفل‏:‏
نثار خس وخبز
وأكؤس فارغات تماما
وأخري بأسؤرها‏.‏
كلهم غادروا
فقط خذروف خشبي دورته يد آخر الذاهبين
كان يدور دوراته الأخيرة
بين فتات الخبز والخس وشظايا الكؤوس المهشمة
دار الخذروف
علي بقع النبيذ علي البلاط القذر
ثم ترنح وسقط بين قدمي‏.‏
بالسبابة والإبهام أمسكت به
دورته ورميته
وهبطت الدرج العريض
ومبتعدا ظلت أسمعه يضرب أرجل الكراسي والطاولات مثل ثور بقرنين داميين‏..‏
صيد اليعاسيب
كل ماقيل
كذب
الصور
كلها كاذبات‏:‏
سؤر الكأس
والتبغ
والضوء إذ يتنوس
والدم فوق الوسادة
كذب
كله كذب
ما القتيل قتيلي
ولاحمرة التبغ من شفتي
ولاسؤر الكأس سؤري
كذب كله
قدمي ماعدت العتبات
ولا إصبعي لمست أكرة الباب
لم أكن ههنا وقتها
لم أكن عند موت القتيل
‏(‏ الله يعلم أني كنت منتبذا
في دار حسان أصطاد اليعاسيبا‏)!‏
‏*‏ يقال أن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت قال هذا البيت وهو طفل في الثامنة‏.‏
ظبي
من أين تأتي الريح؟
‏*‏ تأتي الريح من كهف بعيد
هذا خطأ كبير
فالريح ظبي عطش
يجوب الصحاري
بحثا عن الماء
أنفاسه الحري
تصنع كثبانا
وتزلزلها
وتنشئ سماوات
وتفتتها‏.‏
فم الموت
الحياة درب
والأيام نخيل علي جانبيه
كل يوم نخلة
رطبها في عراجينها
لكن‏,‏
لاوقت عند المسافر
للرطب الذي يتساقط مع كل هبة ريح
فقد ضرب موعدا مع الموت
وهو يركض كي لايفوته
وكما تدرون
ففم الموت لم يعلك تمرة حلوة أبدا‏!‏
مفاتيح
أدر المفتاح لليمين فينغلق الباب
أدره لليسار فينفتح
ليس هناك من أعلي وأسفل
والرب لم يجعل ذلك عبثا
فمفتاحه‏,‏ سيد المفاتيح كلها‏,‏ وحده هو الذي يصعد للأعلي ويهبط للأسفل فاتحا باب الفردوس
وباب الجحيم
الذكري والنسيان
ليس هناك من سعادة أبدا
يوجد نسيان وتذكر فقط
بالنسيان نقلي بيضنا
وبالذكري نشوي بطاطسنا
يا إلهنا العظيم
يامن يرنحنا بين التذكر والنسيان
ارم لنا حفنة من شعير السعادة في مخلاتنا‏.‏
دجاجة
الأرض دجاجة تحضن بيضها
تحت أعين الحدءات والنجوم اللاهبة
تنظر يمنة ويسرة
بعين قلقة خائفة
ثم تدفع بمنقارها بيضها تحت جناحها
في لحظة ماسوف يكسر منقار بيضة
وتتلوه صيحة
ثم تتكاثر الصيحات
لتقود كتاكيتها في الممرات الآمنة بين النجوم المتفجرة والثقوب السوداء
لكن لا الدجاجة تدري
ولا الحدءات
ولا النجوم المتفجرة
أنها ترقد علي بيض بلاستيكي‏!‏
الأرض دجاجة حمقاء
تنتظر فراخا لن تفقس أبدا
بلبل
للشحرور مفاجأته‏:‏
منقار برتقالي فوق صفحة من سواد عميم‏.‏
لكن هناك مايعكر هذه الفتنة‏:‏ صوته‏!‏
شقشقاته تشبه صوت محلج صوف‏.‏
يمكن لكل مغرض أن يقول هازئا‏:‏ مجرد حالج صوف‏!‏
للغراب أيضا فتنته‏:‏ لونه ونعقته الباهرة مايشينه إنما هو حجلته الخرقاء فقط
فهو‏,‏ حين يسقط علي الأرض‏.‏
يحجل مثل طفلة في مستطيل طباشير‏.‏
البلبل وحده هوالكمال
يستل خيطا أبيض وخيطا أسود من كبة الخيطان
ثم يحوكهما معا
مخترعا لون الفجر‏.‏
ويزيد فوق هذا‏:‏ ثرثرة مثل ثرثرة طفل سعيد في مهد
البلبل هوالكمال‏.‏
شيء بسيط جدا يخدش كماله‏:‏ اسمه
فهو يبلبل عقولنا بلفيفه المفروق
فاتحا شهوة تتدفق
كما يتدفق ماء من بلبولة إبريق‏!‏
معزي الفرز
أنا أبيض وأسود
يمكن لمن شاء أن يأخذ ما شاء بالمجان
فقط ليمد يده في سلتي
ويأخذ توتة بيضاء
أو سوداء
ويضعها تحت ضرسه
أنا أبيض وأسود
ظل وشمس
يمكن لمن أراد أن يجلس أني أراد
في الظل
أو في الشمس
أنا أسود وأبيض
ضأن ومعزي
يمكن لمن شاء ان يأخذ ما شاء
قطيعي بدد مثل معزي الفزر
لكن فقط بيضاء أو سوداء
خلطة الأسود والأبيض لي
أنا وحدي من له قطيع ضأن ومعزي معا
‏*‏ الفزر بدد من غضبه معزاه‏,‏ وجعلها نهبا لمن ينتهب‏,‏ شرط ان يأخذ المنتهب واحدة فقط لا اثنتين‏.‏ وفيه المثل‏:‏ لا آتيك حتي تجتمع معزي الفزر‏.‏
الذراع والكاهل
جئت هنا كي أحرش الضب وأصطاده
كي أكسر الجوزة بضرسي
يدي أفلتت أشياء كثيرة
غير أنه مازال لدي الوقت‏:‏
الوعود التي قطعتها سأفي بها
والكلمات التي علي طرف لساني سوف أنطقها
هناك بعد أشياء أخري وراء الذراع ووراء الكاهل
هناك صفقات ستعقد حتي قبل أن تتخلق الزهرة‏!‏
جئت هنا كي ألحم وأسدي
جئت هنا كي أصرخ صريخ الحدءات
خطي
بددا أبدد أثر خطاي خلفي
كي لا يعبر أحد معبري
بددا أبددها
كي لا أقفي
كي لا تسقط خبطة علي خبطة
أو حافر علي حافر
بددا أبددها
كي لا تكون عودة أبدا‏.‏
ظبية الحق والباطل
أنا صياد البيد
أمامي ثلاث ظباء
الظبية عن شمالي هي الحقيقة
الظبية عن يميني هي الباطل
الظبية التي بين عيني هي الحيرة
وطوال حياتي طاردت الحيرة
وأضعت الحق والباطل
فم أدرد
الموت محبوس في ثمرة جوز
الحياة غارقة في كأس ماء
والحب يتفتت مثل بعرة جافة
وأنا أعمي أنزل قبو العالم‏..‏
لا شيء يمسك بمعصمي
لا النار ولا نقيضها
يا أحبتي
يا من يتدلون من ذاكرتي مثل حجارة صماء مستديرة
يا من يشربون القدر بفم أدر
يا من يكسرون الجوزة كي يسعي الموت خارجا منها مثل فرخ حية
أمسكوا بمعصمي‏.‏
من معصمه يؤخذ المرء
من معصمه يقاد
ديسم
ولد الديسم من غصن شجرة تين
شجرة التين مأوي الحيات
تدلي أولا‏,‏ ثم سقط علي الأرض
نفض التراب عن جسده‏,‏
ومشي‏,‏
الشمس تتعرق في الأباريق
والريح ترفو علي جانبي الطريق
وهو
يمضي
مسرعا نحو الليل
ليس للديسم ذكريات
فقد كان معلقا من ذيله علي شجرة الحيات
ذكرياته أنه يتدحرج الآن
مثل بعرة
مثل حجر
مثل ثمرة حنظل
الليل هدفه
والليل غايته
يريد أن يقف تحت أقدام جمل الليل الأسود‏,‏
وأن يتدفأ بوبره
مر عن الصهد الذي يطهو غداءه
عن الريح التي لظمت خيطها كي تخيط معبأتها
عن الشمس التي مرضت وعرقت
مر مسرعا نحو الليل
فهناك تحت خيمته السوداء سيجد إخوته
ويعثر علي عوائه‏.‏
الديسم‏,‏ ابن الكلب والذئب معا‏,‏
يركض‏,‏
يتدحرج‏,‏
يقطع تخم النهار‏,‏
ويدخل تخم الليل
ويعوي
يعوي عواء متقطعا
ثم عواء طويلا تاما لا شك فيه‏.‏
بعد أن لظمت الريح خيطها‏,‏ ورفت خرقتها
وبعد أن ابتلع الصهد غداءه وعشاءه‏.‏
دخل الديسم أرض الجمل الأسود
تغطي بوبره الكث
وامتلك صوته‏,‏
وعوي‏.‏
‏**‏ زكريا محمد‏:‏ شاعر فلسطيني مقيم في رام الله‏,‏ صدر له في الشعر‏:(‏ قصائد أخيرة‏)1981,‏ و‏(‏أشغال يدوية‏)1990‏ و‏(‏الحصان يجتاز اسكدار‏)1994,‏ و‏(‏ضربة شمس‏)2002‏ و‏(‏احجار البهت‏)2008‏ وله في الرواية‏(‏ العين المعتمة‏)1996,‏ و‏(‏عصا الراعي‏)2003‏
وله في الميثولوجيا‏(‏ عبادة ايزيس وأوزيريس في مكة الجاهلية‏)2009‏ وذات النحيين الأمثال الجاهلية بين الطقس والاسطورة‏)2010.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.