أكد د. محمد مجاهد, نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط, أن مجمل السياسة الخارجية المصرية في الأعوام القليلة الماضية يعكس حضورا لافتا علي المستوي الاقليمي, وتطورا إيجابيا كبيرا حيث تركزت علي مد يد العون للأشقاء العرب بالإضافة إلي الحفاظ علي علاقات جيدة مع دول المنطقة. وفيما يتعلق بملف مياه النيل قال د. مجاهد إن مصر نجحت في إقامة علاقات مع دول حوض النيل علي أساس المصالح المشتركة, وإزالة الاحتقان الذي تصاعد بين دول حوض النيل من جهة ومصر والسودان من جهة أخري, موضحا أن الأمور بدأت تتجه للبحث عن أرضية مشتركة. وعلي المستوي الفلسطيني مازالت مصر تواصل جهودها لمواجهة تعنت اسرائيل الرافض للسلام, والضغط لتحقيق المصالحة بين فتح وحماس, مشيرا إلي أن هناك تجاوبا من حماس مؤخرا بما يسفر عن المحادثات التي تتم حاليا في دمشق. وأشار د. مجاهد إلي أن مصر أخذت موقفا قويا وواضحا ضد زعزعة الاستقرار في لبنان, وأيدت المحكمة الدولية الخاصة بالحريري, ورفضت ممارسات حزب الله لامتلاك القرار السياسي والعسكري في لبنان في إطار تصديها للامتداد الإيراني في عدد من القضايا العربية بما يهدد الأمن القومي العربي. وبالنسبة للعراق والكلام للدكتور مجاهد نجحت السياسة الخارجية المصرية في دعم الحضور المصري في العراق ولعل توافد ممثلي كل القوي السياسية العراقية لمصر إنما يعبر عن تقديرهم للدور المصري علي هذا المستوي. وعلي الجانب الاقتصادي أبرمت مصر عقودا مع حكومة شمال العراق كما ان هناك تعاونا في مجال البترول بين وزارتي البترول العراقية والمصرية كما ان هناك تزايدا للعمالة المصرية في العراق في الآونة الأخيرة. وأشار د. مجاهد إلي ان مصر أولت اهتماما مكثفا للتطورات السودانية, وتجري مفاوضات مع شريكي الحكم لترتيب الاستفتاء حتي لا يسفر عن أي توتر بين الطرفين أو العودة للحرب.