اتفق دبلوماسيون وخبراء علي أن العقوبات التي فرضت أخيرا علي إيران لن يكون لها تأثير كبير سواء علي الاقتصاد أو الدبلوماسية الإيرانية خاصة أن طهران تستخدم الشبكات السرية والسوق السوداء في الحصول علي السلع والأسلحة وان كان قرار تفتيش السفن من وإلي إيران قد يثير قلاقل واضطرابات خاصة في منطقة الخليج, بينما أكدوا ازدواجية المعايير الأمريكية والأوروبية بفرض عقوبات منفصلة علي طهران دون التطرق لأسلحة إيران النووية محذرين من مؤشرات لاتخاذ تل أبيب قرار الحرب ضد إيران بشكل منفصل إلي جانب تعطيل طهران الكثير من جانبه قال د. مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب إن العقوبات ثبت عدم جدواها تاريخيا ولم تؤد في أي وقت لتغيير سياسات الدول سوي في الحالة الليبية. وأشار د. الفقي إلي أن العلاقة بين تركيا وإيران ليست سوية, حيث تتطلع تركيا لتحقيق مكاسب اقتصادية وتجارية في الخليج, كما سرقت تركيا الاضواء أخيرا من إيران من خلال حادث أسطول الحرية وبدا أردوغان أقرب إلي العالم الإسلامي من نجاد. ومن جانبه قال د. محمد شفيق زكي رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ان قرار العقوبات الأخير هو الخامس الذي يصدره مجلس الأمن بهذا الخصوص والذي استتبعه قرار بعقوبات خاصة من الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة انما يعكس مدي النفوذ الأمريكي والأوروبي في استغلال مجلس الأمن لاصدار قرارات ضد الدول التي لا تتفق مع سياساتها. وحول جدوي العقوبات قال السفير د. محمد إبراهيم شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية ورئيس مجلس أمناء المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ان فرض عقوبات علي طهران أمر غير مجد كما أنه يقدم عملية التخصيب كجريمة كبيرة وهو أمر غير حقيقي لأنها مسموح بها وفقا لبنود معاهدة حظر الانتشار النووي ولكن في الاطار السلمي. وطرح السفير شاكر فكرة انشاء مؤسسة اقليمية لاثراء اليورانيوم لاحتواء الخطر الإيراني واستفادة باقي دول المنطقة من عمليات التخصيب في الاطار السلمي علي غرار ما يحدث في أوروبا. من جانبه قال د. محمد مجاهد نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ان العقوبات يقصد بها التمدد الإيراني في المنطقة وسعيها لتصبح دولة اقليمية عظمي لها نفوذ ولا يقصد بها البرنامج النووي الإيراني فقط. وأشار إلي أن قرار العقوبات لعام2010 أضيف إليه منع إيران من أي استثمار في التخصيب أو المواد النووية وحظر بيع أسلحة ثقيلة وتقديم التمويل والتدريب التقني لإيران إلي جانب حظر توفير الوقود للسفن الإيرانية لمجرد انها سفينة إيرانية بغض النظر عما تحويه. وأشار د. مجاهد أن إيران تستطيع استيعاب العقوبات الأخيرة, حيث استبدلت شركاءها الاقتصاديين الأوروبيين بدول أخري في آسيا وأمريكا اللاتينية, حيث يعادل حجم التبادل التجاري بين الصين وإيران التبادل التجاري مع دول أوروبا بأكملها. وأشار د. مجاهد إلي أن الولاياتالمتحدة رفضت تطوير الأسلحة الغربية لدي إيران مما جعلها تعتمد علي دول أخري مثل روسيا والصين فحصلت علي طائرات قاذفة روسية وأجهزة اختبار الرادار ومحركات الدبابات والانذار المبكر إلي جانب حصولها علي زوارق صغيرة من بريطانيا غير عسكرية وطورتها للاستخدام العسكري.