هذه المجموعة القصصية تستحق أن يكتب عنها لسببين: أولهما إصرار صاحبها وصبره وإخلاصه لفن القصة القصيرة الذي يكاد يختفي اليوم... وهناك حكمة تقول إن العبقرية نصفها موهبة ونصفها الآخر صبر.. ومحمود أحمد علي يتمتع بهذا النوع من الصبر والمثابرة الذي يضعه في طليعة الأدباء الصابرين. وثاني هذه الأسباب هو جودة قصصه فعلا رغم أنها لاتزال تدور في القالب التقليدي الذي لم يستفد من تطور ذلك الفن! * في فترة ما من تاريخ مصر ازدهر فن القصة القصيرة حتي بلغ ذروته علي يد يوسف إدريس, ومن قبله محمود البدوي الذي لا يذكره الأدب كثيرا دون سبب! ففي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كان يوسف السباعي يرأس نادي القصة الذي يمنح جائزته كل عام لواحد أو أكثر من كتابها الشبان, كما يمنح الفائز ميدالية ذهبية مهداة من د. طه حسين كانت لها قيمتها علاوة علي القيمة المادية المصاحبة للميدالية... ومع تطور الحياة الأدبية بقي نادي القصة في مكانه القديم بشارع القصر العيني لكن لم تعد عليه الإضاءة, كما كانت من قبل, وان كان يشرف عليه نخبة من الكتاب المرموقين المخلصين, وعلي رأسهم كاتب القصة القصيرة المخضرم المتميز: يوسف الشاروني.. ولايزال نادي القصة حريصا علي إصداراته من المجموعات القصصية ومنها هذا الكتاب رءوس تحترق. ** * ومحمود أحمد علي يكتب منذ السبعينيات.. ورغم أنه بعيد عن القاهرة, حيث يكتب من الشرقية إلا أن قصصه القصيرة تكاد تغطي كل الصحف والمجلات العربية... المعروفة منها وغير المعروفة حتي تلك التي لم نسمع عنها.. إنه إذن قاص جاد مثابر مؤمن بما يفعل... وهو يملك عينا واعية ومبصرة وقادرة علي أن تري وتفكر وتستخلص ثم تعرض تلك الرؤي بعد ذلك باحتراف. ** تحية من القاهرة إلي الشرقية وأدباء الشرقية ممثلة في ابنها محمود أحمد علي. [email protected]