إذا سألت أي مصري بغض النظر عن ديانته عن رأيه في هذه التهديد فإنه سيقف رافضا ومؤكدا وحدة الوطن والتراب والشعب. التهديد الذي وجهه تنظيم القاعدة إلي مصر أثبت أن مصر وطن واحد وشعب واحد وأن التهديد لأي مصري أيا كانت ديانته يعد تهديدا للوطن كله, ولاحظ ذلك في رد الفعل علي ذلك التهديد الأخير الذي خرج من القاعدة ليهدد كنائس مصر وأقباط مصر إذا لم يفرجوا عمن أسموهم مختطفين, الدليل علي ذلك هو موقف الأزهر الذي أدان هذا الموقف, ليس هذا فقط, بل يمكن التأكيد علي ذلك بأنك إذا سألت أي مصري بغض النظر عن ديانته عن رأيه في هذا التهديد فإنه سيقف رافضا ومؤكدا وحدة الوطن والتراب والشعب. هذه زاوية رؤية, لكن هناك زاوية أخري أيضا أكثر أهمية وهي ما سبق وأن أشرنا إليه عدة مرات من خلق التربة المواتية لأطراف من الخارج ولمن يتربصون بذلك البلد لكي يتسللون من خلالها ويحاولون تنفيذ مشروعاتهم ضد الوطن, ما يستند إليه القاعدة في تهديده هو ذلك الموقف بين مصريين مسلمين و مسيحيين والجدل حول موضوع الأسلمة والتنصير, وهو ما سبق وأن حذرنا منه كثيرا, وقلنا إنه من الممكن أن يؤدي إلي كوارث. الجدل الذي قام بين هؤلاء هو الذي خلق حالة من التوتر وهو الذي صدر صورة وموقف أتاح لأعداء هذا الوطن أن يتخذوه تكئة وذريعة لتوجيه هذا التهديد, لا أقول إن ما حدث حدث بسوء نية, ولكن ما حدث كان خطأ أتمني أن نتعلم منه. مرة أخري الحقيقة الكبيرة والمهمة في هذا الموقف هي أن مصر واحدة وأن المصريين هم أيضا شعب واحد مهما اختلف اللون أو الدين أو العرق. [email protected]