جاء أوباما إلي سدة الحكم في أمريكا بعد انتخابات تاريخية, كأول رئيس أسود, وحصل علي جائزة نوبل للسلام بعد نحو عام من توليه الرئاسة وحاول أن يصلح بين العالم الإسلامي والعالم الغربي عن طريق وعود لم تتحقق, لكن هل الشعبية التي جاء بها أوباما ستستمر؟, وهل استمرت خلال الفترة الماضية بعد كل هذه الفترة ؟, الإجابة تحسمها انتخابات الكونجرس, وهل سيختار الناخبون الذين اختاروه في انتخابات2008 الديمقراطيين أم الجمهوريين؟, و النتيجة ستقول إذا كان استطاع أوباما أن يسوق نفسه جيدا ويحقق ما وعد به الشعب الأمريكي خلال العامين الماضيين أم لم يفلح, وهل ستكون موجة الإرهاب الجديدة و الطرود المفخخة طوق نجاة لأوباما أم العكس؟.. لا أحد يعلم بعد. يحتاج الحزب الجمهوري في مجلس النواب إلي39 مقعدا إضافيا لانتزاع الغالبية من الحزب الديمقراطي, أما في مجلس الشيوخ حيث يحظي الديمقراطيون بغالبية59 مقعدا من أصل100 فإنه يتعين علي الجمهوريين الفوز بعشرة مقاعد علي الأقل كي يحصلوا علي الغالبية, وفي الولاياتالأمريكية يسيطر الديمقراطيون حتي اليوم علي26 مركزا للحكام والجمهوريون علي24 فقط. وبعيدا عن العلاقة بالشرق الأوسط فالأمريكيون بدوا مستائين من الوضع الاقتصادي الراهن, حيث أن معدلات البطالة لا تزال ضمن أعلي مستوي لها منذ ما يقارب ربع القرن, مع إن أوباما من ناحيته قال إنهم بصدد إحراز تقدم, وكل الإحصاءات تدل علي أن الاقتصاد في الاتجاه الصحيح. تأتي انتخابات التجديد النصفي للكونجرس كاختبار حقيقي وشعبي لشعبية أوباما بعد عامين مليئين بالوعود, وتأتي في ظل تهديدات بالإرهاب في اليمن, ووضع غير مستقر في أفغانستان, ووعود لم تتحقق للعالم الإسلامي, وناخب أمريكي لم يقدم له أوباما ما وعده به, وتشير استطلاعات الرأي إلي أن هزيمة متوقعة للديمقراطيين في الكونجرس, وأن حزب الرئيس سيفقد سيطرته الحالية علي مجلس النواب وتتلاشي كذلك أغلبيته في مجلس الشيوخ, النتيجة في النهاية في يد الناخب الأمريكي.