كان مجرد الحديث عن الانفصال في السودان امرا مستحيل واستمر الحال بين الشد والجذب حتي علت نبرة الانفصال بقوة لدي العديد من القيادات الجنوبية في الحركة الشعبية لتحرير السودان وتم الضغط في هذا الاتجاه حتي بلغ الجميع مرحلة الاقتناع الكامل بان الانفصال قائم لامحالة فتحول الحديث الي كيفية التعايش بين الشمال والجنوب في حال الانفصال وهكذا هو الحال الآن في الساحة السياسية والاجتماعية السودانية و الاهرام المسائي تجولت في اوساط المواطنين العاديين والبسطاء من السودانيين في مصر لنلمس مشاعرهم ومدي تفاعلهم مع كل القضايا المعقدة التي يعيشها السودان خاصة ان المواطن العادي يعتبر الرصيد الاساسي لصنع القرار قال محمد عبدالفتاح احد الذين ينتظرون اوراقهم للهجرة الي استراليا وللحاقه ببقية اسرته: نعم الانفصال قائم وهذا مالمسته من لقاءات مع آخرين من الشماليين والجنوبيين ولكن اتمني ان يتم الإنفصال بدون عنف او حرب وطالب المؤتمر الوطني بمزيد من المرونة في التعامل مع القضايا المطروحة كما اتوقع ان تدرك الحركة الشعبية ان الانفصال مشكلة للجنوب واشعال حرب مع الشمال مشكلة أكبر. دين ما جوك قال انا اتمني ان يكون السودان موحدا ولكن انا اري ان القيادات الجنوبية يرغبون في الانفصال وبالتأكيد هم يعرفون أكثر منا وقال انا اعيش في مصر منذ3 اعوام وهنا كانت معرفتي بالانسان الشمالي اكثر مما كنت في السودان وجدته طيبا مثلنا ويعاملنا بشكل جيد وحتي في مصر وجدت اهلنا في مصر يثقون جدا في الانسان الجنوب السوداني ويتعاملون معنا بحب ولذلك انا ليست لدي مشكلة في قضية عربي او افريقي المهم انا سوداني حتي يوم11 يناير المقبل. انفعلت سماح الطاهر سودانية تزور مصر قائلة الطرفان هم المشكلة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والخلاف بين حزبين وليس بين شعبين نحن والجنوبيون نعيش في امان بعيدا عما كان يثار في فترات سابقة وتجربة العشرين عاما الماضية قربت الشماليين والجنوبيين بشكل كبير وليس هناك داع للانفصال واذا ارادت الحركة الشعبية انفصال الجنوب عليها ان تدفع ثمن معاناة الجنوبيين مستقبلا وعلي المؤتمر الوطني ان يتحمل مسئولية مشكلة جزء من البلاد وفي النهاية ليست هناك مشكلة المشكلة كما قلت هي خلافات قديمة بين حزبين هما المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ويدفع الشعب السوداني ثمن هذا الخلاف. حامد حسن قال انا منتم للحركة الشعبية قطاع الشمال ونحن كشماليين لم ننفرق ين هذا او ذاك بل كلنا سودانيون ولكن اليوم اصبحنا محتارين اذا انفصل الجنوب والحركة لم تحدد موقفها من الشماليين في الحركة الشعبية قطاع الشمال وقال ما استغرب له فعلا ان الحركة الشعبية تحكم الجنوب بكامله وتشارك في حكم السودان علي المستوي الأتحادي ولديها قاعدة من الجماهير في الشمال يتعدي عددهم الملايين اذا لماذا الاصرار علي الانفصال من بعض القيادات ولكن في النهاية ان الانفصال خسارة كبيرة للشمال والجنوب. الصحفية السودانية شادية عثمان مختار قالت ليس من مصلحة أي طرف ان يتجزأ السودان والمسألة اخذت طابعا خطيرا ولذلك اتمني ان يجلس الجميع المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والقوي السياسية السودانية الاخري ومنظمات المجتمع المدني في الجنوب والشمال لبحث المشكلة والتوصل الي صيغة تحفظ لكل منهم حقوقه وقالت ان الانفصال يفتح الباب واسعا امام العديد من الحركات في دول الجوار الافريقي للمضي في نفس الطريق. قالت انا شخصيا لا اتخيل ان التقي احد ابناء الجنوب وهو من دولة اخري غير السودان فهو احساس مؤلم ولكن رغم كل هذا انا أتمني أن تأتي النتائج عكس التوقعات وان يحدد الجنوبيون مصيرهم من خلال خيار الوحدة لأنهم اهلنا كما أنني بدأت أشعر أيضا بأن نبرة الانفصال العالية قد بدأت تتلاشي.. ولكن في الحقيقة اذا مارس الجنوبيون حقهم بدون ضغوط أو إملاء واختاروا الانفصال فهذا حقهم ولكن نتمني في هذه الحالة قيام دولتين شقيقتين في ظل علاقة مميزة لنظل أهلا مهما كانت الحدود ونريد ان يكون بين الشمال والجنوب مصالح مشتركة ومنافع مشتركة في حالتي الوحدة أو الانفصال. بيتر كجواك قال أنا أريد الانفصال بصراحة أنا ما عندي مشكلة مع الشماليون ولكننا موجودون في الشمال غرباء لا نجد حقنا في العمل إلا الأعمال الهامشية رغم أن معاملتنا مع بعض جيدة ولكنهم أي الشماليين منحازون لبعضهم ونحن مهمشون في الشمال ووجودنا معهم يعني أن يظل الحال كما هو.. أخي قال لي نفس الشيء نريد الانفصال ونكون اخوانا. بهاء عيسي صحفي سوداني بالقاهرة بالتأكيد كلنا نريد وحدة واذا غضب الشماليون من مطالبة بعض القيادات الجنوبية بالانفصال فأقول لهم هؤلاء يختزنون كثيرا من المرارات وبصراحة مازالوا يعيشون التهميش ولكن أيضا لا ننكر أن الحركة الشعبية استطاعت خلال الفترة الانتقالية استعادة الكثير من الحقوق للجنوبيين عبر اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا2005, وإذا أردنا وحدة السودان فعلي المؤتمر الوطني بذل مزيد من الجهد وتقديم بعض التنازلات التي يمكن ان تساهم في خفض حدة التوتر وخلق مناخ أفضل للحوار, وفي نفس الوقت يجب علينا جميعا كما يجب علي الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني السماح للمواطن الجنوبي ان يختار مصيره بكامل حريته ونتمني ان تكون النتيجة وحدة السودان لكن ان تقوم علي العدل والمساواة. عبدالرحمن السيد يحضر للدراسات العليا في مصر أكد أن القضية خرجت من يد الطرفين الي أيادي اطراف أخري ليس من بداية الفترة الانتقالية ولكن منذ أكثر من15 عاما عندما بدأ الجنوبيون يفكرون في تقرير المصير, وهذا الواقع كان من الممكن قراءته في وقت مبكر للعمل علي تلافي كل ما يمكن ان يرغب الجنوبيون في الانفصال ولكن رأينا فترة انتقالية عمرها ست سنوات كلها شد وجذب ومهاترات بين الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بينما كان علي الطرفين ان يلتزما بما تم الاتفاق عليه بالعمل علي جعل الوحدة جاذبة ولكن لكل طرف أجندته الحزبية الخاصة والآن كأننا نبكي علي اللبن المسكوب. الفاضل أحمد الفاضل بائع متجول سوداني قال نتمني أن يعدي يوم9 يناير القادم بخير وأضاف الحقيقة نحن الشماليين لم نعرف قيمة الجنوبيين إلا في هذا الموقف وأنا ما عارف ماذا سيحدث ولكن اذا انفصل الجنوبيون ستتعمق مشاكل دارفور أكثر لأن الحركة الشعبية ستجعل من قضية دارفور ورقة ضغط علي الشمال نسبة لعلاقات قوية تربطهم بالحركات المسلحة وقال انها لدي أصدقاء هناك في القاهرة من ابناء دارفور منتمون للحركات المسلحة سافروا الي الجنوب أكثر من مرة بمناسبة وساطة الحركة الشعبية.. وحاليا هناك جنوبيون كثيرون يريدون الوحدة وكل من الشعبين عايز وحدة ولكن الناس تؤكد ان النتيجة انفصال كيف لا أعرف.