الساعة الواقفة منتصبة وسط الميدان الشهير تشير عقاربها الملفوفة داخل اطارها الزجاجي المستدير للثامنة مساء, عربة الأتوبيس التابع لهيئة النقل العام شبه خالية من الركاب باستثناء عدة مقاعد مشغولة بالركاب وباقي مقاعد الأتوبيس شبه خاوية من الركاب, أستوقف ركاب الأتوبيس وشد انتباههم فجأة مشهد لرجل وزوجته قابعين بأحد مقاعد الأتوبيس متجاورين متشابكي الأيدي كل فرد منهما يتكئ برأسه فوق كتف الطرف الأخر مستغرقين في نوم عميق في غيبوبة كاملة فاقدي الوعي لايشعران بمايدور حولهما رغم ضجيج آلات تنبيه السيارات الخاصة الملاكي وسارينات سيارت الاسعاف والمطافئ والشرطة المارة بجوار الأتوبيس عجزت آذانهما عن سماع صيحات باعة المحافظ الجلدية والأمشاط وولاعات السجائر وبواكي النعناع الجائلين وسط طرقة الأتوبيس التابع لهيئة النقل العام وبين مقاعد ركابه وكأنهما قد أصيبا بالصمم التام عشرات من الأسئلة الملحة الباحثة عن اجابة شافية لاغموض ولالبس تتصارع متلاعبة بعقول ركاب أتوبيس هيئة النقل العام يحلمون بها صريحة واضحة عن السر الكامن وراء غفلة الرجل الملتحي وزوجته المنتقبة المشتركين في أرتداء نظارتين طبيتين لهما عدسات زجاجية سميكة تكاد تختفي ملامح وجهيهما الغافلة في غيبوبة النوم, أحد ركاب الأتوبيس لعبت الأفكار والظنون بعقله الباطن في أن يجعل من نفسه بروجي أو نوبة صحيان للزوجين الغارقين في غيبوبة النوم العميق حتي لاتفوتهما محطة الوصول الخاصة بهما لكن الخوف من بطش الزوجين واتهامه بالفضول والتدخل في شئون الغير والاخرين جعله يتراجع عن فكرته المجنونة والكلام ينطلق من بين شفتيه الغليظتين متمتما وأنا مالي خليني في حالي باقي ركاب الأتوبيس يواصلون البحث والتنقيب عن السر الغامض وراد, استغراق الزوجين المتجاورين في مقعد الاتوبيس في رحلة النوم العميق البعض يرجح ان أرتفاع درجة حرارة الطقس دفعهما للنوم العميق والبعض الأخر يرجح متاعب الحياة اليومية وأجهادها أدي بهم للأستغراق في غفلة النوم العميق, الأتوبيس وصل لنهاية رحلته وغادره معظم ركابه تاركين الزوجين الغارقين في رحلة السبات العميق.... نادر المغيني القاهرة