أمامي دراسة في كتاب من400 صفحة بعنوان: الإعلام والازمات المعاصرة ولا أدري أو أدري كيف نطقت العنوان بعد قراءته أزمات الإعلام المعاصرة وقد يرجع ذلك فيما يبدو إلي ما يدور الآن في الحواربين الاعلام والناس والحكومة في كل بلاد العالم إلي درجة لا إتهام الاعلام بموجة الارهاب العالمية فحسب بل واعتبار الاعلام في حد ذاته ارهابا!! الكتاب للباحثة الدكتورة هويدا مصطفي وفيه تقول ان الازمات العالمية الجديدة جاءت كنتيجة طبيعية لانتقال مراكز السلطة والنفوذ ومع رغبة هذه المراكز في الاحتفاظ بكل هذه السلطة والسيطرة بمعني ان الاعلام يصاحب السلطة ويدعمها. وكذلك ان الابداع والتطوير والارتقاء بالوسائل المادية ومع ما حققته دول الصف الأول في كل المجالات الزراعة طعام.. الصناعة آلات وسلاح.. ثم الاتصالات وحركتها الاكثر من سريعة.. كل ذلك لم يحقق لها ما يمنع الأزمات.. بل أكثرت من الازمات في كل المجالات أليس في ذلك شيء محير.. مع التقدم والسيطرة أن تزيد الازمات وتأتي بأزمات جديدة لم تكن في الحسبان.. بل اخترع لها بعض المفكرين من التعبيرات العصرية الجديدة مثل: حضارة الازمة أو ازمة الحضارة! ومع التطور الحضاري شعرت بعض الدول واداراتها بأن دورها قد تخلي محليتها وسلطاتها داخل ادارتها وأن تقوع داخل حدود الوطنية وازياد إحساس الكيانات الادارية بأنها جزء من عالم اكبر وأوسع من عالمها الخاص والمحدود.. أليس في ذلك ما يشير إلي أن الازمة هي أزمة عالمية بالدرجة الأولي وأنها أصبحت من الصعب ولا أقول من المستحيل العودة إلي سياسة الباب المقفول أو الشباك المغلق وأن حواجز العزلة والتجهيل أصبحت شيئا غير سهل التحقيق أو التمني. لقد أصبح الآن بالرغم عنا أن يكون للاعلام دور مهم في ادارة الأزمات.. وأصبح علم إدارة الازمات الذي كان يدرس في المراكز الاستراتيجية العسكرية والعلمية والاقتصاد أصبح في متناول المتلقي العادي الذي يجلس امام شاشة تليفزيون. سواء في مقهي أو وهو جالس يشرب الشاي في منزله. تقول الدكتورة هويدا: إن علم ادارة الازمات اعلاميا مازال اتجاها حديثا ولم يشكل تراثا ولا يمكن أن يكون علما قائما بذاته.. وإن دراسة هذا العلم خلال منظور اعلامي قد تشكلت الملامح في إطار التغطية الاخبارية.. خاصة الخاصة بالصبغة السياسية والعسكرية.. وركزت علي أحداث العنف والارهاب والازمات السياسية الداخلية والحروب الأهلية. الملفت للنظر في عمليات التغطية الاخبارية هذه انها تعتمد علي الاسلوب الامريكي في استثمار الادارة الاعلامية لتحقيق التناغم بين الاهداف الاستراتيجية والاهداف السياسية بما يضمن تحقيق التوافق بين مفهوم الأمن القومي والحفاظ علي الحرية المدنية.. المهم كيف يتم ذلك مع الاحتفاظ بحقوق الرأي العام في الحصول علي المعلومات والحقائق الخاصة بها وهذه هي المعادلة.. فكيف يتم تحقيقها! بعد ذلك يأتي العديد من التساؤلات أهمها حول مفاهيم الموضوعية والتوازن ومعايير النزاهة والحياد وكلها عوامل تؤثر علي مصداقية وسائل الاعلام التي أثير حولها نقاش عام عن الممارسات الاعلامية خلال أزمات بعينها.. مثل أزمة الخليج الثانية وأزمة11 سبتمبر وحرب افغانستان ثم حرب العراق.. وكيف اثرت هذه المتغيرات وأحداثها علي طبيعة العمل الاعلامي كشكل! ويجئ سؤال: ما هي مقترحات الصفوة لتطوير الاداء الاعلامي المصري في وقت الأزمات؟ ** تجيب الدراسة في الدراسة وتحدد: تحرير الاعلام حتي يتحقق المناخ الملائم لتحرك الكوادر الاعلامية لتغطية الاحداث بأبعادها المختلفة. * الالتزام بالمصداقية والرغبة في ابراز الحقائق الاهتمام بالتخصص الإعلامي الكوادر الاعلامية لمهامها مع الاهتمام بتطوير الاداء المهني تطوير ادوات الرسالة الاعلامية لتغيير مساراتها حتي يتحقق لها السبق واختراق المجتمعات الاخري. واشارت بعض الآراء إلي الاحتذاء بنموذج اذاعة صوت لندن التي تمتلك موقعا علي شبكة الانترنت يتمتع بدرجة اقبال كبيرة ضرورة اعتماد الاعلام المصري بل والعربي علي ثلاثة عناصر رئيسية تمثل جوهر العمل الاعلامي الناجح وهي العقلانية والحيادية والتوازن. تفعيل الاهتمام بالمراسلين والصورة التليفزيونية تطوير فريق العمل الإخباري في التليفزيون المصري لمتابعة الاحداث علي مدي24 ساعة مع إعطائه مزيدا من الحرية والاستقلالية والمرونة ويجيء سؤال آخر: ما هو الموقف العربي من تعريف الإرهاب؟ الدراسة تجيب: لقد تحدد الموقف العربي من قضية الارهاب في محاولة التفرقة بين مفهوم الارهاب وين المقاومة المشروعة للاحتلال وقد تجد الموقف العربي من الارهاب خلال التحرك علي المستوي الدولي لوضع اتفاقيات تنظم عملية التصدي ومواجهة الارهاب مع الحرص علي وضع مفهوم محدد للارهاب والجريمة الارهابية وقد تمثلت الجهود العربية في مجال تحديد مفهوم الارهاب بعدد من الاتفاقيات مثل الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب واعلان القاهرة لمواجهة الارهاب الصادر عن الندوة الدولية التي عقدت بالقاهرة عام1997 بمشاركة30 دولة واصدرت اعلان القاهرة العالمي لمواجهة الارهاب الذي ادان الارهاب باعتباره فعلا اجراميا غير مشروع ضد الانسان والاستقرار والتنمية يهدد أمن وسلامة وتقدم المجتمعات وأمن وسلامة النظام العالمي وضد رفاهية البشرية ورخائها. سألت صديقا لي يعمل صحفيا.. ما رأيك فيما يحدث في الفضاء واقماره الصناعية الإعلامية: قال الاعلام الحديث نشر الخبر ونشر مصر عددا من الشتائم والالفاظ البذيئة بدءا من مباريات كرة القدم وإذاعات بعض جلسات المجالس النيابية.. بل وبعض المسرحيات.. لقد دخلت اللغة القبيحة في مجالات التأليف.. واسأله وهل هذا بسبب الفضائيات أم بسبب ما يحمله المجتمع اليوم وكتابه اليوم الذي يلتقطون لغة الشارع الذي لم يعد يعرف الكلمات المؤدبة طيب واذاعة الاخبار غير الصحيحة! لقد علمونا في اللغة العربية أن الخبر هو ما يقبل الصدق والكذب.. واليوم الاخبار المغرضة والكاذبة عادة اعلامية مستحدثة يجب التصدي لها.. كيف؟.. اغلق التليفزيون في لحظتها وقاطع المحطة بمفردك.