كشف علي مهدي نائب رئيس الهيئة الدولية للمسرح مقرها باريس وصاحب مبادرة المسرح في مناطق الصراع عن ان هناك مشروعات مع شركاء أخرين قيد الدراسة لطرح مشروع المسرح في مناطق الصراع كواحدة من وسائل تخفيف النزاع القادم حول المياه او كما يطلق عليها حرب المياه. وقال مهدي ل الاهرام المسائي ان المشروع سيتضمن عروضا مسرحية وورشا متخصصة لتدريب كوادر فنية لدراسة المخاطر تلك وتبعياتها. وقال نحن نقدم بذلك اوراقا لاهمية المرحلة القادمة باعتبار ان منطقة حوض النيل هي مصدر رئيسي للحياة تقوم عليه عوامل وعناصر الترفيه والتقدم حيث نشأت علي صفتي النيل حضارات قديمة وتبدو الآن مدنية جديدة والفضل في ذلك للمياه وقال الآن تتداول الأخبار بان هناك مطالبات جديدة باعادة النظر في الاتفاقيات السابقة وهذا قد يحدث شقة للجميع من اصحاب المنابع والمصبات وحتي المجاورين لهم ولذلك نعتقد ان الفن المسرحي يستطيع ان يلعب دورا مهما جدا في بسط مفاهيم تساهم في التعايش والاستفادة من هذه المصادر للجميع وذلك ليست باقامة المهرجانات ولكن باستخدام المسرح كما فعلنا في حالات الصراع او كما يحدث من مبادرتنا بان نذهب الي كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكتسان او لحل الصراعات الموروثة. وحول دورهم كمبدعين تجاه مشاكل الدول الحالية قال مهدي الوضع في السودان الآن بالغ التعقيد ويعد مرحلة فاصلة قد تترتب عليها نتائج ستؤثر علي مستقبل الوطن ولذلك سعينا سعي كل مبدع وطني مخلص عبر مختلف وسائط الابداع علي تعلية قيم التعدد والتنوع في الثقافات وقال ان ادارة هذا التنوع هي أكثر تجلي للمشاركة في الشأن السياسي ولذلك المبدع السوداني ساهم بشكل واضح في ان يضع هذا الوطن بتنوعه اثنيا ودينيا وثقافيا أمة واحدة تتجدد فيها كل فترة حالات الاذرهار, وتعاني ايضا بعض الوقت مما يمكن ان نسميه بتحفظ من حالات الازدهار نتيجة لاخفاقات السياسة والسياسات لتدخل الآن في هذا التنازع وهذا الصراع الخفي والمعلن حول الارادة السياسية وينخفض صوت المبدع كمبشر وكصاحب ضوء, وعندما تغيب حالة الاستنارة تظهر هذه الحالة التي نعيشها بما فيها من توتر وقلق وخيالات كما هو متوقع بعد التاسع من يناير القادم وتجد نفسك تفكر في تأجيل كل شيء الي ما بعد هذا التاريخ. وقال لكن الانسان السوداني من واقع معايشتنا يدرك قيم الوحدة وأهميتها ويفهم ما يمكن ان تتسبب فيه النتائج التي تفضي الي انفصال الجنوب, ويظل رهاننا قائما علي ان تذهب اصوات المشاركة في الاستفتاء لتقرير مصير السودان علي أرض نتعايش فيها تحت ظل حوار حر وديمقراطي. وحول دارفور قال علي مهدي نحن قدمنا في دارفور الكثير نقدم العروض ونأسس لمنهج يؤكد علي استخدام الفنون كواحدة من انجح الوسائل لتعزيز السلام والحوار الوطني. وقال ان الحوار الذي يدور بين اهل دارفور اذا صدقت النوايا وخلصت واتيحت لاهل دارفور الفرص الممكنة والمطلوبة للمشاركة في الحوار ولتدارس الازمة ومعطياتها وما افضت إليه من نتائج سالبة علي حياة الناس وأهلنا في دارفور هم الذين يواجهون هذه المعاناة اليومية علي وجه الخصوص النساء والأطفال خاصة ان الصراع يفجر كل يوم انقسامات لتظهر فصائل اصغر واصغر لتكون ضحاياه هذه الفئة المسكينة الذين لم يختاروا هذا الوضع. وأشار إلي انه لابد من الاستماع لاصوات المتضررين من ابناء الاقليم الذين تضرروا وتأثروا وفقدوا القرية والتعليم والماء النظيف وبوجه عام فقدوا الحياة نفسها. وقال مهدي: نحن نعمل منذ عام2004 داخل مدن دارفور وداخل المعسكرات واصبحنا اقرب إلي المشهد وهذا ما دعاني إلي المطالبة بالاستماع إلي أهلنا المتضررين. وقال مهدي ردا علي سؤال عن اسهامه بقدر كبير علي كل المستويات وطنيا واقليميا ودوليا من خلال مبادرة المسرح في مناطق الصراع وهي المبادرة التي اعتبرتها اليونسكو نموذجا للتطبيقات العملية لمفهوم ثقافة السلام ماذا فعلت في السودان؟ قال نحن عملنا في مدينة ملكال ونفذنا برنامجا اسعافيا لمساعدة الاطفال المجندين للقتال مرات نعلم ما يعانية الاطفال ساعة إلتحاقهم بالفرق المتصارعة وكنت استهدف اعادة اندماج هؤلاء الاطفال المجندين السابقين في المجتمعات المدنية وكان المنهج هو استخدام الفنون الشعبية والغناء والرقص والموسيقي والحكايات ولاحظت ان هؤلاء الشباب يكونون اكثر قربا من بعضهم البعض ساعة البروفات والعروض واكتشفت إلي حد كبير المواهب الكامنة والقدرات التي ضاعت لحظات الاستخدام لهم من اطراف النزاع ومن هنا جاءت فكرة مسرح بين الحدود باعتبار ان لكل انسان واع ومدرك لقدراته حدودا تفصله عن الآخر وحدود تتمظهر في السلوك والشكل والمعتقدات والانتماء القبلي واللغة وممكن ان تتصور هذه الحدود ابعد من ذلك بين القبائل او الدول ولذلك دائما ما تسمع عن دول متصارعة اعلنت اغلاق الحدود ومشروعنا نحن هو فتح الحدود وتكسير الحواجز وفي إطار تعاون مع المسرحيين الالمان تم تطوير المشروع ليصبح باسمه العالمي المعترف به الآن والمسرح في مناطق الصراع هو مسرح يستهدف اشاعة حالة من المؤانسة بين الناس ساعات الازمات يتكئ علي التراث ليبحث عن صيغة مغايرة عن المسرح التقليدي. وقال مهدي نحن نستخدم الاحتفالية كاطار لعروضنا الجماهيرية التي ننظمها في المدن والقري ومعسكرات النازحين والسجون ومع الشباب والطلاب وهذه العروض تقام في فضاء مفتوح وفي شكل دائرة. وأشار إلي ان العروض ايضا تطرح قضايا مفتوحة ليشارك المتفرج في إعادة صياغتها في الواقع ولا تقدم حلولا وما نراه مشروعا او مقترحات للحلول تتيح للمتفرج الذي نذهب اليه خاصة في معسكرات النازحين ومنهم عدد كبير من الاطفال والنساء نسألهم ابداء الاقتراحات وأنا ازعم انني بشكل او بآخر ان ذلك يجعل هؤلاء يستعيدون حاجة من الثبات واعادة بناء القدرات وفي مناطق الصراع لكل تلك قدرته علي التعليم والمشاركة في صناعة الطرح نفسه ونحن ننظم في إطار هذه العروض ورش عمل مصاحبةلتدريب الشباب والمواطن علي أهمية استخدام الفنون في مجالات التوعية والتبشير بالسلام والتعايش. وقال لقد سبق ان طبقنا مشروعنا من خلال نماذج مماثلة في امريكا اللاتينية وآسيا حيث نظمنا ورش عمل في هذا الشأن في بنجلاديش وفي قصر العدل نفسه في لاهاي بهولندا لمجموعة من الشباب الافريقي والاوروبي وقصدنا منه إدراك حالة من الوعي التام بدور الفن والفنان في التأسيس لمستقبل قائم علي العدل والحرية والديمقراطية والمساواة.