حجز محاكمة هدير عبدالرازق وطليقها أوتاكا بتهمة بث فيديوهات خادشة ل26 يناير للحكم    ماذا بعد انضمام أوكرانيا لتدريبات الدفاع الجماعي في الناتو؟    رئيس جامعة المنوفية يتفقد امتحانات كلية الحاسبات والمعلومات    محافظ مطروح يهنئ الرئيس السيسى بحلول العام الميلادى الجديد    «إكسترا نيوز»: الشركات القومية أساس نجاح سوق اليوم الواحد وخفض الأسعار    مصر تفوز بعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية 2026/2027    "الوزير" يلتقي وزراء الاقتصاد والمالية والصناعة والزراعة والمياه والصيد البحري والتربية الحيوانية والتجارة والسياحة في جيبوتي    مدبولي يُتابع إجراءات رفع كفاءة أداء الهيئات الاقتصادية    الاحتلال ينفذ عمليات نسف للمباني شرق خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة    زيلينسكي: خطة السلام تضع تصورًا لضمانات أمنية أمريكية لمدة 15 عامًا    مظاهرة حاشدة في مقديشيو تنديدا باعتراف الاحتلال الإسرائيلي بأرض الصومال    صحة غزة: وفاة رضيع نتيجة البرد الشديد ليرتفع عدد شهداء المنخفض الجوي ل3    أمم أفريقيا 2025.. ترتيب مجموعة مصر قبل الجولة الأخيرة لدور المجموعات    ذا بيست - دبي تستضيف حفل جوائز الأفضل في 2026    أحمد سليمان يرد على عبد الرؤوف: لماذا لم تتحدث عن الجفالي ومعالي مثل بنتايك    جيلبرتو يشيد بحسام حسن وصلاح قبل مواجهة أنجولا    طاهر أبوزيد: مكاسب حسام حسن مع المنتخب إنجاز رغم الظروف.. والمرحلة المقبلة أصعب    وزير الخارجية يهنئ رئيس الجمهورية بمناسبة العام الميلادي الجديد    غدا.. إجراء امتحان عملي في البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب أولى ثانوي    إحالة ربة منزل للمفتي بعد قتلها زوجها وابن شقيقه في كفر شكر    إنتصار بين التشويق والكوميديا والدراما الشعبية في موسم رمضان 2026    إطلاق وتنفيذ أكثر من 20 مبادرة ثقافية ومجتمعية لدعم القراءة وبناء الوعي    "دورة محمد جبريل".. الثقافة تكشف تفاصيل مؤتمر أدباء مصر في العريش    15 نصًا في القائمة الطويلة لمسابقة التأليف بمهرجان مسرح الجنوب    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتعزيز منظومة الصحة والأمن الدوائي في أفريقيا (صور)    عراقيل إسرائيل أمام الانتقال للمرحلة الثانية    محافظ الإسكندرية يوجه برفع درجة الاستعدادات للتعامل مع موجة الطقس غير المستقر    انتشال جثتين من ضحايا حادث غرق 3 أشخاص بترعة المريوطية فى البدرشين    التحقيقات تكشف مفاجآت في واقعة الهروب الجماعي من مصحة الجيزة    ضبط متهم بالتحرش بالطالبات بعد تداول منشور على مواقع التواصل    ضبط 7 رجال و4 سيدات لاستغلالهم 19 طفلا في التسول بالقاهرة    وزارة التضامن الاجتماعى تقر تعديل قيد جمعيتين في محافظتي القليوبية وكفر الشيخ    وزير العمل يفتتح المقر الجديد للنقابة العامة للعاملين بالنقل البري    قرار وزاري لتنظيم ترخيص عمل الأجانب في مصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    محافظ قنا ينعى المستشارة سهام صبري رئيس لجنة انتخابية توفيت في حادث سير    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتعزيز منظومة الصحة والأمن الدوائي في إفريقيا    مديرية الصحة فى كفر الشيخ تُصدر نشرة توعية بطرق الوقاية من الأنفلونزا    برودة وصقيع.. تفاصيل طقس الأقصر اليوم    من المسرح القومي.. خالد محروس يعيد حكاية صلاح جاهين للأجيال الجديدة    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    كمبوديا تؤكد التزامها بالسلام بعد وقف إطلاق النار مع تايلاند    مناورات صينية واسعة تطوّق تايوان    وزير التموين ومحافظ الجيزة يفتتحان سوق اليوم الواحد فى شارع فيصل.. صور    أشرف صبحي يناقش ربط الاتحادات إلكترونيا وتعزيز الحوكمة الرياضية    قطرات الأنف.. كيف يؤثر الاستخدام المتكرر على التنفس الطبيعي    طبيب روسي يحذر: انخفاض ضغط الدم خطر بعد التعافي من الإنفلونزا    متحدث الوزراء: الحكومة تحاول تقديم أفضل الخدمات لمحدودي ومتوسطي الدخل وفق الموارد المتاحة    حمو بيكا ينعي دقدق وتصدر اسمه تريند جوجل... الوسط الفني في صدمة وحزن    وائل جسار وهاني شاكر يشعلان أبوظبي بليلة طربية نادرة في يناير    مباحث العبور تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حريق مخزن كراتين البيض    بشير التابعى: توروب لا يمتلك فكرا تدريبيا واضحا    يحيى حسن: التحولات البسيطة تفكك ألغاز التاريخ بين الواقع والافتراض    ما هو فضل الدعاء وقت الفجر؟    لا رب لهذه الأسرة    الأزهر للفتوي: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل ممارسات تخالف صحيح الدين    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة في صورة بطاطين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم فى سوهاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الضربة الجوية الأولي فتحت أبواب النصر

نجاح الضربة الجوية لم يكن محض مصادفة أو مجرد توفيق لانها مفتاح النصر لكنه سبق للضربة اعداد مكثف طوال ثلاث سنوات عاشها القادة والرجال في المطارات يتدربون ليل نهار المهمة كانت شاقة شبه مستحيلة نحو‏220‏ طائرة تعبر القناة من سبعة مطارات
في‏,‏ وقت واحد لا مجال للخطأ كل ثانية محسوبة الرجال علي أهبة الاستعداد هذه المرة كان الطيران فوق سطح الارض بهذه الكلمات بدأ اللواء صلاح المناوي حواره مع الاهرام المسائي قائلا إن الخطورة الكاملة في هذا النوع من الطيران وبهذا الشكل المكثف كانت تحتاج قبل الرجال قادة من نوع خاص‏.‏

اللواء صلاح المناوي‏:‏
أدخلنا تعديلات كبري علي ما نملك من طائرات
لتناسب أجواء المعركة علي الطائرات الحديثة
مبارك تحدي العالم كله ودخل المعركة بطائرات قديمة
وقال كان الرئيس حسني مبارك أصغر من تولي قيادة سلاح الجو المصري طوال تاريخه وتمت ترقيته إلي رتبة لواء حتي يتسني له القيادة كان ذلك في نهاية عام‏1970‏ جاء الرئيس إلي سلاح الجو وكان الطيران المصري ممزقا نفسيا وبشريا ومهزوما علي مستوي الطائرة والطيار مهزلة الطيران في‏67‏ تطلبت عرقا وجهدا وعملا متواصلا‏..‏ كان الرئيس لا يغادر المعسكر والقيادة يطير مع الأسراب ويوجه الطيارين جميعا كانوا يدينون له بالولاء فكلهم تخرجوا من تحت يديه يوم ان كان مدرسا ثم مديرا ومدرسا في الكلية الجوية‏.‏
عرف الرئيس قرار الحرب بالساعة والثانية قبلها بأسبوع واستطاع بهدوء اعصابه ان يضع السر في مكان خفي بجوار القلب حتي اخبر به رئيس عمليات سلاح الجو اللواء صلاح المناوي قبل السبت الحاسم بيوم واحد‏.‏
في الحادية عشرة من صباح يوم السبت‏6‏ اكتوبر دخل حسني مبارك غرفة عمليات وعلي يمينه اللواء المناوي وعن يساره اللواء نبيل المسيري رئيس الاركان‏..‏ لم يغادروها حتي كانت الضربة الجوية يتحدث عنها العالم كله‏.‏ تفاصيل الضربة الجوية والتشكيلات التي انجزتها‏..‏ والساعات العصيبة داخل غرفة القيادة نقل سلاح الجو خانة اليأس إلي مربع النصر‏...‏ كلها تفاصيل عديدة ومثيرة يرويها اللواء صلاح المناوي رئيس عمليات سلاح الجو أثناء حرب أكتوبر‏73‏ حول التحدي الحقيقي الذي واجه القوات الجوية لتحقيق النصر قال اللواء صلاح المناوي كان كل اعتمادنا في الإنذار علي رادارات الدفاع الجوي‏,‏ ومن المعروف ان طيران العدو في ضربته كان يطير علي ارتفاعات منخفضة جدا وكانت قدرات الكشف الراداري المصري لا تزيد علي‏30‏ كيلو مترا علي مسافة من تمركز الرادار‏,‏ في حين ان الطائرات المعادية كانت تطير بمسافة قريبة ومنخفضة فتم تدريب الطيارين علي الارتفاع المنخفض جدا في تشكيلات كبيرة لا يفصل بينها وبين سطح الأرض الا مسافة متر واحد أو متر ونصف المتر خلال الرحلة كلها التي تستغرق‏15‏ دقيقة‏21‏ دقيقة بالنسبة لأبعد مطار مصري عن القناة وبسرعة شديدة جدا وبعد توجيه الضربة الأولي المركزة استلمنا برقيات من القوات البرية تقول بأنهم ظنوا طائراتنا سوف تصطدم بالساتر الترابي أثناء طيرانها من شدة قربها من الأرض‏.‏
حول الدروس المستفادة من حرب الاستنزاف علي مستوي القوات الجوية والتي تمت الاستفادة منها في حرب اكتوبر؟
اللواء المناوي‏:‏ كنا كلما جهزنا طلعة لمهاجمة العدو وخطوطه فوجئنا باستقبال طائرات العدو لنا علي الفور فذهبنا إلي الدفاع الجوي لاستطلاع كيفية تقييد النيران الصديقة نيران الدفاع الجوي المصري اثناء إقلاع طائراتنا فاتضح لنا أن وحدات من الدفاع الجوي الرابضة علي القناة مباشرة كانت تتبادل الكلمة الشفرية عبر اللاسلكي قبل اقلاع طائراتنا فكان العدو يستقبلها ويعرف اننا في الطريق اليه فنجده في انتظارنا فان القرار الغاء الاتصال باللاسلكي بين وحدات الدفاع الجوي تجنبا لالتقاط العدو للاشارات
حول تصرفات الرئيس مبارك خلال هذه الفترة قال اللواء المناوي‏:‏ الرئيس مبارك قائد ملتزم جدا وكما قلت كان لا يذهب لاسرته وبيته الا ساعة واحدة في اليوم وكنا إلي جواره باستمرار كلما عن له شي استدعانا وتناقشنا فيه‏,‏ وأذكر أني ذهبت إلي بيتي مرة فاتصل بي تليفونيا وفي منتصف الليل واستدعاني علي الفور وكلفني بمهمة استغرقت حتي منتصف ليل اليوم التالي‏.‏
حول الخطة الموكلة للقوات الجوية من البداية قال اللواء المناوي من المؤكد انها تضمنت الضربة الجوية خلال ابرار قوات صاعقة ومظلات مقاتلة خلف خطوط العدو لمنعه من التدخل المباشر لتعويق العبور تعويق تقدم العدو ومنع احتياطاته من تقديم المساعدة لقواته‏,‏ وهذه القوات قمنا بإنزالها علي نقاط الطرق المتحكمة داخل سيناء وليس في كل سيناء‏.‏
كما أن العدو شعر به بكل تأكيد لأننا نفذنا بعد نجاح الضربة الأولي مباشرة وكنا من قبل قد قمنا بعمل استطلاع وتصوير جوي لكل سيناء بناء علي طلب القوات البرية وهذه مهمة من مهام القوات الجوية اضافة إلي صد هجوم العدو الجوي من اليوم الثاني للقتال‏.‏
حول التعديلات التي أدخلناها علي الطائرات الروسية قبل اكتوبر قال اللواء المناوي‏:‏ علي سبيل المثال طائرات الميج‏21‏ كانت مسلحة بالقنابل والصواريخ وأثناء المعركة الجوية يقوم الطيار بحركات عنيفة جدا لأخذ وضع الهجوم أو صد الهجوم المضاد أو الهرب والصواريخ داخل الميج‏21‏ لا تتحمل الجاذبية الأرضية إلا بمعدل مرة ونصف إلي مرتين فحسب بمعني ان الطيار وهو يقوم بالحركة العنيفة لا يستطيع إطلاق صواريخ طائرته وإذا أطلقها وقع علي الأرض مثل الطوبة بلا معني ولا هدف‏,‏ وعليه فلابد من الاشتراك في المعركة الجوية بالمدفع فقط وهذا يحتاج لجهد خارق من الطيار في حين ان العدو قادر علي اطلاق صواريخ لأنها تتحمل‏3‏ 4‏ ضعف الجاذبية الأرضية‏,‏ وهذا يعني ان السلاح الأساسي في المعركة الجوية وهو الصاروخ القادر علي التدمير كنا نعجز عن استخدامه ونستبدله بمدافع الطائرات وكانت الطائرات الميج‏21‏ الروسية الصنع مقاتلة ليلية في بعضها لا تحمل المدافع فاضطررنا لتطويرها واستخدامها كمقاتلة نهارية أيضا‏,‏ ومع
هذا ورغم ان ظروف الاشتباك الجوي ليست في صالحنا فقد استطعنا تحييد القوات الجوية الإسرائيلية‏.‏
وأذكر مثلا ان الأوامر كانت لدينا أثناء حرب الاستنزاف بالاشتباك مع العدو الجوي كلما هاجمنا رغم ان طائراتنا وطيارينا كانوا موضع تدريب شاق وظروفنا لم تكن تسمح بالاشتباك مع العدو وتشتيت جهود طائراتنا وطيارينا الذين هم علي موعد مع المعركة الفاصلة‏,‏ وكان الضغط شديدا علينا ولهذا خاطبت الرئيس مبارك الذي تدخل لدي الرئيس عبدالناصر وقال له إنه من غير المقبول اشتراك طائراتنا في كل هجمات العدو الجوي لأن معني هذا استنزاف طيارينا وتشتيت جهودهم والتأثير سلبا علي برامج التدريب وهذا هو هدف العدو‏,‏ واذكر واقعة جوية في الزعفران كدت أقدم للمحاكمة فيها بسبب تقاعسي عن مواجهة طائرات العدو والتصدي لها بناء علي أمر عبدالناصر لولا تدخل الرئيس مبارك وشرحه لخطورة كل تدخل من جانبنا علي قواتنا الجوية في وقت نحتاج فيه إلي كل حبة عرق وهذه المهمة إلي حد ما توكل إلي قوات دفاعنا الجوي‏.‏
حول المطارات التي ضربت في الضربة الجوية الأولي قال اللواء المناوي‏:‏ المطارات الثلاثة الموجودة داخل سيناء وهي العريش والمليز ورأس نصراني وكان الهدف ضرب المطارات والممرات أساسا بقنبلة الممرات المصرية التي توصل مهندسونا إلي تصنيعها اضافة إلي ذلك ضرب جميع قواعد صواريخ الدفاع الجوي للعدو طالما كانت في مدي طائراتنا‏,‏ وكانت عبارة عن ست قواعد صواريخ تدافع عن مواقعه الاستراتيجية المهمة وقواته الكبيرة كما هو الحال في منطقة أم خشيب وكانت هذه القواعد متحركة وليست ثابتة والصواريخ الموجودة فيها من طراز توما هوك من مهام الضربة الجوية كذلك ضرب جميع مراكز العدو وكان لديه بالفعل مركز خطر للاعاقة في منطقة القسيمة وأم خشيب وكانت تشوش علي رادارات الدفاع الجوي المصري وتتبع جميع الموجات التي تتعامل عليها قواتنا بحيث نفقد نحن السيطرة علي قواتنا ونفشل في التحكم فيها ونعجز في معرفة اخبارها وهذا هدف العدو‏.‏
ومن أهداف الضربة الجوية المركزة ايضا ضرب القوات المتمركزة للعدو بكميات كبيرة من العتاد والسلاح لمنع العدو من تعويق عبور قواتنا البرية للقناة‏.‏
حول آلية تنفيذ الضربة الجوية قال اللواء صلاح المناوي‏:‏ اولا كل مجموعة من الطائرات كان لها هدف محدد ولها منطقة اقلاع مختلفة تبعد أو تقرب من القناة والمهم ان تعبر جميع الطائرات فوق القناة في وقت واحد حتي لا نعطي العدو فرصة للإنذار أو الإستعداد ولو بدقيقة واحدة‏.‏
حول كيفية قياس المسافة الزمنية بين الضربة الجوية والعبور قال قيست علي اساس ان طائراتنا في وقت عبورها للقناة يتم فتح‏2000‏ مدفع لتوجيه نيرانها علي شرق القناة وخطوط العدو في اللحظة نفسها باستثناء مناطق حددناها وكانت قليلة تأجل فيها فتح مدفعية النيران حتي تعود طائراتنا المهاجمة للعدو في عمق سيناء فلا تتعرض لأذي وكانت المسافة الزمنية بين الضربة الجوية وإطلاق نيران‏2000‏ مدفع في توقيت واحد عبارة عن دقيقتين فقط وهذا يعني ان طائراتنا ستكون بعيدة عن مدي نيران مدفعيتنا بمسافة‏30‏ كيلو مترا‏,‏ فلن ينالها أذي فتقوم المدفعية بالضرب في حين ان هناك طائراتنا تهاجم في عمق سيناء وستعود من مسالك معينة لا تعمل فيها المدفعية‏.‏
حول دور القوات الجوية في خطة الخداع قال أهم شيء ان قائد القوات الجوية وهو الرئيس مبارك قد أعطي أوامره لتجهيز طائرة خاصة للسفر إلي ليبيا في يوم الحرب ومعه بعض قادة القوات الجوية وتم الإبلاغ والإعلان الرسمي عن ذلك السفر وان يكون السفر من مطار الماظة ثم لم يذهب القائد إلي غرفة العمليات إلا قبل الحرب بفترة قصيرة ثم تحسبنا لخطر إبلاغ قادة التشكيلات بموعد الحرب عن طريق الاتصالات التليفونية أو اللاسلكية خشية التنصت عليها ولو بنسبة واحد في المليون ولهذا علم قادة التشكيلات بنبأ الحرب قبلها بيوم أي يوم الجمعة‏5‏ أكتوبر في حين تم التنبيه عليهم بعدم إبلاغ الطيارين وغيرهم إلا قبل ساعة الصفر بساعتين فقط وكل هذا يدخل في عملية التمويه وخطة الخداع التي سبقت تنفيذ الضربة‏.‏

اللواء علي حفظي‏:‏
حرب الاستنزاف أكدت لنا أن
ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة
تحدث عن حرب الاستنزاف باعتبارها التجربة التي منحت للجيش قوته وقال لو كانت اسرائيل تعلم ان تلك الحرب هي العنصر الرئيسي في انتصار اكتوبر خاصة انه تم فيها الاحتكاك المباشر بالعدو ومعرفتهم لم تكن تفكر في عملها‏.‏
سألت اللواء علي حفظي ماذا فعلتم في حرب الاستنزاف ؟
عملنا كل ما قد تتصور ان حرب‏67‏ كانت بمثابة احباط للجندي مما جعل بداخله رغبة ملحة للحرب وكنا متأكدين أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
‏*‏ كثر الجدل حول قدرة مصر علي خوض الحرب فماذا كنت تتوقع؟
‏**‏ كنت انا وجميع الجنود نتوقع قدوم الحرب بصرف النظر عن معاهدات السلام لذلك كان هناك تدريب عملي مستمر ليل نهار لاقتحام موانع بارليف‏.‏
‏*‏ واين دور المهندسين؟
المهندسون كانوا يقومون بعمل إغارات علي العدو لمعرفة مكونات الساتر الترابي والحصول علي بعض العينات من الالغام والتربة الموجودة في خلال تلك الفترة وعملنا نماذج علي أساسها لخط بارليف حتي يتم تدريب الجنود عليه في جميع الأوقات وعلي جميع المستويات‏.‏
‏*‏ هل كان التدريب علي مانع صناعي ضروريا؟
نعم فقد كان نوعا من اعطاء الثقة بالنفس عند الجنود فإن المهندسين كانوا يتسللون داخل عمق العدو للحصول علي معلومات كافية نتيجة لتدريبهم وتم اختيار وسائل ثابتة وعرفنا نوعية الالغام والاسلاك الشائكة‏.‏
‏*‏ وما مدي ما توصلتم اليه من معلومات؟
‏**‏ في بعض المناطق كنا نعرف جميع محتويات كل نقطة عند العدومن التصوير الجوي والتسللات التي ينفذها المهندسون ومعرفة خطوط النابالم التي أنشأها العدو علي القناة بهدف اشعال ومنع أي عبور للقناة موضحا انه تمت معاينة خط بارليف بالكامل ومعرفة تفاصيله وكانت احدي الخطوات الاولي هي تدمير هذا الخط الذي لم ينجح العدو في استخدامه
الم يكن من الصعب ان يقوم المهندسون بعمليات فدائية؟
‏**‏ المهندسون كانت لهم خطة محددة والتسلل كان يتم بعد تدريب جيد للافراد ولم يحدث ان استشهد أي مهندس خلال عمليات التسلل وهو ما اعطي لجميع المهندسين الثقة لفتح الثغرات باسلوب منظم مما عاد بالايجاب علي حرب‏73.‏
ذكرت حرب‏73‏ ودوركم الايجابي‏..‏ اذكر لي مثالا؟
اعادة كفاءة الصواريخ التي يتم ضربها حتي يفاجأ العدو ان القاعدة التي دمرها امس اصبحت تعمل وتشن الهجوم عليه كما ان افراد ازالة القنابل تحملوا عبئا كبيرا خلال التحضير حيث كانوا يكتشفون القنابل ويوقفون مفعولها باختلاف انواعها العنقودية والزمنية وكان ذلك بمثابة تطعيم جيد ضد المعركة وجعلهم يبتكرون وسائل بسيطة لتأمين انفسهم وزملائهم من تلك المتفجرات‏.‏
‏*‏ حدثني عن موقف لا تنساه؟
دخلنا معركة مع العدو في‏67‏ في جبل لبن وتلك كانت المعركة الوحيدة والتي صمد فيها اللواء‏14‏ مدرع علي الطريق الاوسط وهذه الوحدة هي الوحيدة التي اتيح لها القتال وقمنا بصد العدو ولم يخترق دفاعات اللواء واستمرت‏24‏ ساعة وخسر العدو فيها نحو‏12‏ دبابة رغم تفوقه جويا‏.‏
‏*‏ وماذا عن الروح المعنوية بعد الانتصار في أي اشتباك‏.‏
الجندي المصري كان محبطا لانه لم تتح له الفرصة لمقاتلة العدو لذلك كان يحتاج إلي دفعة معنوية وهو ما كانت توفره الاشتباكات خاصة بعد معركة رأس العش في‏14‏ و‏15‏ اكتوبر أو حرب الطيران والتي اعطت ثقة للجندي المصري‏.‏
‏*‏ يقولون ان الحرب تجعل الجندي ينسي المشاعر فما رأيك؟
‏**‏ كان فيه التحام كامل بين الجندي والقائد لم يحدث من قبل بالاضافة إلي الاحساس الكلي بمشكلات الافراد مما جعل الجنود في حالة استعداد كامل لساعة الصفر ومتشوقين اليها بالاضافة إلي التدريب حيث كنت اتولي تدريب سرية علي عبور قناة السويس وخط بارليف‏.‏

قناص الجيش الثالث‏:‏
شارون أفلت من يدي وكنت أتمني أن أراه مرة أخري
قناص الجيش الثالث صعيدي بدرجة بطل محارب خاض اثناء حرب اكتوبر اكثر من‏33‏ معركة استطاع قتل‏16‏ شخصا وأصاب اكثر من‏31‏ شخصا من القوات الاسرائيلية خلال ايام معدودة‏.‏
تندم لعدم قتل شارون عندما راه اثناء الحرب استطاع ان يأخذ بثاره بعد دقائق ضد هجوم‏3‏ دبابات بمفرده هذا ملخص ذكرياته‏.‏
‏*‏ انه رقيب اول مجند عبدالرازق نصر الدين ابن محافظة قنا‏,‏ حيث قال اثناء حرب كنت قائد فصيلة وعلي الرغم من كوني رقيبا أول الا انه كنت لدينا مساحة من الحرية في التصرف حسب الموقف الذي نواجهه وبفضل الله كنا دائا ما نوفق للقرار السليم في تصرفاتنا‏.‏
‏*‏ عن شروط القناص الجيد يقول عبدالرازق إنه يجب أن يتمتع القناص بلياقة بدنية عالية ونظر ثاقب وسرعة البديهة وخفة الحركة‏.‏
‏*‏ يقول عبدالرازق انه العديد من المواقف التي لا تنسي من حرب اكتوبر أحدها مع ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اثناء الحرب‏,‏ حيث يقول انه كان في أحد الايام تحتل الفصيلة موقعا متقدما علي قمة التبة بسيناء والقوات الاسرائيلية علي مسافة‏130‏ مترا وكانت القوات المصرية وجها لوجه مع القوات الاسرائيلية علي التبة؟ وفكرت القوات الاسرائيلية في زرع الالغام في منتصف التبة لمنع القوات المصرية من التقدم وبعد صلاة الفجر فوجئنا بتحركات للقوات الاسرائيلية ووصول‏3‏ عربات من طراز‏116‏ إم امريكية الصنع للقوات الاسرائيلية وعلي كل عربة مدفع نصف بوصة وأصبح لديهم‏8‏ مدافع نصف بوصة وهو ما يفوق تسليح فصيلتنا بمراحل ولكننا كنا نملك شيئا نمتاز به عنهم وهو قوة وعزيمة وايمان بالله‏,‏ وفي تلك الاثناء شاهدت قائدا يتحرك في غطرسة وغرور بين الجنود الاسرائيليين عرفت فيما بعد انه شارون وخلفه ضباط وكلهم أصبحوا تحت سيطرتي وفي مرمي النيران للبندقية‏,‏ وكنت استطيع اصابة أي فرد فيهم بسهولة لانني كنت استطيع اصابة أي هدف علي مسافة‏300‏ متر والمسافة بيني وبينهم‏65‏ مترا فقط‏,‏ واتخذت موقف التصويب وأنتظرت الاوامر من القائد للتنفيذ ولكنه أبلغني بصدور قرار بوقف اطلاق النار‏,‏ تحاولت ان اثنيه‏,‏ واخبرته بانهم لن يلتزموا به ولكنه طلب مني الامتثال للاوامر‏,‏ وعندما نزلت من موقعي وصعدت بعد فترة وجدتهم يتحركون وقاموا باطلاق نار نحونا‏,‏ فتبادلنا اطلاق النار معهم ولكن شارون وباقي الضباط اختفوا من ساحة المعركة واستطعت قتل‏7‏ اشخاص واصابة‏8‏ آخرين وعندما أردوا انتشال الجثث واسعاف المصابين قاموا بعمل ساتر عن طريق عربات‏116‏ إم‏.‏ لكن من خلال الفراغات الموجودة بين العربات عند محاولتهم انتشال أي شخص او جريح كات أصوب عليهم طلقاتي وظلوا لمدة‏48‏ ساعة غير قادرين علي انتشال الجثث أو الجرحي وكان ذلك اكثر ما يذلهم لانهم يرفضوا ان يتركوا قتلهم أو مصابيهم في ارض المعركة‏.‏
‏*‏ عن شعوره الان قال عبدالرازق انه يشعر بشدة الندم لعدم قتله شارون وخاصة بعد افعاله واعماله تجاه الفلسطينيين والعرب فيما بعد قائلا‏:‏ تمنيت ان اراها مرة أخري لانني كنت سوف اقتله ولن اتركه يعيش لحظة واحدة بعدها‏.‏
‏*‏ يضيف قناص الجيش الثالث اننا خوضنا المعركة بكل فخر واعتزاز وكلنا أمل في النصر أو الشهادة ويروي موقفا آخر فقال انه اثناء سيره علي خط السما أي علي اعلي نقطة مكشوفة للعدو في طريق عودتي من مدينة السويس التي كانت تبعد لمسافة‏24‏ كيلو مترا بحثا عن طعام دون جدوي‏,‏ قبل وصولي إلي موقعي قام احد الجنود الاسرائيليين من خط المواجهة باطلاق النار علي لكن الطلقات مرت اسفل يدي مباشرة ورقدت علي الارض بسرعة وزحفت علي الارض وحضرت بندقيتي بسرعة وصعدت مرة أخري واطلقت عليه النار فقتلته‏,‏ فانا صعيدي ولا يمكن ان اترك ثأري ابدا‏.‏
ذكريات وبطولات قناص الجيش الثالث لا تنتهي حيث يذكر ان أحد القادة فقال ان طلقة عبدالرازق لا تخيب ولها مفعول السحر‏,‏ ويحكي موقفا آخر فيقول‏:‏ في احدي المرات واثناء تقدمنا في عمق سيناء وبعد ان تمركزت الفصيلة في احدي المناطق‏,‏ وعندما اشتد بنا الجوع شاهدت من خلال التليسكوب مدقا علي بعد‏9‏ كيلو مترا وكان عليه‏3‏ عربات مدمرة من اثار الضرب فقررت في البداية الذهاب بمفردي بحثا عن أي شيء فيها سواء طعاما أو شرابا ولكن النقيب أصر علي ان ياتي معي وذهبنا فوجدنا بها طعاما وماء وبعد ان اكلنا وشربنا قررنا الاستحمام لان مر علينا ما يزيد عن شهر ونصف بدون استحمام واثناء ذلك مرت طائرة اسرائيلية فوقنا وبعد لحظات وجدنا‏3‏ دبابات تتحرك من أقرب نقطة للعدو نحونا علي شكل رأس سهم وبسرعة ارتدينا ملابسنا واتفقت مع الضابط علي عودته بالاكل والشراب وان يتركنا لصد أي تقدمهم فرفض في البداية ولكن مع اصراري وافق فصعدت فوق احد الكثبان الرملية وعندما اقتربت من هذه الدبابات لمسافة‏500‏ متر فقامت باطلاق النيران عليهم بشكل مكثف من خلال البندقية الالية فظنوا انه كمين لهم واننا قوة كبيرة فانسحبوا‏,‏ وعند عودتي للفصيلة وجدت ان الضابط ابلغهم بانني استشهدت وعندما شاهدني زملائي بكوا من شدة الفرح بعودتي‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.