قبل ان تتحول كرة القدم إلي نظام الاحتراف المنقوص, وقبل ان يكون لها اصحاب مصالح ومريدون ومستفيدون كانت الحياة سهلة وبسيطة, وإذا خرجت قلة عن النص كان المعلق يسارع إلي ابعاد الميكروفون او اغلاقه حتي لايؤذي مشاعر الناس في البيوت. أما الآن فكل الميكروفونات والاستوديوهات مفتوحة ليلا ونهارا لتبث الردح والشتائم والالفاظ البذيئة التي يتبادلها الضيوف والمعلقون وطالبو المداخلة التليفونية دون خجل! اختلفوا مع عناصر اللعبة ومع انفسهم وحولوا الاعلام الرياضي إلي ساحة لمعارك ليست فوق مستوي الشبهات فزادوا من حالة التعصب والكراهية والغليان مع كل مناسبة ومباراة والنتائج معروفة وتجنيها الكرة المصرية اولا بأول! أصبحنا في حالة فوضي اعلامية يشارك فيها الذين لايكلفون انفسهم عناء البحث عن المعلومة الصحيحة, ومنهم من لايقدم علي فهم ما يدور حوله, فظهر الجهل واضحا حتي في نطق اسم قناة تونسية جاء تكريما لقائد كبير هو حنبعل بن حملقار برقا الشهير بهانيبال أو حنبعل القائد العسكري القرطاجي الذي ولد بمدينة قرطاج احدي ضواحي مدينة تونس حاليا في عام247 ق.م وفي التاسعة من عمره رافق والده حملقار برقا إلي اسبانيا.. وفي عام221 ق.م اختاره الجنود قائدا بعد اغتيال صدر بعل العادل زوج اخته, فتمكن من بسط نفوذ قرطاجنة علي كامل شبه الجزيرة الايبيرية, واصبح حاكما لقرطاجنة, واصدر العديد من الاصلاحات السياسية والمالية, ويعتبر حنبعل واحدا من اعظم الجنرالات في العصور القديمة, جنبا إلي جنب مع الاسكندر الاكبر ويوليوس قيصر, وله عبارة شهيرة قال فيها: سوف نجد حلا, او سنصنع واحدا. وهذا هو اقل القليل عن قائد يشهد قادة العصر الحديث له بالعبقرية والقدرة الكبيرة علي وضع التكتيكات العسكرية للحروب, ولكنهم لايعرفون شيئا! [email protected]