نواصل التأمل للنموذج المختلف عن الأجواء الصاخبة التي نعيشها في العاصمة, وقد تحدثنا أمس عن الوجوه التي تحمل الصفات الأصيلة للشخصية المصرية التي امتلأت بها قاعة نادي الشرطة بكفر الشيخ لحضور ندوة حول ثقافة حقوق الإنسان الملاحظة الرئيسية التي بدت واضحة وجلية هي التآلف الطبيعي والحقيقي بين المواطنين ورجال الشرطة داخل القاعة, وتذكرت علي الفور العناوين الصارخة, والأقوال والاتهامات المرسلة التي تحاول صباح مساء الوقيعة والإيحاء بصورة بعيدة عن الواقع, لأنها تنسي وتتناسي, عن سبق إصرار وترصد, أن رجل الأمن هو في النهاية الأب والشقيق والابن الذي يضع حياته ووقته رهنا لنداء الواجب وخدمة الوطن, دفاعا عن أمنه واستقراره. كان لابد من توضيح الأسباب المباشرة لذلك التهجم المتواصل من مثيري الفوضي والفتنة علي الأداء الأمني الذي يقف لهم بالمرصاد, ويحول دون تحقيق أهدافهم, وقلت: إن الهدف من تلك الحملات هو محاولة وضع الجهاز الشرطي في دائرة الحصار النفسي حتي لا يقوم بواجباته, خاصة ونحن علي أبواب استحقاقات انتخابات مجلس الشعب, وإدراك تلك القوي أنها لا تملك رصيدا في الشارع المصري, وبالتالي تملأ الدنيا صراخا منذ الآن بادعاء ما سوف يكون علي الرغم من التعليمات القاطعة والمحددة من الرئيس مبارك لكي تأتي هذه الانتخابات في أجواء من النزاهة, وسيكون شاهدا عليها الشعب بأكمله, بالإضافة إلي وسائل الإعلام في الداخل والخارج, ولا تترك شاردة أو واردة دون رصد وتحليل, ولكن قوي الفوضي والإثارة تستبق فشلها المدوي وعجزها وانهيارها بعد أن فقدت مصداقيتها, تستبق ذلك لاستهداف الأداء الأمني لعلها تنجح في إصابة صلابته ومنظمته التي تحمي الوطن من المخاطر التي نري آثارها واضحة وجلية في الكثير من البلدان حولنا, بل وفي الدول المتقدمة والكبري التي بات الهاجس الأمني يطاردها ويؤثر علي أوضاعها الداخلية. وللحديث بقية... muradezzelarab@hotmailcom