التهاب عميق بين أسرتي الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات بسبب فنجان قهوة الكاتب محمد حسنين هيكل, والذي أشار إلي أنه قد يكون سبب وفاة عبد الناصر بعد ما اعده له السادات, احتقان ديني متقيح بسبب ما قاله سكرتير المجمع المقدس الانبا بيشوي عن تحريف في القرآن الكريم, وما نسب إلي الدكتور محمد سليم العوا ومسألة الأسلحة في الكنائس. ترقب شعبي للمحاكمتين الأشهر, الأولي قضية تحالف المال والسلطة ومقتل المطربة سوزان تميم واتهام رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي بقتلها, والحكم عليه ب15 عاما, وعلي محسن السكري بالمؤبد, والثانية وفاة الشاب المصري خالد سعيد متابعات يومية للوغاريتمات قضية مدينتي ذات المليارات والمملوكة لأسرة هشام طلعت مصطفي والحكم الصادر ببطلان التعاقد من الأصل, ثم نظرية الأواني المستطرقة وإعادة الأرض للدولة ومن ثم بيعها مرة ثانية للشركة ذاتها. وعلي الرغم من كل هذا الزخم والانغماس في ملفات السياسة والجريمة والفساد وحقوق الإنسان وطبول الفتنة التي يتم قرعها, نسي كثيرون او تناسوا زخما آخر لكنه مزمن, وانغماسا اقل جاذبية اسمه ملف الفقر حتي ان معزوفة محدودي الدخل التي كان يتم عزفها يوميا في الإعلام الرسمي والخاص توقفت منذ فترة. لكن يتوقع ان يعاد عزفها هذه الأيام ولكن بتوزيع جديد يختلف عن احاديث طوابير الخبز, وأسعار الفاصوليا والطماطم المشتعلة, والحياة في العشوائيات, ونسب الجرائم ونوعياتها التي تعكس تدنيا اخلاقيا غير مسبوق وفقرا اصاب النفس في مقتل قبل ان يصيب الجسد, هذه المرة سيكون الحديث مبنيا علي تقييم بالأرقام. والحقائق من خلال تقرير مصر للأهداف الانمائية للألفية الذي تم اطلاقه أمس الأربعاء, التقرير الصادر عن وزارة التنمية الاقتصادية بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في القاهرة يستعرض عملية التنمية في مصر خلال السنوات القليلة الماضية, من خلال تقييم ما تم تحقيقه وما تم اغفاله او الاخفاق فيه من الأهداف الإنمائية للألفية. المؤكد ان التقرير يحوي الكثير من الإشادة بخطوات الإصلاح الاقتصادي الهادف إلي ايجاد بيئة جاذبة للاستثمار, ومحاولات النهوض بالتعليم, وتعديل نظام التأمين الصحي, الا أن الفقر وتقليص نسبة سيبقي الشوكة الرئيسية العالقة في دفتر انجازات مصر الألفية, ومعه وضع المرأة وتمكينها اقتصاديا وهو وثيق بالصلة بالفقر, وبحسب كلمات التقرير فإنه في الوقت الذي حققت فيه مصر تقدما كبيرا علي صعيد كل من الأهداف الإنمائية للألفية, فإنها لاتزال تواجه تحديات بالنسبة للهدف الأول المعني بالقضاء علي الفقر المدقع والجوع, والهدف الثاني المعني بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة, كما أن الفوارق الإقليمية وعدم المساواة بين الجنسين مازالت مستمرة بين المحافظات, علي الرغم من أن مصر قد نجحت.. فالمرأة المصرية لا يزال امامها الكثير لتحققه في القضايا المتعلقة بالتعليم والتمكين الاقتصادي, فضلا عن سوء استخدام الثقافة والتقاليد التي تعيق تقدمها, وفيما يتعلق بالتعليم, فنسب الالتحاق ومحوالأمية اخذة في التحسن, ولكن هذا النمو في البنية التحتية لاستيعاب العدد المتزايد من الطلاب يجب ان يقابله المزيد من الاستثمارات لتحسين نوعية التعليم. هذا التقرير يقدم صورة مفصلة عن حالة الأهداف الإنمائية للألفية في مصر, بالإضافة إلي التحليلات والتوصيات المتعلقة بالسياسات التي تحتاجها مصر حتي تحقق تقدما في الوصول لهذه الأهداف. وزير التنمية الاقتصادية الدكتور عثمان محمد عثمان يقول إن مصر تسير علي الطريق الصحيح نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في الوقت المناسب, وهو ما يمثل قوة دافعة ومحفزة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ علي هذا التقدم لضمان حياة لائقة وأكثر صحة للجميع, والقضاء علي جميع التحديات المتبقية لتحقيق تكافؤ الفرص علي نطاق اوسع في جميع المناطق, والمثير للاعجاب حقا انه قال ايضا ان هذه الأهداف لا تزال تمثل اقل الحدود لما يطمح المصريون لتحقيقه, وقادرون علي الوصول اليه. واقع الحال يؤكد ان الجزء الأول من تصريح عثمان يعكس واقعا حقيقيا مرئيا للجميع, اما الجزء الثاني والخاص بالقدرة علي التحقيق, فسيتم التحقق منه في عام2015, الموعد النهائي لتحقيق اهداف الألفية, ومن ابرزها تقليص نسب الفقر, فهل تنجح مصر في ضوء السياسات الراهنة في القضاء, او فلنقل تقليص الفقر فعليا بعد أقل من خمس سنوات؟ ربنا قادر علي كل شيء! كثيرون منشغلون في مصر هذه الأيام بالحراك السياسي المحتدم, حيث الإثارة والمفاجآت والأحداث المتلاحقة, اثارة حول الاحزاب التي ستخوض الانتخابات البرلمانية المرتقبة, وتلك التي تتمنع وهي راغبة.