تحدث نقيب الصحفيين الأستاذ مكرم محمد أحمد, إلي الزميلة الأستاذ تيسير متولي, في تحقيق معمق حول الصحافة القومية, نشرته مجلة الأهرام الاقتصادي في عددها الأخير.سيادة النقيب تحدث عن التحولات الايجابية في مسيرة الصحافة القومية, حيث زالت تماما جميع أشكال الرقابة. إذ كان علي كل صحيفة, أن تستقبل عند السادسة من مساء كل يوم, موظفا في هيئة الاستعلامات يأتي وفي يده قلم أحمر, يقرأ بروفات الصحيفة, قبل أن تذهب إلي المطابع, ويؤشر تحت كل ما يراه جديرا بالحجب وعدم النشر. ويحكي سيادة النقيب, أنه كان يعمل مديرا لتحرير الأهرام حتي أوائل الثمانينيات, حيث اتفق أن اتسعت خريطة الصحافة المصرية وارتفع سقف الحريات, بصدور صحيفة الوفد الأسبوعية عام1984. وطبعا الوفد باعتبارها صحيفة حزبية لم تكن مشمولة بزيارات الرقيب صاحب القلم الأحمر, وهذا معناه أن الدولة أرادت اثبات أنها جادة في أن تكون لدينا صحافة معارضة بصورة حقيقية. يقول النقيب: طلبت من الرقيب أن ينصرف, وألا يأتي إلي الأهرام, واستنكرت بقاءه في أي صحيفة قومية, ودخلت عليه وسألته: لماذا تقيم هنا؟ فليس معقولا أن يتم حرمان الأهرام وباقي الصحف القومية من نشر خبر معين لتنفرد الوفد بنشره وحدها...؟ أجاب الرقيب: كلم كبار المسئولين..! وبالفعل انصرف الرقيب بلا رجعة! هذه هي قصة النقيب والرقيب, وفصل مهم من مسيرة وتحولات الصحافة القومية.