أعرب أساتذة القانون عن رفضهم محاولة البعض إشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد, وحذروا من خطورة تمادي بعض وسائل الإعلام في تشجيع دعاة الفتنة بإتاحة المساحات الإعلامية أمامهم لنشر أفكارهم الهدامة وطالبوا بالتصدي بكل قوة وحسم لمن يحاول المساس بالوحدة الوطنية التي اعتبروها خطا أحمر, مؤكدين أن تلك الأفعال ومن يأتونها مجرمون قانونا وتجب محاكمتهم بالقانون, مشيرين إلي أن القوانين الحالية بها من المواد ما يكفي لمحاسبتهم وعدم الحاجة لسن قوانين وتشريعات جديدة. أكد الدكتور رمزي الشاعر, أستاذ القانون الدستوري وعضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس الشوري, أن القوانين الحالية كافية لوقف دعاة الفتنة الطائفية عند حدهم, مشيرا إلي أن الأمر يتطلب تفعيل القوانين الحالية التي تجرم مثل هذه الأمور. وقال إنه لا توجد حاجة إلي سن تشريعات جديدة والمهم هو التطبيق الحاسم للقوانين الحالية لمن يرتكبوا مخالفات لإشعال نار الفتنة. من جانبه, طالب المستشار إبراهيم الجوجري, وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس الشعب, بالتصدي وبكل قوة وحسم لمن يحاولون المساس بالوحدة الوطنية, مؤكدا أن القوانين الحالية كافية, ولكن المهم تطبيقها علي الجميع وبدون استثناء. وحذر الجوجري من استمرار البعض وتماديهم في تشجيع الفتنة الطائفية, خاصة من وسائل الإعلام, مطالبا بالتصدي لهذه الأمور الخطيرة علي المجتمع والتي تؤدي إلي التهاب المشاعر لدي المسلمين والمسيحيين علي حد سواء. ومن جانبه, قال الدكتور صلاح الدين الطحاوي, أستاذ القانون, إن من يقوم بالدعوة إلي الفتنة الطائفية بين أبناء الأمة, سواء كان مسلما أو قبطيا, ليس مواطنا وليس مصريا, وأنه لم ولن يصل لأغراضه وأهدافه. حدث, ذلك لأنهم يرتبطون برباط وثيق منذ قديم الأزل, مؤكدا أن المسلم هو شقيق للقبطي, وهذا ليس كلاما مرسلا بل مؤيد بمواقف تاريخية لا يستطيع أحد أن ينكرها. وأضاف الطحاوي أن الدستور نص علي أن المصريين جميعهم أمام القانون سواء, ولم يميز بين المواطنين بسبب العقيدة أو اللون, وكذلك قانون العقوبات والقانون الجنائي, لم يفرق في المحاكمة بين قبطي ومسلم, وأشار إلي أن من يدعو إلي الفتنة الطائفية فهو آثم من الناحية الدينية ومجرم من الناحية القانونية, يستوجب عقابه الذي يصل إلي حد الإعدام, لأنه لا يبغي سوي تفكيك الأمة التي عاشت أكثر من1400 عام في رباط, والتي لم ينجح المستعمر طيلة القرون الماضية أن يفكك أواصرها.. فكل هذه الدعوات والدعاة الذين يدعون إليها تجب محاكمتهم, لكي يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه بعد ذلك أن يمس الخط الأحمر وهو الوحدة الوطنية.