هل رأي أحدكم من قبل صورة حقيقية تظهر فيها مياه النيل أسفل سفح الهرم مباشرة, بينما تسير الجمال وسط المياه, وفي صورة أخري لنفس المشهد المهيب, توجد مراكب صغيرة وسط المياه؟ وهل سيتذكر احد تلك الصور التقليدية التي كنا نراها علي جدران المعابد القديمة أو المنازل القديمة, لمياه ومراكب إلي جوار الهرم تعلوها الشمس, دون ان يدرك لماذا رسمت تلك الصور التي تعبر عن مشاهد لم نرها في حياتنا, ولم يحك لنا الآباء عنها, فهم لم يروها علي الارجح أيضا, وظل مشهد الأهرامات علي ضفاف النيل يحيرنا مع الوقت, ولم نفكر أبدا ان ذلك كان يحدث دائما في أيام الفيضانات. وهل فكر احد بتركيز عندما ذهب إلي بركة الفيل في السيدة زينب, أو سمع اسم بركة الأزبكية في العتبة, أو حتي رأي تلك البركة التي لاتزال توجد في الخيالة, ان تلك البرك كانت قائمة في وقت ما ليس ببعيد, وانه كانت هناك بالفعل مياه فيها, وانها كانت جزءا من فروع النيل السبع التي كانت تمر وسط القاهرة, وهل تخيل احد ان مشاهد علي غرار مشاهد توجد في فينيسيا فقيرة شوية طبعا او امستردام أو كوبنهاجن حيث توجد المنازل علي ضفاف بحيرات صغيرة, كانت توجد في القاهرة. ولنترك كل ذلك جانبا, فهل شاهد احد علي الاطلاق صورة حقيقية لبائع آثار في الأقصر, يجلس في الشارع, نائما ويعرض علي المارة بضاعته, التي هي عبارة عن مومياء جيدة, ومومياء تالفة, ومومياء ملفوفة بالكتان علي الأرض, قبل ان يتم حظر تجارة الآثار في مصر في عام1907, وهل رأي كيف كانت احياء الأجانب في القاهرة, في مناطق مصر الجديدة, أو رأي تمثال سليمان باشا الفرنساوي, قبل ان يزال من ميدان طلعت حرب, أو رأي كيف كان ميدان الأوبرا القديم, والاهم من ذلك, هل يتصور احد ان كل ذلك كان قائما في القاهرة, منذ نحو قرن ونصف قرن فقط. إن لدي هنا إعلان, لن يحاسبني احد عليه, فكل ذلك وأكثر منه يمكن ان تتم مشاهدته بالعين المجردة, مجانا وبنوعية صور تليق بمؤسسة الأهرام, التي سيدرك من يذهب إلي هناك, ماالذي تعنيه بالضبط, قبل ان يفكر في اشياء أخري, وذلك في معرض مصور الأهرام الرياضي المحترم, سمير الغزولي, في قاعة المكتبة الموسيقية بدار الأوبرا المصرية, ولن يندم من يذهب إلي هناك.