في الوقت الذي طالب فيه أعضاء المجالس الشعبية والقيادات الشعبية بمحافظة أسوان بتحويل عدد من الوحدات الصحية المجمعة والمجهزة بالمعدات إلي مستشفيات مركزية لعدم وجود مستشفي عام لعلاج غير القادرين, كشف الدكتور محمد صلاح الدين وكيل وزارة الصحة عن العجز الشديد في عدد أطباء الرعاية الأساسية الذي وصل إلي350 طبيبا, مما يستحيل معه تلبية هذه المطالب. وقال وكيل وزارة الصحة أن هناك نقصا شديدا أيضا في بعض التخصصات, خاصة الأشعة والتخدير والمخ والأعصاب, لافتا إلي أن هناك ضوابط وضعتها الوزارة لتقنين و ووجه عبدالله خميس, عضو المجلس المحلي لمحافظة أسوان, اتهاما مباشرا للإدارة الصحية بأسوان بالتقاعس عن متابعة الوحدة الصحية المجمعة بأبو الريش بمركز أسوان, مما يؤدي إلي الغياب المستمر للطبيب المسئول. وقال إن الوحدة الصحية لاتزال تحمل خمسة مسميات حتي الآن وبدأت بالوحدة الصحية المجمعة ثم الوحدة الصحية بأبو الريش ومستشفي تكامل أبوالريش ومستشفي قروي أبوالريش وأخيرا وحدة طب الأسرة. وقال: رغم أن الوحدة مجهزة بطابقين يضمان غرفة عمليات مجهزة وعيادة أسنان وعيادة نساء وتوليد وصيدلية, إلا أنها جميعا تعرضت للغلق بسبب عدم وجود الأخصائيين والصيادلة, وطالب بتحويل هذه الوحدة التي تخدم قري بهاريز وأبوالريش قبلي وبحري والأعقاب إلي مستشفي مركزي, خاصة أنها مكونة من12 غرفة, وهناك إمكانية للتوسع مستقبلا. وقال صبري محمد يوسف بالمعاش إنه حتي عام1982 كانت تجري عمليات جراحية متوسطة داخل الوحدة, ولكن وللأسف اقتصر دورها الآن علي تحويل أي مريض إلي المستشفي التعليمي بأسوان. وأوضح أن مبررات مديرية الصحة بشأن النقص في عدد الأطباء مسئولية الحكومة ووزارة الصحة وليس مسئولية المواطن الذي ينشد توفير الرعاية الصحية اللازمة طبقا لبرنامج الرئيس مبارك الانتخابي. وقالت عائشة مصطفي عامر ربة منزل إن الوحدة تخدم250 ألف نسمة علي الأقل بمناطق مركز أسوان المختلفة, وللأسف فإنها عاجزة عن خدمة أي مواطن, حيث يقوم بتحويل المرضي إلي المستشفي التعليمي, وطالبت بضرورة أن تتحول إلي مستشفي مركزي يتم دعمها بالخدمات والأجهزة في ظل وجودها علي الطريق الزراعي القاهرةأسوان والذي يشهد حوادث يومية لا يسعف الوقت مصابيها للوصول إلي المستشفي التعليمي الذي يبتعد نحو20 كم عن الأعقاب. وأشار فتحي محمد صالح عضو مجلس محلي قروي أبوالريش من قرية الأعقاب إلي أن قوة الوحدة الأساسية3 أطباء علي الأقل, ولكن الموجود حاليا طبيب واحد يقوم بالعمل في وحدتين مما يزيد من العبء الملقي عليه فيصبح عاجزا عن مواجهة الأعداد الكبيرة من المرضي. وأوضح بأن المحافظة قامت بدعم وحدة إسعاف الوحدة بعدد كبير من سيارات الإسعاف المجهزة والمسعفين وكان من المفروض أن يتم دعم هذه الوحدة بعدد من الأطباء لمواجهة الحالات الطارئة. ومن مركز أسوان إلي مدينة البصيلية بإدفو, حيث توجد وحدة صحية مكونة من5 طوابق ما هي إلا مبني فقط علي حد قول عيد حامد عضو المجلس المحلي للمحافظة, والذي يطالب بتحويلها إلي مستشفي متكامل والعمل علي إلغاء توجهات وزارة الصحة بتحويل الوحدات والمستشفيات إلي طب الأسرة. ويقول العضو إنه سيتقدم بطلب إحاطة عاجل داخل المجلس للوصول إلي حل بشأن العجز في عدد الأطباء, وبحث سبل تحفيزهم للعمل في أسوان. ومن جانبه, قال الدكتور محمد صلاح الدين وكيل وزارة الصحة بأسوان أن الوزارة تشترط أن تكون المسافة ما بين الوحدة وأقرب مستشفي25 كم علي الأقل, وهو ما لا ينطبق علي الوحدتين اللتين يطالب المواطنون والأعضاء بتحويلهما إلي مستشفي. وقال إن هناك عجزا شديدا في أطباء أسوان, حيث يصل العدد في الرعاية الأساسية إلي350 طبيبا, بالإضافة إلي النقص في عدد أطباء التخدير والأشعة وجراحة المخ والأعصاب, وذلك بسبب أن أقرب كلية للطب للمحافظة هي كلية طب قنا ومعظم الخريجين يرفضون العمل في أسوان. وأشار وكيل الوزارة إلي أن محافظ أسوان اللواء مصطفي السيد قد وضع حلولا لتحفيز الأطباء علي العمل داخل المحافظة, وذلك بتحمل جزء كبير من الحوافز خاصة للمتعاقدين من خارج الوزارة, وكشف عن أن طبيبا واحدا متخصصا في الأشعة يعمل في مراكز كوم أمبو ودراو ونصر النوبة وإدفو, و3 أطباء تخدير, وأن هناك أطباء يعملون في وحدتين صحيتين وثلاث مما يعرضهم للإرهاق والرغبة في الرحيل. وأعلن وكيل وزارة الصحة أن هناك محاولات جادة لإنشاء مستشفي مركزي بقرية غرب أسوان لخدمة قري غرب النيل, لافتا إلي أن هذه المحاولات تحتاج إلي تضافر جهود أعضاء مجلسي الشعب والشوري لتحقيق هذه الرغبة.