ما زالت ألمانيا مهزومة من داخلها. لقد رفع هتلر الذي ندين عنصريتة الفخر القومي في ألمانيا الي منتهاة.. قدم للألمان فرصة تاريخية للاحساس بتميزهم.. وفي نفس الوقت تسبب هتلر في هزيمة شعب من الداخل لعقود طويلة. الهزيمة لم تنعكس علي اداء المجتمع الالماني فقد استمر في العمل لا يأبه لشيء.. تقدم علي باقي شعوب أوروبا رغم الهزيمة.. حقق انجازا اقتصاديا غير مسبوق.. حقق الوحدة بعد انهيار حائط برلين. دفع فاتورة باهظة لكي يضم بقية أهله في الجزء الشرقي.. تسيد' المارك' قبل الغائه وتزعم' اليورو'العملات الاوروبية. استمر علماؤه في العمل رغم القواعد العسكرية الامريكية علي أراضيه التي تراقب التزام ألمانيا بأتفاقات نهاية الحرب الثانية. تحول هذا الشعب العظيم الي الصمت.. أجبرتة حماقة هتلر علي دفع اموال طائلة ليهود ألمانيا ولاسرائيل تعويضا. لا يجرؤ الماني علي مناقشة ما فعله هتلر ذلك المغامر النمساوي الذي غير الحياة والسياسة في اوروبا والعالم في النصف الأول من القرن العشرين. انتفضت ألمانيا مذعورة حين تحدث عضو مجلس ادارة البنك المركزي' البوندسبنك'.. حين فتح فمه وأطلق تصريحات عنصرية تمس اليهود والمسلمين والاتراك.. بل والمهاجرين الي ألمانيا بشكل عام. انقسم الالمان علي أنفسهم وهم يرون تيلو سارازين يتحدث وفمه يطلق ألفاظا كلها عنصرية. الرجل أصدر كتابا أسماه' ألمانيا تحفر قبرها' لا يتخيل فيه ان يعيش ابناؤه وأحفاده في مجتمع يمتلئ بالمسلمين والاتراك. لقد أثار سارازين أوروبا كلها بما فيها المستشارة أنجيلا ميركل التي دعت الي طرده من وظيفتة التي توفر له230 ألف يورو سنويا. لقد خرق الرجل جدار الصمت واختلف الالمان حول ما قاله في استطلاعات الرأي. الرجل لا يمكن طرده من وظيفته الا إذا وافق الرئيس الألماني علي ذلك. وألمانيا كلها تنتظر هذا القرار.