برلمانيون ونقابيون يرفضون انقلاب الإخوان

رفض النقابيون الدعوات التي خرجت عن اجتماع انقلاب الإخوان‏,‏ وأجمعوا علي أن دعوات الجماعة للعصيان المدني ومقاطعة الانتخابات خروج عن الشرعية
وشددوا علي أن المشاركة حق أصيل لا يجوز التخلي عنه بأي حال‏,‏ وأن من يهرب منها ضعيف وخائف وسلبي‏,‏ ويتخفي خلف التربيطات والمؤامرات السرية التي تستهدف أمن الوطن وضرب استقراره‏.‏
وقالوا إن المروجين للعصيان المدني ومقاطعة الانتخابات يحولون وجودهم إلي ورقي‏,‏ ويؤكدون أنهم معارضة إعلامية وعلي ورق فقط‏,‏ وشددوا علي أن عواقب انقلاب الإخوان وخيمة وتضر بالاقتصاد وفرص الاستثمار‏.‏
وأكد حمدي خليفة نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب أن الدعوات التي أطلقها الإخوان المسلمون أثناء حفل إفطارهم السنوي لتحريض المواطنين علي مقاطعة الانتخابات في حالة عدم وجود ضمانات لنزاهة العملية الانتخابية تمثل خروجا علي الشرعية والقانون وما كفله الدستور‏.‏
وأضاف أن المشاركة في الانتخابات واجب علي كل مواطن‏,‏ وحق أصيل لا يجوز التخلي عنه‏,‏ مؤكدا أن دعوة الإخوان لمقاطعة الانتخابات ليس لها أي مبرر‏,‏ ولا تؤدي إلا لنوع من البلبلة وإثارة الرأي العام‏.‏
وتندرج تحت الظواهر السلبية التي يجب الإقلاع عنها فورا إذا أردنا الخير لهذا الوطن‏,‏ مضيفا أن المشاركة هي أحسن وسائل التعبير‏,‏ سواء لتأييد فكر أو نظام بعينه أو حتي معارضته‏.‏
وأكد نقيب المحامين أن هناك ميزة كبيرة تنعم بها غير موجودة بالقدر الكافي في باقي البلدان العربية‏,‏ وهي حرية التعبير عن الرأي‏,‏ لكن هذه الحرية يجب أن تقابلها مسئولية اجتماعية للمواطنين حتي لا تتسبب هذه الحرية في أضرار خطيرة قد تصيب المجتمع في مقتل‏,‏ وتضر بمصالحه الاقتصادية وأمنه واستقراره‏.‏
وقال إن المشاركة ظاهرة صحية لمصلحة العامة‏,‏ وعلي الأحزاب والجماعات والحركات العمل الجاد في عملية الإصلاح‏,‏ والمطالبة بتفعيل الديمقراطية‏,‏ وأن تشجع القطاع الأكبر من المواطنين أو الكتل الصامتة علي المشاركة في الأحداث السياسية والتصويت في الانتخابات وعدم دعوتها إلي المقاطعة‏.‏
وشدد خليفة علي أن أي دعوة للخروج علي النظام العام والشرعية‏,‏ والطرق القانونية التي رسمها الدستور مرفوضة من كل طوائف المجتمع وفئاته‏,‏ لأننا في دولة مؤسسات يحكمها قانون ينظم كل شيء‏,‏ ولابد من الجميع الالتزام به وعدم الخروج عليه‏.‏
من جانبه قال الدكتور عبدالسلام جمعة نقيب المهن الزراعية إن أي دعوات من جماعة الإخوان أو غيرها من شأنها الإضرار بمصالح المواطنين‏,‏ وأمن واستقرار البلاد مرفوضة تماما‏,‏ أيا كانت الجهة و الحركة التي تقوم بالدعوة‏,‏ سواء داخليا أو خارجيا‏,‏ مؤكدا أن الديمقراطية الحقيقية التي ينادي ويسعي إليها الجميع لن تتحقق إلا بالمشاركة الإيجابية الفعالة‏,‏ وليس بدعوات المقاطعة أو العصيان أو الإضراب‏.‏
وشدد جمعة علي أهمية تغيير ثقافة المجتمع وحثه علي المشاركة وليس دعوته للمقاطعة‏,‏ مؤكدا أن مصر تعاني الثقافة السلبية وانخفاض المشاركة في الانتخابات سواء كانت انتخابات سياسية أو مهنية‏,‏ مشيرا إلي أنه اذا كان هناك متسع من الحرية في عهد الرئيس محمد حسني مبارك للتعبير عن الرأي بكل حرية فإن هناك العديد من الطرق المشروعة للمطالبة بأي شيء قد تراه فئة بعينها أن به خيرا للبلاد‏.‏
وقال جمعة إن أهم ما تنعم به مصر وغيرها من دول الجوار هو الأمن والاستقرار وعلي الجميع الحفاظ علي هذه النعمة وعدم العمل علي زعزعة هذا الاستقرار لما لها من مخاطر وعواقب وخيمة علي كل مجالات ومناحي الحياة‏.‏
وأشار نقيب الزراعيين الي أن الاضرار التي قد تنجم عن هذه الدعوات المغرضة قد تكون كبيرة جدا ولا يمكن التوقع بنتائجها التي قد تمتد لعشرات السنين‏.‏
وأضاف أن هناك العديد من التجارب علي مدار التاريخ أثبتت أن المقاطعة نوع من السلبية وأن أضرارها أكثر من فوائدها بكثير‏,‏ فهناك الكثير من الاحزاب خسر كثيرا وفقد نسبة كبيرة من شعبيته في الشارع بسبب مقاطعته للانتخابات والحياة السياسية‏.‏
ومن جانبه‏,‏ قال جمال سويد وكيل نقابة المحامين إن جماعة الاخوان في مصر فقدت وجودها ومصداقيتها في الشارع المصري ولم يعد لها دور فعال‏,‏ مضيفا أن ما يحدث من محاولات ودعوات هو محاولة لإعادة وجودها عن طريق الضغط في الاتجاه المعاكس للشرعية‏.‏
وأضاف أن هذا الضغط الذي تمارسه بعض الجماعات قد يؤدي بها إلي وجود ورقي أو معارضة إعلامية بحثا عن شو إعلامي أو إعلاني‏.‏
وأوضح سويد أن هذه المحاولات من جانب بعض الحركات والجماعات هدفها ستر عورتها وتجهيز شماعة لتبرير فشلها قائلا‏:‏ إن المعارضة في مصر لم تحصل علي عدد مقاعد يناسب اسماءها في الانتخابات الماضية والجميع شاهد بمن فيهم المعارضة علي أنها كانت من أفضل وأنزه الانتخابات في تاريخ مصر‏,‏ مضيفا أن احزاب المعارضة وغيرها من الجماعات لم تحصل علي مقاعد تساوي الجعجعة الإعلامية التي تطالعنا بها كل يوم‏.‏
وقال وكيل نقابة المحامين إنه أولي بتلك الجماعات والحركات والاحزاب إذا أرادت الإصلاح فعلا أن تبدأ بالشارع وتنزل إليها لمعرفة مشكلات الناس واحتياجاتهم وأن تضع الحلول العلمية والعملية لحل تلك المشكلات وليس الاكتفاء فقط بالاحاديث والشعارات الزائفة‏,‏ مضيفا أن هناك قضية كبري لجماعة الاخوان المسلمين لا يمكن التسامح فيها وهي خلط الدعوة بالسياسة‏,‏ مما أدي إلي فساد الدعوة وفساد السياسة ايضا‏.‏
وأكد سويد أن مخاوف المعارضة من عدم نزاهة الانتخابات ليس لها مبرر لكنها تدل علي عدم قدرتها علي المنافسة الحقيقية في الانتخابات‏,‏ مضيفا أن تلك الاحزاب والجماعات كان من الأولي بها حث الفئات العازفة عن المشاركة السياسية والمقاطعة للانتخابات بدلا من دعوة المشاركين إلي المقاطعة‏.‏
ومن جانبه‏,‏ قال الدكتور فوزي الزهيري الأمين العام المساعد لنقابة الاطباء البيطريين إن ما ينادي به البعض من مقاطعة الانتخابات أو الاعتصام أو الاضراب مرفوض بكل الاوجه ولا يمكن قبوله لعدة أسباب منها عدم جدوي المقاطعة أو الاضراب‏,‏ ثانيا إضرارها بأمن واستقرار البلاد‏,‏ ثالثا أنها قد تنجم عنها عواقب وخيمة في شتي المجالات‏,‏ خاصة علي مجال الاقتصاد والاستثمار‏.‏
وأضاف أننا نؤيد المشاركة الفعالة أيا كان الرأي سواء مؤيدا أو معارضا فالمقاطعة نوع من السلبية‏,‏ وأكد الزهيري أن عدم المشاركة نوع من أنواع الهروب غير المقبول قائلا‏:‏ إن المشاركة أفضل ألف مرة من المقاطعة‏.‏
ومن جانبه‏,‏ قال علاء الدين ثروت عضو مجلس نقابة المهن الاجتماعية إن دعوات العصيان المدني لاتفيد ولن تنفع وأنها تضر بالمجتمع ومصالح المواطنين‏,‏ مشيرا إلي أن الحل الأفضل لقوي المعارضة هو المشاركة في الانتخابات واظهار السلبيات لأن المشاركة والتعبير عن الرفض أو التأييد أفضل الطرق لتعديل الأمور السلبية مهما كان حجمها‏.‏
وأضاف أن المشاركة في الانتخابات ضرورة حتي لو تم اختيار المعارضين للحكومة أو النظام فالفيصل هو صناديق الاقتراع‏.‏